منذ ظهور الشبكة الاجتماعية وخاصة الفيس بوك في عام 2004 والتي كانت في البداية استخدامها محصورة بين طلاب جامعة هارفارد الأمريكية , في عام 2006 فتحت المجال امام بقية المستخدمين من أنحاء العالم, في الوقت الحالي يستخدمها حوالي 1.968 مليون شخص كما ظهرت تويتر في عام 2006 والتي يبلغ عدد مستخدميها 319 مليون شخص حسب أخر الاحصائيات التي تم نشرها في أبريل عام 2017 ,هذه الشبكات الاجتماعية فتحت أبواب جديدة للتفاعل الخبري بين البشر, في البداية كانت عبارة عن أداة للتعبير عن وجهات النظر الشخصية طغت عليها تحميل الصور المختلفة أغلبها شخصية كمجال للتعارف وتبادل التحايا والتهاني, مع مرور الزمن تحولت الى مساحة إعلامية للصحافة التقليدية لابراز وجودها باعتبارها ساحة مفتوحة يتواجد فيها الملايين من البشر ولكن مازال الاعتقاد الخاطئ بان وسائل التواصل الاجتماعي يمكن ان تحل محل الصحافة التقليدية في نوعية المقالات والكتابات المختلفة التي تتناول مختلف القضايا, الصحافة لها معاييرها تخضع لشروط معينة منها جودة المادة الإعلامية ,الكثيرون في صفحات التواصل الاجتماعي تحولوا الى صحافييين ونقاد ودخلوا مجالات يجهلونها وفي نهاية المطاف اصطدموا بواقع مرير بحيث تحولت إلى بؤر مهاترات فارغة من أي مضمون وبعض الأحيان يطغي عليها الألفاظ الغير لائقة من سب وشتم وتهديد , الصحافة التقليدية بالفعل تواجه تحديات كبيرة امام هذه الطفرة التقنية وتحاول ان تغير طرق تعاملها من أجل ان تواكب هذا التطور, اليوم أصبحنا اليوم أقل معرفة بالواقع الذي يحيط بهم ,في الوقت التي تخطت فيه المادة الخبرية حدود لايمكن التحكم بها, أخبار ومعلومات غزيرة جعلتنا في حيرة اختلطت فيها الحقيقة والتزوير والتشويه. كما ان التلفاز تحول الى وسيلة ترفيهية, المشاهد يركز على نوعية الملبس والحذاء الذي يرتديه مقدمي النشرات والبرامج والتي أغلبها غير صالحة للاستهلاك الذهني لانها تحولت الى حلقة مغلقة للمهاترات وعرض حياة الآخرين وأخبار نجوم الفن وكرة القدم ,المحطات الاذاعية مازالت تحتفظ بمكانتها وتتمتع بشعبية كبيرة بالرغم من التحديات التي تواجهها ومع التقدم التقني تلاشت المسافات ومنحنتنا الفرصة في متابعتها عبر الإنترنت وبكل سهولة. وسائل التواصل الاجتماعي ستظل تؤدي دورها الاجتماعي ولن تحل محل وسائل الإعلام وخاصة الملتزمة والتي تؤدي دورها بشكل صحيح وهي قادرة على تجاوز كل الصعوبات ومواكبة الواقع الجديد التي فرضتة التقنية بايجابياتها وسلبياتها.