ثلاث سنوات مرَت وحكومتنا الشرعية معلقة في الهواء في رحلة شتات طويلة لم تنتهي بعد. ثلاث سنوات وحكومتنا الشرعية لا تجيد غير الفساد ثم الفساد ثم الفساد ثم الفشل. صنعاء عاصمة البلاد راحت.. مأرب قالوا مأرب غير آمنة ، الجوف قالوا فيها خطورة.. صعدة وعمران وحجة وتعز وإب والحديدة والبيضاء وذمار وكل أراضي الشمال بعيدة عليهم مثل نجوم الظُهر وما بقي لهم إلاَ الجنوب محررا فجاءت الحكومة الشرعية بقيادة رئيس وزراءها المغوار تحكمه وما رأيناها إلاَ أنها تهدمه. بدأوها بحرب الحقوق والخدمات على عدن وأهلها بأسوأ مما عملها نظام علي صالح في 26 سنة .. حتى ضاع من عدن كل شيء في أبسط إحتياجاتها المعيشية والإنسانية تحت غطاء من الخطاب الإعلامي الكاذب المضلل.. إنه شكل من أشكال السقوط الإنساني والأخلاقي للحكومة الشرعية. فساد واسع وفشل واسع وأعتى أنواع الفشل الرسمي أن الحكومة الشرعية فشلت في إستيعاب شعب الجنوب في حقوقه الوطنية المشروعة فجعلت منه عدو تجتهد في محاربته بأكثر مما تحارب به الحوثي وصالح.. فكانت دسائس ومؤامرات ونهب رسمي للثروات وعقاب جماعي في الخدمات.. غير تلك الفتن والأزمات والتحريض على الإقتتال والإنقسامات والولاءات والصراعات والعصابات وكل أشكال الفوضى حتى صار المرء لا يأمن فيها على نفسه وماله وعرضه وحتى صار العالم لا يأمن فيها على مصالحه وكان ذلك يمثل الفشل الشرعي في أخطر مستواه. الشرعية سقطت في الشمال وفشلت أو هي أرادت أن تفشل في الجنوب ، فما بقي لها أرض ولا شعب ولا عاصمة ولا برلمان ولا قضاء ولا قانون ولا مؤسسات ولا خزينة عامة ولا ميزانية عامة ولا شيء يوحي بوجود دولة. المجتمع الدولي كان يراقب حتى فاض الكيل.. وها هو اليوم يوجه أصابعه مباشرة للحكومة الشرعية فيما يتعلق بحقوق الإنسان وتجنيد الأطفال وفساد في المليارات والإيرادات وفشل في إدارة البنك المركزي زاد عليه فشلها في الحقوق والخدمات والأوبئة والأمراض والرواتب والغلاء وإنهيار العملة المحلية حتى باتت معيشة الناس في قلب الخطر.
قد تكون الحكومة الشرعية معذورة فيما أصاب المحافظات الشمالية تحت سيطرة الحوثي وصالح. فما عُذرها في المحافظات الجنوبية المحررة وهي تحكمها برئيس وزراءها (بن دغر) ربيب صالح.
على مستوى مبادرات المجتمع الدولي: فشل الشرعية تجسد بتجاهل تام لشرعيتها في مبادرة (كيري). فشل الشرعية تجسد بتخليها عن شرعيتها لطرف ثالث في مبادرة (الحديدة). وغداً يقدم إسماعيل ولد الشيخ الحل الجذري للجنوب وإعادته لأهله الجنوبيين. أو مبادرة جديدة ربما يعود فيها (الولد أحمد) هو الوريث الشرعي للرئيس السابق علي عبدالله صالح. فماذا بقي للشرعية من شرعية ؟