يكفي المواطن الجنوبي ما تجرعه و يتجرعه من ظلم و مؤامرات و تنكيل و تطفيش التي حاطته من جميع الجهات ، وفي جميع المجالات و المستويات ، و في كل الأوقات ، خاصة منذ أعلان التوحد مع (الشمال ) ، الذي كان لنظامه و قيادته النصيب الأكبر أن لم أقل الكلي، في ظلم أبناء الجنوب. من حرب 94م و ما كان في فترتها من استهداف متعمد ممنهج مجمع عليه من كل قوى (الشمال) الذي أكل الأخضر و اليابس في (الجنوب ) ، من نهب للثروات وضياع للهوية و للحقوق ، و بالأنتقاص من أدمية و أنسانية المواطن الجنوبي المعنوية و غيرها من ممارساتهم الأحتلالية الانتقامية ، إلى حرب 2015م المعتدية على الجنوب و ما كان فيها من مخططات شيطانية أن هي انتصرت ، في أخراج الجنوب من هويته الأقليمية العربية وإلحاقه بمشروعهم الصفوي المعادي الذي يحاول الأنتقام من الأسلام و العرب ، إلا أن الله قد ستر علينا بنصر مؤيد من عنده . إلى ما هو حاصل من تآمر وظلم و محاولة إعادة تدوير احتلال الشمال للجنوب عن طريق مايسمى حكومة الشرعية ، و أعوانهم، كل ذلك يعتبر ظلم (أحادي) على الجنوب من قوى واحدة مجمعة على جعل الجنوب تحت أيديهم و الاستمرار في إذاقته ظلمهم ، حتى في ظل ظهورهم متصارعين و معاديين لبعضهم البعض ، و سيبقى الجنوبيون في صراع معهم حتى ينالوا استقلالهم و حريتهم . الذي لا نريده هنا و لا نقبله ، أن يتركب فوق ما بالجنوبيين من ظلم (أحادي) الذي هو من كل قوى (الشمال) و أعوانهم ، ظلم أخر يجعل الجنوبيين تحت وطأة (ظلم مركب) ، و الفرق أن الظلم الأخر الذي ركب فوق ظلم الأحتلال يكون من الجنوبيين انفسهم ، أي قد يكون من الانتقالي الجنوبي او من مكونات الحراك الجنوبي أو من المقاومة الجنوبية أو من التجار الجنوبيين، المؤيدين قضية الجنوب و استقلاله ، المتحملين مشروع استقلالهم و حريتهم ، أو منهم جميعا ، و ممن ينتمون إليهم ، جماعة أو أفرادا ، قيادة أو أعضاء. وما اقصده هنا من ظلم مركب على الجنوبيين ، هو الاستهانة بقضية أبناء الجنوب ، وعدم أخذ النضال فيها مأخذ الجد، خاصة من قبل بعض المكلفين الذين تم أختيارهم أن يكونوا على راس قيادة النضال الجنوبي أو أعضاء في مختلف التشكيلات الجنوبية ، فأي أهمال أو تماد أو استهانة منهم أو من أحدهم أو استغلال ذلك التمثيل أو تلك العضوية أو تلك المكانة القيادية حبا في الظهور و للمصلحة الشخصية ، فأن ذلك يعد منهم ظلم يزيدونه فوق ما في الجنوبيين من ظلم ، لأنه ينعكس على زيادة بقاء المحتل وأعوانه مدة اطول و بالتالي زيادة طغيانهم و أفعالهم الشريرة و الأجرامية، و بالتالي تأخير حصول الجنوبيين على استقلالهم . لهذا على من تم أعطائهم ثقة الشعب الجنوبي أن يحتسبوا أن نضالهم و ما حصلوا عليها من مكانة قيادية ، أن يكون العمل فيها لله سبحانه و تعالى، من خلال منفعة أبناء وطنه برفع الظلم عنهم و تمني نقلهم إلى حياة أفضل ، ثم للوطن و قضيته . حيث و للأسف أن هناك ممن يتظاهرون أنهم مع شعب الجنوب و مع قضيته و يناضلون لأجلهما و يرفعون العلم الجنوبي ، في بعض مكونات الحراك ، وفي بعض فصائل المقاومة الجنوبية ، و لكن حقيقتهم أنهم يتخذون من ذلك ذريعة يستعطفون بها الشعب الجنوبي و إلا فهم مع مشاريع أخرى مرتبطة بما يسمى (بالشرعية ). حتى تكون خطوات الانتقالي صحيحة و ثابتة نحو الاستقلال ، على جميع أعضاء هيئة رئاسته ، و أعضاء جمعيته الوطنية ، ورؤساء القيادات المحلية في المحافظات أن يكونوا عند مستوى المسؤولية و الثقة التي نالوها ، و يتذكروا أن هناك شعب ينتظر منهم أن يرفعوا عن كاهله ما هو واقع عليه من ظلم الأحتلال و أعوانه بإذن الله ، لا أن يركبوه بظلم أخر بسبب استهانتهم و عدم جديتهم .