الكتابة فن ، والإبداع موهبة وممارسة ، والصحافة أصبحت كالصحفة لمن هب ودب ، فتجرأ على الكتابة حتى الدب (الأخرق) فلا تراه يكتب إلا شتماً واتهامات لهذا وذاك كلمات لا تنم عن ثقافة ، ومهارات في الكتابة لا تكاد تُرى حتى تحت المجهر ، فلا ترى لهؤلاء إلا شخابيط على صفحات الصحف شخابيط تعتورها الأخطاء اللغوية والنحوية والإملائية فلا تكاد تمر على عبارة إلا ويقف في طريقك مطب خطأ لغوي أو نحوي أو غيره ، وياليت المسألة تقف عند هذا الحد ، بل تعدته إلى سباب ولعن واتهام ، ويختم هذا المتطفل كتابته بالإعلامي البارم ذيله ، والكاتب الأوحد ، والصحفي البارع ، لا أعني بكلامي هذا أن تكون الكتابة حكراً على أحد ولكن يجب أن يخوض هذا الميدان فرسانه المتمرسون الذين يكتبون فيبدعون ولا ينقلون إلا بعد أن يتحققوا . ومن كثرة تزاحم الكتابات (الشخابيط) على صفحات الصحف ومواقع التواصل الاجتماعي بدأنا نتعلم الأخطاء وأصبحنا نقوص في المياه الآسنة للنقل الكاذب ، فياليت قومي يعلمون أن الكتابة لا تعني السب والشتم والتجريح ، وتبادل الاتهامات من غير أدلة وبراهين ، فليس كل من كتب أصبح كاتباً وليس كل من ولج باب التواصل أصبح إعلامياً وصحفياً ، فكل ما يكتبه الشخص يحكي ما بداخله ، ألم يقولوا : كل إناءٍ بما فيه ينضح ، فإذا كانت كتاباتك سباً وتجريحاً وتوزيع التهم فاعلم أنك سفيه ، فالإبداع نشر المحاسن والتجول في حدائق الفضائل ، وزرع ورود الإبداع على صفحات الصحف ، ونشر عبير المحبة في أوساط القراء ، فالعالم اليوم عالم المعرفة والكلام ، ونحن العرب تجارتنا الكلام ألا تعلم أن هذه التجارة كانت تُقام لها الأسواق . ففي الجاهلية كان هناك سوق عكاظ لعرض البضائع الكلامية ، فكان العربي يجوّد بضاعته ولا يختار إلا الجميل من الكلام ، فالخبراء كُثر والحكم في ذلك اليوم قريش ، وما أدراك ما قريش ، فمن حكمت قريش له بلغ كلامه الآفاق ، ومن وقع على جميل الكلام رُفعت بضاعته على أستار الكعبة تشريفاً وتكريماً له ، فكيف أصبحت بضاعتنا اليوم ؟؟؟ لقد أصبحت بضائع الكثير منا مجرد شخابيط على صفحات الصحف ، قلت قولي هذا لتصحيح المفاهيم والله من وراء القصد .