في السابعة والنصف كانت الانطلاقة ، فذكرني هذا بقول امرئ القيس : وقد اغتدى والطير في وكناتها * بمنجردٍ قيد الأوابد هيكل ، فقد انطلقنا على متن قيد الدقائق باص دلهم الذي ذكرني حصان امرئ القيس في سرعته على خط لحمر ، وطوى بنا دلهم الطريق برفقة مدير مدرسة لحمر ياسر سالم بتواضعه الجم ، ورفقة طاقم مدرسة لحمر الذين يتحدون المسافات ليمسحوا الجهل عن تلك الوجوه الصادقة بين تلك الجبال السود ، وينشرون العلم على ثرى تلك الأرض ، فقد سعدت برفقة خبارة ، وبن سبيع ، والضيف ، والثنائي عميران وبن سميح ، والأستاذ عبدالله علي ، وعادل سعد ، ومحمد أحمد ، والخضر فضل ، وما زاد الرحلة حلاوة وطلاوة وفائدة علمية تواجد الدكتور هيثم الذي لا يحل بمكان إلا والبسمة والسعادة رفيقتاه . وفي الجانب الآخر كان أستاذ لغة الفرنجة في جبال لحمر حاضراً ، نعم لقد تواجد سميح جعبل ليوجه تلاميذه ويدربهم على كيفية توصيل هذه اللغة لأبناء لحمر الذين يتميزون بعقول راجحة ونقية ، فأجاد وأفاد ، لقد تواجدنا في لحمر المدرسة والقرية فقابلنا التلاميذ ببساطتهم وهم يتلهفون لطلب العلم ، ووجدنا المدرسة بحاجة لدعمها بكادر تعليمي ، وكذلك هي بحاجة للترميم والأثاث ، وبعد يوم مليء بالنشاط ، توجهنا صوب المطعم الذي تشتهر به لحمر وتناولنا وجبة الغداء ، يحوطنا كرم الطاقم التعليمي في المدرسة ، ووقفنا على وادي لحمر وحصنها الأشم الذي يلوح لنا من على تلته المشرفة على لحمر والخط الواصل بين مودية ولحمر ، وكأنه دليل للمارين بهذه القرية التي أكسبها الخط العام والمطعم مميزات المدينة الحضرية ، فلابد للمار من التوقف في لحمر وتناول وجبته فيها ، فيا لها من قرية ، ويالها من مدرسة ، ويالها من رحلة عشناها في لحمر ، ونتمنى أن تجمعنا الأيام بكل الأحبة في لحمر أرض البساطة والتواضع .