عشرون تمضي بنا ولازال بائع الخضار قصتنا على بعد امتار من بيتنا متشقق السقف إثر قذيفة تسعينية وامنيات معطوبة لعمي الثلاثيني واختي في عشريتها الثانية بائع خضار اشعت اغبر لايرى عليه أثر الا أثر الشقاء تلك الشمس صديقته الوفية كسائر شعبنا الكادح ، عيناه بنيتان تشبه لون بشرة أخي و شعره المتناثر يذكرني بحال مدن بلادي هي الأيام تمضي سبع سنوات مضغنّ بعضهن بعض من عمرنا من قلنا له يوماً أرحل .. يحكمنا اليوم بهمس ومن صار لنا سنداً .. غادرنا أمس وفي شمال شمال مدينتنا نمرودٌ يهتفها خمساً خمس كل شئ هنا لا يؤشر بخير عدا اللون الازرق في طرف العلم عوامل الحياة انعدمت كستائر غرفتي اللتي اخرجتها لإتساخها ولكسلي قمت بتغسيلها ولم أعدها فاتسخت! ثم إن بائع الخضار لم يأتي بفاكهتي المفضلة يبيعنا خمراً وبائع اللبن يهدينا سُماً وندفع نقودنا للموت ثمناً من أعطانا الكف باليمنى ادرنا له جانبنا الأيسر من أعطانا النصر بلا مَنٍّ ولا سلوى قلنا له نحن بدونك أقوى لا شئ ينتهي بطريقة شاعرية الأمور تنتهي ونحن نحولها الى نصر كل تلك الدماء لم تكن جميلة كانت حمراء فقط وتلك الجثث لم تكن طويلة كانت مبتورة الحب عامرة الوجع وبائع الخضار يهتف عالياً لبضاعته و يجمع حوله خمسون خمسون من البشر في مدينتي لا فرق بين شرطي ومواطن بين جندي أو فكهاني أو طالب أو حتى ملازم ف جميعهم يملك السلاح ويقطف الورد ويحرق الارض ويثقب السماء بدعوة أم علاقتي بهذا الوطن تشبه علاقة بائع الخضار بالرصاصة اللتي اخترقت قلب اخي واردته شهيداً !! ثلاث نجمات على كتف بائع الخضار وقائدنا يفتتح قاعة ويطفئ منزل ويهتف انا الرئيس لا كذب ونردد ببؤسٍ لقد وجِب لقد وُجِب.