رغم الامكانيات البسيطة إلا أن مجلة جيوغرافيك دثينة قد بدأت البداية الصحيحة فكانت بدايتها ناجحة ووضعت أول خطوة لها في طريق النجاح وسُلم الارتقاء بالثقافة في أبين ، وبدأت رحلة البحث عن التراث والثقافة في دثينة خاصة وأبين عامة ، فالقارئ والمتابع لصفحات المجلة يُسر لما لاقاه من موروث تراثي وثقافي في محافظة أبين ، وهذه هي البداية وسيكون القادم أفضل وأغنى في مختلف الجوانب ، وستجود أقلام المثقفين والمتخصصين في التاريخ والجغرافيا بما هو مثمر ليتعرف الناس على تاريخ وتراث وثقافة أبين الغني أصلاً . لقد حمل أبناء أبين أقلامهم ليكتبوا عن محافظتهم ، ويظهروها للعيان ، لأن أبين قد هُمشت كثيراً في هذه الجوانب ، وهي المحافظة الحبلى بالتراث والثقافة ، بلدة إرم ذات العماد ، بلدة الشعراء والأدباء وأهل الفن ، بلدة السلاطين والفرسان والقادة ، بلدة الزعامات ورجالات الدولة ، هذه هي محافظة أبين ، وإن ما نراه اليوم في صفحات الصحف والمجلات ماهو إلا الشيء البسيط عن هذه المحافظة ( أبين ) ، فتراثها مغمور ، وثقافتها لم تخرج للعلن نظراً لشحة الامكانيات ، وقد بدأت مجلة جيوغرافيك دثينة بتقليب صفحات التاريخ بحثاً عن تاريخ أبين المتناثر هنا وهناك وبدأت المجلة بلملمته وتجميعه ليروي القارئ عطشه من تراث أبين البارد الزلال ، وبدأت رحلة البحث في ترابها عن تراثها ، والأخذ من أفواه كبارها ومثقفيها عن ثقافتها ، فبدأت رائحة تراثها الزكية وثقافتها وعراقتها الغنية ، وبدأت معالم إرم ذات العماد تبدو للناظرين ، فأبين الدلتا وأبين دثينة حضارة ضاربة بجذورها في أعماق التاريخ . وسنتحدث في الأعداد القادمة - بإذن الله - عن لهجات دثينة ومقابلتها بالفصحى ، فدثينة غنية بلهجاتها وهي من الفصحى قريبة ، بل هي الامتداد التاريخي لها ، وقد كتب عنها الكثير من المستشرقين ، وأوضحوا علاقتها ومقابلتها بالفصحى ، وسنتعرف على ذلك في قادم الأعداد . في الأخير أقدم جزيل الشكر للأخ صدام حيمد رئيس تحريرها ، ولأعضاء هيئة التحرير كافة ، ولكل من كانت له أيادٍ بيضاء في إخراجها وتوزيعها ، وطبتم وطابت مجلتنا بخير ، وطابت بلدة التاريخ والحضارة أبين ...