احتضنت مدينة المكلا يوم "السبت" أعمال مؤتمر حضرموت الجامع بمشاركة (3001) عضوًا يمثلون المكونات والشخصيات الحضرمية في الداخل والمهجر على مختلف توجهاتهم وانتماءاتهم السياسية والاجتماعية والفكرية وسط اهتمام شعبي واعلامي كبير .. وشهدت فعاليات المؤتمر حضور كثيف ونوعي للشخصيات الحضرمية من مختلف المديريات والمكونات والتجمعات وإلى جانب مندوبين من المحافظات وحضارم المهجر . وفي الاجتماع نقل محافظ حضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك للمؤتمرين تحيات فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء مشيراً إلى أن المؤتمر ينعقد في ظل ظروف بالغة التعقيد فرضت على شعبنا وقياديه السياسية وأوجدت شرخاً عميقًا في المجتمع .لافتًا إلى أن أبناء حضرموت من هذا الاجتماع يمثلون إنموذجًا في وحدة الكلمة ولمّ الشمل وتحديد قرار أبناء حضرموت في فرض مطالبهم وحقوقهم وتوجه بالشكر والامتنان للأشقاء في المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية السعودية قيادة وحكومة وشعبًا لما قدموه في نصرة الوطن عامة وحضرموت خاصة , منوهًا إلى أن حضرموت وابنائها اجمعوا على كلمة واحدة بأنهم إلى جانب الشرعية وفخامة الرئيس عبدربه منصور ومخرجات مؤتمر الحوار والقرارات الدولية منها القرار 2216 مؤكدًا بأن لأبناء حضرموت مطالب وحقوق لا يريدوا اليوم أغفالها . وقال أن الحضارمة من خلال هذا المؤتمر الجامع يريدوا ان يوجهوا رسالة بانهم مع الأمن والامان والاستقرار ورفض الارهاب بمختلف اشكاله ودعم قوات النخبة التي اجتثت قوى الارهاب مبينّا إلى أن ابناء حضرموت الذين ظلموا خلال الفترات السابقة وعانوا من ويلات النهب والاستلاب , يقفوا اليوم ليقولوا كلمة (لا) لفرض ان أي اجندات عليهم مطالبًا فخامة رئيس الجمهورية لاعلان حضرموت اقليمًا مستقلًا مع الترحيب بالمحافظات المجاورة ومن يريد الانضمام إلى كيان هذا الاقليم . ووجه محافظ حضرموت في كلمة عدة رسائل مهمة إلى قيادة الدولة والحكومة والمجتمع في حضرموت في كل ما يعزز الشراكة والاستقرار والتنمية واستعادة الحقوق المسلوبة وتحقيق تطلعات حضرموت وتعويضها العادل. ودعا المحافظ بن بريك جميع ابناء حضرموت حتى اولئك المغرر بهم مع عصابات تنظيم القاعدة الارهابي إلى تشكيل لحمة واحدة والاتجاه نحو العمل والإنجاز لتحقيق نمو حضرموت باسرع ما يمكن حاثًا على عدم الانصياع وراء اصحاب مشاريع التثبيط والبلبلة والانطلاق برؤية موحدة وثاقبة للمستقبل. وكان وكيل أول حضرموت رئيس الهيئة التحضيرية العليا لمؤتمر حضرموت الجامع المقدم عمرو علي بن حبريش قد القى كلمة ترحيبه في مستهل الجلسة الافتتاحية أكد فيها بأن حضرموت خلال السنوات القليلة الماضية سطرت ملاحم بطولية وقدمت تضحيات بطولية بدءًا بانطلاق الهبة الحضرمية وما سبقها من تضحيات لكافة أبناء حضرموت بمختلف انتماءاتهم وتوجيهاتهم لافتًا إلى أن هذه التضحيات تعد نقطة تحول في تاريخ حضرموت الحديث أسست لما تلاها وما تعيشه حاليًا مشيرًا إلى أنه حرصًا على تعزيز هذه الانجازات وتثبيتًا لها تبنى "حلف حضرموت" الدعوة إلى عقد "مؤتمر حضرموت الجامع" ليستكمل مراحل الاستحقاق السياسي والاقتصادي والاجتماعي مؤكدًا بأنه التف حول هذه الدعوة جميع مكونات وشرائح وأطياف المجتمع الحضرمي السياسية والدينية والاجتماعية والاقتصادية استشعارًا منهم بأهميتها وتشكلت لذلك لجنة تحضيرية وعكفت على نجاح هذا الحدث التاريخي الكبير . وأكد المقدم "بن حبريش" بأن حضرموت ستظل رائدة مدنية وداعية سلام وأمان لكل الإنسانية وهو كل ما جسدته مخرجات حضرموت الجامع لتكون مثالًا عالميًا للسلام والوئام وصانعة وناشره له. وقال : إننا ندرك إدراكًا واعيًا للتحديات الداخلية والاقليمية ولن نكون إلا جزء من العمق العربي والإسلامي ندافع عن مصالحه العليا في الأمن والاستقرار وسنظل أوفياء لذلك بوصفه من الثوابت الوطنية والإنسانية. ودعا المقدم "بن حبريش" في ختام كلمته إلى عقد مؤتمر اقتصادي يضع الاساسات القوية وتضخ فيه الاموال اللازمة لإعادة بناء حضرموت وتحويلها واحة آمنة تنعم بالرضاء والاستقرار وتنشر خيرها لكل من حولها. وتضمنت الجلسة الافتتاحية إلى جانب القاء كلمتين توجيهتين للشيخين "صالح الشرفي" و"عبدالرحمن باعباد" القاء قصائد شعرية للشعراء علي أحمد بارجاء وسالم عمرو الغرابي ورمضان باعطيم وقراءة ميثاق الشرف بين المكونات المجتمعية الحضرمية. كما أستمع أعضاء المؤتمر إلى مشروع النظام الاساسي الذي تلاه القاضي "أكرم العامري" ومشروع القرارات والتوصيات التي تلتها الاعلامية "بديعة عوض". وأبدى المشاركون في مؤتمر حضرموت الجامع تأيديهم لمخرجات المؤتمر ووثيقة "ميثاق الشرف بين المكونات المجتمعية الحضرمية" التي تعد اتفاقًا يحفظ لأهل حضرموت "مكانتهم الحضارية والتاريخية وأمنهم واستقرارهم" وبوصفها أهم الوثائق الرئيسة للمؤتمر التي وتخدم مصلحة حضرموت وحقوقها وأمنها واستقرارها , وتنص على الالتزام بتغليب مصالح حضرموت على ما عدها من مصالح شخصية أو حزبية أو سياسية أو أي هدف يتعارض مع أهداف ومخرجات مؤتمر حضرموت الجامع. وحظيت جلسات أعمال مؤتمر حضرموت الجامع بتغطية إعلامية واسعة من مختلف وسائل الاعلام والقنوات الفضائية الدولية والعربية والمحلية , ونقلت على الهواء مباشرة عبر أثير اذاعات "المكلا" و"سيئون" و"حلم" وغيرها من الاذاعات المحلية.