قوات الانتقالي تتسلم حقل نفطي في محافظة شبوة    العدو الصهيوني يواصل خرق وقف النار في غزة ولبنان ويتوغل في الجنوب السوري    الصلاحي: حكّام اليمن لا يفهمون جغرافيتها وتاريخها ومواردها، ويريدون أن يكونوا مجرّد وكلاء للخارج    العصر الثاني في هذا العصر    ثلاث عادات صباحية تجهد البنكرياس وتزيد خطر الإصابة بالسكري    تنديد واسع بهجوم «الدعم السريع» على روضة أطفال ومستشفى في كردفان    التحوّلات الميدانية ومعركة النفوذ في حضرموت والمهرة    إصابة مواطِنَين2 وثلاثة أفارقة بنيران العدو السعودي بمحافظة صعدة    العرادة: المرحلة مفصلية وتتطلب تطوير الأداء وتفعيل مؤسسات الدولة    قبائل بكيل السواد بعمران تعلن الجاهزية لأي خطوات تصعيدية    عملية المستقبل الواعد.. لحظة تاريخية فارقة لتحرير وادي حضرموت والمهرة من الهيمنة العسكرية لجماعات الإخوان الإرهابية    ارتفاع مفاجئ لأسعار الغاز المنزلي في عدن    فريق التوجيه والرقابة الرئاسي وانتقالي لحج يؤدون واجب العزاء لأسرة الشهيد عبد الوكيل الحوشبي    الرئيس الزُبيدي يستقبل وفدًا من أبناء المهرة ويجدد دعمه لتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم    اليمن يطلق نداء عاجلاً لرفع الحصار عن مطار صنعاء    المنتخب الأولمبي يخسر أمام الإمارات في بطولة كأس الخليج    بدء الدورة التدريبية الثالثة لمسؤولي التقيظ الدوائي في شركات الأدوية    انعقاد اللقاء الوطني الثاني للتعاون في مجال الأمن البحري    مجلس إدارة هيئة الاستثمار يقر اللائحة التنفيذية لقانون الاستثمار 2025م    المبعوث الاممي: الوضع في اليمن معقد وخارطة الطريق لم تعد قابلة للتطبيق كما كانت سابقاً    المحرّمي يبحث تسريع وتيرة الإصلاحات الحكومية وبرامج خدمة المواطنين    معتصمو سيئون يطالبون باحترام إرادة شعب الجنوب العربي    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة المجاهد محمد محسن العياني    في ذكرى ميلاد الزهراء.. "النفط والمعادن" تحيي اليوم العالمي للمرأة المسلمة وتكرم الموظفات    ضرب الخرافة بتوصيف علمي دقيق    الأرصاد: صقيع على أجزاء من المرتفعات والحرارة الصغرى تلامس الصفر المئوي    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب الدوري الأمريكي    الصين تعزز احتياطياتها الأجنبية ب 3 مليارات دولار    صنعاء.. البنك المركزي يعيد التعامل مع شركة وثلاث منشآت صرافة    من لم يشرب نخب انتصاره سيتجرع كأس الهزيمة.    أقدم توراة يمنية مؤكدة بالكربون المشع تُعرض للبيع في مزاد ب"نيويورك"    ركود حاد وهلع.. عام قاس يهز عرش العملات المشفرة    بمشاركة الكثيري: مكتب تنفيذي الوادي يؤكد مباشرة العمل تحت راية علم الجنوب    عاجل: وزير ومستشار لرشاد العليمي يدعو لتشكيل حكومة يمنية مصغرة في مأرب    فريق وزارة الداخلية يتوج ببطولة الوزارات والمؤسسات للكرة الطائرة والمالية وصيفاً    سقوط أرسنال وفوز السيتي وتعادل تشلسي وليفربول بالبريميرليغ    نواميس النمل    عاجل: القوات الجنوبية تحكم قبضتها على سيحوت وقشن وتدفع بتعزيزات كبيرة نحو حصوين في المهرة    مانديلا يصرخ باليمنيين من قبره: هذا هو الطريق أيها التائهون!    