استدعاء مجلس النواب اليمني لعقد جلساته في عدن دليل على أن الحكومة تمتلك فلوس كثيرة تريد صرفها على أعضاء منحلين والمعروف أن مرتباتهم عالية جدا , وربما ستدفع لهم بأثر رجعي عن سنوات لم يكونوا فيها موجودين بالخالص فوق أعمالهم بل ولهم مواقف سلبية من كل ما جرى , في الوقت الذي يوجد في الجنوب عمال وموظفون ومتقاعدون لم يستلموا مرتباتهم لأشهر مضت . في اليمن خلعوا رئيسهم وأسقطوا نظامه العائلي بثورة التغيير 11 فبراير وبالمبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية المزمنة وتوقفت المؤسسات الثلاث عن النشاط وعن أداء مهامها بالدستور وتشكلت حكومة تصريف أعمال التي تحولت إلى انتقالية وبدأ مشوار الحوار الوطني ومن أهم مخرجاته وضع دستور اتحادي وسن قوانين لدولة الأقاليم على أن يتم الاستفتاء على الدستور , لكن الحوثيين تحالفوا مع المخلوع وانقلبوا على الحكومة الانتقالية الشرعية فطلب الرئيس هادي النجدة من التحالف العربي بقيادة السعودية لمواجهة الانقلابيين . بالتعاون مع التحالف العربي تمكنا من تحرير عدنومحافظات الجنوب بينما ظلت محافظات الشمال تحت سيطرة الانقلابيين لحد اليوم , وهناك أعاد الانقلابيون تشغيل مجلس النواب المنحل من خلال الأعضاء الموالين لهم في خرق صريح للمبادرة الخليجية وتأكيدا لعدم تخليهم عن مؤسسات النظام الذي تم إسقاطه . في الجنوب المحرر تحاول الحكومة الشرعية أن يكون لهم ولصوتهم صدى في الشمال , ونحن مع سلطاتنا المحلية ندعمهم في ذلك ولكن ليس بنفس الإجراءات الخاطئة التي اتخذها ويتخذها الانقلابيون , ليس بالتخلي عن مخرجات الحوار , ليس ببعث الحياة في مجلس نواب انتهت صلاحياته بل أسقطته المرجعيات الثلاث , ليس بتجاوز التحالف العربي وكأن أمرا لم يحد وحربا طاحنة لم تدر رحاها , وكان ما يجري هو إلغاء التحالف من المشهد وإبعاده من المسئولية . التحالف العربي يلعب دورا بارزا في حياتنا اليومية يدعمنا عسكريا وأمنيا وإنسانيا وتعليميا واجتماعيا واقتصاديا , لذا يجب أن يكمل معروفه ويدعمنا سياسيا . نحن بحاجة إليه لينظم أمورنا ويدير شئوننا لحين الانتهاء من تطبيق المرجعيات الثلاث لأن هناك من يخبط الأمور ويخلط الحابل بالنابل . العديد من القرارات التي صدرت مؤخرا صدرت من دون الرجوع للتحالف فأضرت بالجنوبيين وبمصالح المناطق المحررة وكأنها تصدر عن الحوافيش عبر طرف في الحكومة الشرعية دون فحص . لذا , فإنه بدل من إصدار القرارات يستحسن أن تكون دعوات كدعوة إلى إجراء استفتاء على الدستور الاتحادي , دعوة إلى انتخاب مجلس نواب جديد , دعوة التحالف لمراقبة الانتخابات , دعوة التحالف لتسيير المناطق المحررة سياسيا , ففي العراقأمريكا سيرت الأمور إلى أن تم الانتهاء من العملية الديمقراطية , وفي ليبيا التحالف يسير الأمور إلى ما بعد العملية الديمقراطية , وفي سوريا تقوم روسيا بتسيير الأمور إلى ما بعد العملية الديمقراطية حسب مؤتمر أستانة .