على الرغم من الاضطراب السياسي الذي تعاني منه ليبيا يُكرس شاب ليبي يدعى أحمد المجعي وقته للحفاظ على التراث الثري لبلاده. وعمل المجعي هذا ليس وليد اليوم لكنه بدأ قبل 23 عاما جمع خلالها مجموعة تحف ومقتنيات تراثية مذهلة، ولما تيسر له الحال قليلا فتح محلا لعرض مقتنياته في مدينة مصراتة التي يعيش فيها. وأطلق المجعي، الذي جمع نحو 4500 قطعة أثرية تعود لعصر الإمبراطورية العثمانية وفترة الاستعمار الإيطالي لليبيا وفترة حكم الملك إدريس السنوسي، اسم (السقيفة لبيع وشراء المقتنيات القديمة والأنتيكا) على محله. وقال أحمد المجعي لتلفزيون رويترز "والله بداية يعني هوايتى بدأت من حوالى 23 سنة وحاولت يمكن إنى نجمع أكبر كمية من المقتنيات التراتية والأنتيكا والمجموعات إحياءً لموروثنا ولثقافتنا والحفاظ عليه، وكانت بالمجهودات الذاتية كلها، حاولت أن أجمعهن. والآن تمكنت من فتح محل للتعريف بهدي المجموعة من المقتنيات التراثية وإطلاع أكبر قدر من الناس ومشاهدة مثل هذه الأشياء والتعريف على تاريخهم ودائما إحياء الموروث الثقافي والتراث القديم اللي عندنا". وبعد يقنع المجعي بمجرد فتح المحل لكنه يريد أن يرى أكبر عدد ممكن من الليبيين مجموعته الفريدة والنادرة من القطع الأثرية المميزة. وبعد عدة أشهر قال إنه سيبدأ في بيع قطع من مجموعته ليشتري قطعا غيرها، من التراث أيضا، لمحله (السقيفة). وجمع المجعي مجموعة مقتنياته من مناطق مختلفة بأنحاء ليبيا، كما أن لديه بعض القطع التي جلبها من لبنان وتونس والأردن ومصر. وتضم مقتنيات المجعي كاميرات قديمة ولوحات كانت تخص الملك السابق إدريس وخرائط عثمانية ترجع لعام 1902 إضافة إلى سيارة قديمة تعود لفترة الحرب العالمية الثانية. ويشيد زوار السقيفة بمقتنيات المجعي وفكرته الذكية. وقال أحد الزوار ويدعى محمد فظيل "كفكرة محل مقتنيات قديمة بادرة كويسة وحاجة نادرة في ليبيا وحاجة ماهيش معتادة كشعب. ونتمنى بصراحة إن الناس تهتم بالأشياء هذه وتكون عندها بها معرفة. المقتنيات القديمة والحاجات التراثية والحاجات العتيقة حتى هي تكون بها معرفة والناس تهتم بها وتكون لها معارض وبها زيارات ولها معارض للحاجات الخاصة بالأشياء هذه. وبصراحة فكرة بسم الله ما شاء الله بصراحة فكرة ممتازة". وانزلقت ليبيا لحالة اضطراب سياسي في أعقاب الانتفاضة التي أطاحت بزعيمها معمر القذافي في 2011. وتزخر بعض مناطق البلاد بمواقع أثرية بينها بعض أفضل المواقع الأثرية الرومانية واليونانية في شمال أفريقيا إضافة إلى الفن الصخري وثقافات الصحراء قبل التاريخ في صحراء فزان. لكن هذه الآثار أصبحت مهددة بسبب تعرضها للإهمال جراء شيوع الفوضى السياسية والفراغ الأمني في البلاد. ومع ذلك يسعى المجعي للحفاظ على مجموعة مقتنياته للأجيال القادمة ولأبناء مصراتة الذين يزورون محله.