حاشد المقاوم الجسور والصلب الذي لا يتزحزح    الفريق السامعي يوجه دعوة لعقلاء اليمن في الشمال والجنوب    أثناء خروجهن من المدرسة.. وفاة فتاتين وإصابة ثالثة عقب سقوط مواد بناء في إب    بعد طرد باريرا بسبب دعمها فلسطين: قاطعوا Scream 7    الأردن يتخطى الكويت ويضمن التأهل للدور الثاني من كأس العرب    اتحاد كرة القدم يؤجل انطلاق دوري الدرجة الثانية إلى 18 ديسمبر    خطوة في الفراغ    أقدم توراة يمنية معروضة للبيع في نيويورك    تدخين الشيشة يضاعف خطر سرطان الرئة بمقدار 2-5 مرات!    السعودية تهزم جزر القمر بثلاثية وتتأهل لربع نهائي كأس العرب    قرعة كأس العالم 2026: الافتتاح بين المكسيك وجنوب أفريقيا،    لأول مرة في التاريخ: احتياطي الذهب الروسي يتجاوز 300 مليار دولار    الهجرة الدولية تسجل نزوح 50 أسرة يمنية خلال الأسبوع الفائت    حضرموت وشبوة.. قلب الجنوب القديم الذي هزم ممالك اليمن عبر العصور    ندوة ولقاء نسائي في زبيد بذكرى ميلاد الزهراء    كلية المجتمع في ذمار تنظم فعالية بذكرى ميلاد الزهراء    إب.. تحذيرات من انتشار الأوبئة جراء طفح مياه الصرف الصحي وسط الأحياء السكنية    رسائل إلى المجتمع    في وداع مهندس التدبّر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ماهو التفسير العلمي لحملة "النبش" اليمنية في الفيسبوك؟

في تظاهرة إلكترونية فريدة من نوعها، دشن عدد من الناشطين اليمنيين في مواقع التواصل الاجتماعي، مطلع الشهر الجاري، حملة سموها «اليوم العالمي للنبش». الحملة التي تفاعل معها الآلاف داخل اليمن وخارجه، تمكنت من تحقيق رواج كبير نظراً لبساطة فكرتها، وتمكنها من رسم البسمة على شفاه اليمنيين، عبر حملهم إلى «أيام الزمن الجميل». زمن لم يقتصر التعبير عن الحنين إليه على موقع «فايسبوك»، بل انتقلت عدواه أيضاً إلى مواقع ومنصات اجتماعية أخرى، كموقع «تويتر» الذي اكتظ بالصور القديمة والتغريدات.
ونشر المتفاعلون مع الحملة، والمنتمون إلى مختلف الفئات العمرية والشرائح المجتمعية، عبر تلك المواقع، صورهم وصور أصدقائهم القديمة. كما تداولوا أخرى لعدد من الساسة والمشاهير اليمنيين. واتسعت الحملة لتشمل استرجاع الناشطين ذكرياتهم التي وثقتها كاميرات الفيديو القديمة.
الشاب محمد عدنان، طالب ثانوية عامة في مدينة عدن، يقول، ، إنه «وجد نفسه يقوم بنشر صور خاصة به في أيام الطفولة تلقائياً في صفحته على الفيسبوك، كباقي أقرانه الذين سبقوه بنشر صورهم، دون أن يحثه أحد على القيام بذلك». ويرى محمد أن «استرجاع صور الماضي شيء جميل ومحبب إليه».
المشاركة النسائية
ولم تقتصر المشاركة في الحملة على الرجال، بل قامت فتيات ونساء يمنيات، ولأول مرة، بنشر صورهن القديمة، في خطوة وُصفت ب«الجريئة»؛ كون المجتمع اليمني ما تزال لديه معتقدات تفرض قيوداً على نشر النساء صورهن عبر وسائل الإعلام التقليدية والجديدة. وفي هذا السياق، تقول الناشطة، فاطمة الأغبري، متحدثة «(إنني) لم أكن متحمسة لنشر صوري القديمة على الفيسبوك، لكنني بعد ذلك أحسست أن الموضوع فيه نوع من الجمال حينما نعود للماضي بصور لها ذكرى قد تكون جميلة أو تعيسة بالنسبة لنا، ولكنها أجمل مراحل حياتنا مقارنة بالوضع الحالي، وعندما شاهدت الكل ينزل صورة، نزلت الصورة الوحيدة التي أمتلكها، وبعدها أنقذتني أختي بصورة أصغر بكثير من السابق، يعني بالمختصر تفاعلت معهم».
