الشعبان في الشمال والجنوب يجب عليهما العيش في ظلال المنصور هادي فمنه سيستمدون نصرهم ، وبه سيبنون دولتيهما ، فالجنوبيون لا خيار لهم إلا خيار هادي فإنه سائر بهم نحو العلياء ونيل استقلالهم الذي كان قبل هادي في حكم المستحيل فجعله هادي واقعاً تراه العين وتُسر به ، ويفرح به القلب وينتشي ، يجب على الجنوبيين ألا يتفرقوا فإنما يأكل الذئب من الغنم النافرة التي تخرج عن القطيع ، فتعدد الكيانات الجنوبية هدف أعداء الجنوب ، فيجب عليهم التمسك بشرعية هادي حتى في ظل تشكيل هذا الحامل للقضية ، فهادي ربان السفينة وكلنا معه في سفينة النجاة ، فالشعب في الشمال لابد له من التمسك بشرعية هادي حتى تهدأ الزوبعة وتسكن رياح العاصفة ، ويتبين الخيط الأسود من الخيط الأبيض من الفجر ، ويتبين من سيقودهم وساعتها سيجمع هادي الطرفين على طاولة الحوار ، وسيجلس شرفاء الجنوب والشمال على مائدة مستديرة واحدة يصيغون عليها أسس دولتيهما ، وساعتها ستتكون الدولة الجنوبية المستقلة ، وستُبنى الدولة المدنية في الشمال ، أما البعد عن شرعية هادي فلن يتمخض عنها إلا التأخر عن نيل المطالب والوصول إلى الهدف ، وسيتأخر الركب بنا ، ولن نصل إلا من طريق واحد هو طريق الحوار تحت مظلة هادي وشرعيته ، حوار الأفكار ، أما صراع المدافع والدبابات فقد أثبت فشله ، وأثبت انهزاميته ، فسيروا خلف هادي ، واستظلوا بظلال هادي وستقطفون ثمار وقوفكم يانعة ناضجة حلوة المذاق . حديثي ليس للجنوبيين فقط ، ولكنه للشق الآخر من الشعب الواعي في الشمال الذين نتوسم فيهم الزبيري والحمدي والثلايا والبردوني وغيرهم من الأحرار ، لقد حاول المتربصون الضغط على زجاجة عطر منشم للوقيعة بين هادي والجنوبيين من جهة وبين هادي والأحرار من الشماليين من جهة أخرى وإذا نجحوا وسار الجنوبيون خلاف طريق هادي فسيرهقهم السير ، ويهدهم طريق المخالفة ، وإن شذ أحرار الشمال عن طريق هادي فسيندمون على كل لحظة فرطوا فيها مع هادي ، ولن يفلحوا إذن أبداً ... وأخيراً لا نملك إلا أن نقول : في ظلال هادي فليستظل الجميع .