وعن المعارضة التي لاقتها بسبب نشرها صورة قديمة لها، تشير فاطمة إلى أن «البعض لا يزال يعارض ذلك، خصوصاً لو البنت قد كبرت. لكن بالمقابل في آباء وأمهات نزلوا صور بناتهم بعفوية، وأنا شخصياً لقيت معارضة من أمي بسبب أن الصورة التي نشرتها مرتبطة بذكرى لم تكن تحب أن تتذكرها».
مشاهير
واستهوت الحملة، كذلك، مجموعة مشاهير من سياسيين وفنانين ورياضيين وإعلاميين وغيرهم، قاموا بنشر آلاف الصور القديمة الخاصة بهم وبزملائهم في مراحل الطفولة والشباب، والتي ما زالوا يحتفظون بها منذ عقود. ومن بين هؤلاء الفنان محمد عبده، ذو الأصول اليمنية، والذي قام لأول مرة بنشر صور نادرة له مع والدته المتوفاة، سلمى نصر الله.
تنفيس
وتباينت أراء المتخصصين في علمَي النفس والاجتماع وال«سوشيل ميديا» حيال حملة إعادة نشر الصور القديمة. وفيما رأى فيها البعض تعبيراً عن رغبة اليمنيين في الخروج من الحالة النفسية التي تفرضها ظروف الحرب والصعوبات المعيشية البالغة، عدّ آخرون الأمر نوعاً من "مضيعة الوقت"
في هذا الإطار، يرى أستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور عبد الباقي شمسان، أن موضوع "النبش في وسائل التواصل المجتمعية شيء باعث على الحزن، كونه أخذ من وقت ومجهود اليمنيين الذين من المفترض أن يسخروا جهودهم لأعمال أخرى تتعلق بقضايا متصلة بمشكلاتهم في اليمن اليوم".
ويخالفه الرأي زميله الأستاذ في علم الاجتماع بجامعة صنعاء، الدكتور عبد الكريم العوج، والذي يعتبر، في حديثه ، أن «المجتمع اليمني يحتاج للتنفيس عن نفسه بأي وسيلة كانت، ومنها ابتكار فكرة استرجاع الصور القديمة، وقد أعجبوا بالفكرة وتداولوها، ولا مشكلة في ذلك، لأنها تعتبر ظاهرة صحية، ويمكن أن نسميها تقليعة أو موضة ويجب أن تكون هناك دراسات علمية لهذه الظاهرة".
بدوره، يعتقد الأكاديمي، علي أحمد بارجاء، أن «الحملة تأتي على خلفية دواعٍ نفسية واجتماعية، تتطلب نبذ الواقع الحاضر بكل مآسيه بواسطة استلهام الماضي». وفي منشور له على صفحته في «فيس بوك»، يقول بارجاء إن «النبش كان لضرورة نفسية اجتماعية، لنقد واقع متهالك، واستثارة واقع جميل ماض، لعل النفوس تصحو بعد أن رأت وتذكرت جمال ماضيها وطبيعيتها لتغير من سلوكها الذي لوثه الواقع الجديد بتناقضاته وعيوبه"
استرجاع إرادي
وفي تفسيره لحملة «النبش العالمي»، يوضح الأخصائي النفسي والمتخصص في العلاج المعرفي السلوكي، فاروق جهلان، ، أنه «يُطلق على ظاهرة استرجاع الماضي، سواء عبر الصور أو الكلمات أو المواقف، مسمى (النوستالجيا)، حيث يشعر الفرد أو المجتمع ككل أنه يفتقد ويحن للماضي، خصوصاً مع تقدم العمر والشعور بضغوطات اقتصادية واجتماعية تؤثر عليه سلباً نفسياً. فبدل أن يصاب بحالة إحباط، يتجه نجو تفريغ تلك الضغوطات بوسائل يعتقد أنها مسلية، وهي هكذا عند أغلبية الناس. ولأن اليمنيين يعتزون بماضيهم ومآثر أجدادهم وذواتهم، نجدهم يعبرون عن ماضيهم بالأمثال الشعبية التي يحرصون على ترديدها دائماً. وما ظاهرة النبش إلا جزء من تلك الأشياء المعبرة عن الشخصية اليمنية التي لا تختلف عن التكوين النفسي للشخصية العربية بشكل عام".
ويتابع جهلان أنه «وفقاً لذلك، يمارس اليمنيون ما يسمى سيكولوجياً ب(الاسترجاع الإرادي)، وهي حالة يلقي فيها الانتباه الإرادي على الذاكرة سؤالاً يطلب منها به أن تطلعه على اسم منسي أو تاريخ غائب أو محل أو صورة، فتعرض الذاكرة حينئذٍ على الذهن ما حفظت من الأشياء، وتحضر للعقل ذكريات متناسبة مع ذلك السؤال، فينتخب العقل من بين هذه الذكريات العديدة ذكرى صحيحة، وعلى ذلك فلا يتم التذكر الإرادي إلا باستفادة من التداعي المكتسب"

إستراحة محارب
ويلفت الباحث اليمني في قضايا ال«سوشيل ميديا»، الدكتور علي محمد مثنى، إلى أن «مواقع التواصل الاجتماعي، بما فيها الفيسبوك، تشجع على القيام بحملات تنشيط للصفحات الخاصة كالتي يقوم بها اليمنيون اليوم في حوائطهم. فالقائمون على إدارة الفيسبوك وغيره يدركون جيداً أن الصورة تغني عن ألف كلمة، ولدى الفيسبوك خبراء متخصصون يدرسون سلوكيات وأنماط الشعوب الشخصية. والفيسبوك ذاته كان قد أطلق تحديثاً جديداً يقوم بتذكير المستخدم بما قام بنشره خلال أعوام مضت في ذات التاريخ، بحيث يسترجع المستخدم ما نشره في ذات اليوم قبل عدة سنوات، ما يتيح له إمكانية مشاركة تلك الصورة أو الذكرى لتعود من جديد على الصفحات، وهذا شيء ممتع بالنسبة لكثير من الناس".
ويتابع مثنى أن «الأمر نفسه ينطبق على مستخدمي الفيسبوك في اليمن، فالكثير ممن يمتلكون صفحات شخصية يحبون أن توضع لهم الاعجابات، وتكتب على صورهم التعليقات الإيجابية، وهذا شيء إيجابي يساهم في تعزيز التواصل الاجتماعي بين الناس. وما أحوج اليمنيين اليوم للتواصل الإيجابي في ظل الظروف السيئة التي فرضتها عليهم الحرب المدمرة".
مثنى، الذي له دراسة ماجستير مُجازة من جامعة القاهرة حول «دور مواقع الشبكات الاجتماعية في المشاركة السياسية للشباب الجامعي اليمني»، ينبه، في سياق حديثه ، إلى أن «وضع اليمنيين قبل الحرب كان مستقراً بالتأكيد، والآن الناس متحسرون على أيامهم، ويشعرون بالضياع والتشتت. فاليمنيون لم يعودوا يدركون ما الذي سيحصل غداً، وكيف سيكون مستقبلهم. حتى المحللون السياسيون توقفوا عن الحديث عن توقعاتهم لمستقبل الصراع العسكري والسياسي في اليمن، في ظل التخبط والفوضى التي تشهدها البلاد.
ويشير إلى أن «أغلب ما كتبه اليمنيون من محتوى على فيسبوك خلال فترة الحرب كان سياسياً وعسكرياً، وانقسم الناس بآرائهم ومواقفهم حيال الأزمة في مواقع التواصل الاجتماعي كما هو حالهم في الواقع المعاش، لذا ناشطو الفيسبوك وغيره ممن انساقوا وراء النبش هم في حالة هروب واستراحة مؤقتة من وجهة نظري».
بهجة مؤقتة"

*العربي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.