لو شاءت الأقدار وكنت من أبناء ردفان وساكنيها فان قدرك المحتوم يجعل من أيامك كلها بندقية وفطورك اشتباك وغزاك مدفعية وعشائك انفجارات ليلية . لأنها ردفان فالمولود يخرج من بطن أمه حاملا البندقية حلمه بالحياة ان يموت شهيدا لان أبوه شهيد وجده شهيد ، رجالها طوعت طبيعة الجبال على القتال وبيوتهم متارس ينامون وأياديهم على الزناد لا يهنئون بالرقاد . لأنها ردفان الشموخ يواصل النظام فرض الحصار العسكري والتمويني عليها بعدا لانتشار الأخير في الملاح واستحداث نقاط عسكرية عقب نشوة النصر المؤزر في خليجي عشرين محاولا إخضاعها مثل بقية شقيقاتها من المدن تحت السيطرة الأمنية وبسط سيطرة السلطة على اكبر معاقل الحراك الجنوبي ( دينمو الحراك ) لكن أبناء ردفان افشلوا مشروع السلطة وتصدوا ببسالة للحملة الأمنية .
انه الوضع الاستثنائي حيث أزيز الرصاص وإحراق المحال التجارية وتضرر عدد من المنازل و حالة والخوف والرعب لدى الأطفال والنسوة والعجزة وكل ذلك مستمر للأسبوع الثاني على التوالي.
شهدت مدينة الحبيلين حالة من التوتر منذ الخميس الماضي عندما قتل شاب ناشط في الحراك الجنوبي يدعى "عباس طنبح" بالكمين الذي نصبه له عناصر من الجيش اليمني وسط المدينة ولقوا مصرعهم عقب ذلك في تبادل لإطلاق نار مع مسلحين يقال أنهم قبليين ثأروا لمقتل "طنبح" أعقبها قيام القطاعين العسكريين شرق وغرب المدينة بقصف عشوائي. وحينها رد مسلحين من أسلحتهم وهو ماتسبب في أضرار لعدد من منازل المواطنين واحتراق محل وإعطاب سيارة وجرح شخص. يومها قالت مصادر إعلامية بردفان محافظة لحج الجنوبية أن قصفاً عنيفاً متقطعاً نفذه الجيش اليمني مساء الأربعاء الماضي تسبب في جرح شاب بمدينة الحبيلين كبرى مدن ردفان يدعى أكرم عبدالله قحطان (20 عاماً) بطلق ناري في فخذه. وحتى اليوم مازال التوتر يخيم على مدينة الحبيلين حيث تشهدت فترات ما بعد المساء اشتباكات متقطعة إضافة إلى استمرار التعزيزات العسكرية من الضالع صوب ردفان الأمر الذي استدعى تفاعل الأهالي الذين هبوا من كل مكان للدفاع عن أهلهم وأرضهم وإعراضهم ورفض إي دخول للجيش إلى مناطقهم كونهم قد تضرروا من ذلك في عام 2008م عندما دخلت القوات العسكرية ردفان ونجم عنها مشكلات كثيرة وتدخل المجلس المحلى واتخذ قرار بسحب الاستحداث العسكرية ورفع الجيش إلى أماكنها السابقة . وعندما شكلت لجنة من المجلس المحلي ونشطاء سياسيين ومشائخ وشخصيات اجتماعية لوقف المظاهر السلبية من عمليات التقطع والسلب والتي بدأت من قبل الجنود ضحايا حرب صعده والتي بلغ عددهم 1200جندى وصف ضابط من أبناء ردفان بعدا ن دمرت وحداتهم بصعدة شمال اليمن . استطاعت هذه اللجنة من منع هذه الظواهر وأمنت الطريق العام ولم تشهد ردفان إي حادث خلال فترة خليجي عشرين .لكن مايحدث اليوم من عودة لهذه الظواهر جاء نتيجة لاستمرار قيام القوات العسكرية المرابطة بردفان باستهداف المواطنين والتحرش اليومي تقريبا واعتقال أعداد وصلت إلى 36 شاب من ردفان وحدها في سجون عدن منذ 30 نوفمبر والذين منعت عنهم الزيارة وتعرض معظمهم للتعذيب واعتقلوا بالبطاقة والانتماء للمنطقة. كان كل هذا كاف بان يحمل المواطن سلاحه لرفض إي امتهان اضافي للكرامة ولعدم السماح بتكرار كل المشكلات التي خلفها الانتشار الأول وكان خروج المواطنين ومن مختلف المناطق هذه المرة كان للأسباب المذكورة أعلاه .
إضافة إلى قناعة الجميع بان السلطة لا تجيد إلا استخدام القوة لحل المشكلات التي تسببها هي وعناصرها ومن ناحية أخرى عجزها على تقديم ابسط الحقوق للمواطنين .
لقد أصبحت ردفان تعيش وضع استثنائي ولن تستطيع أي قوة مهما بلغ عتادها ان تركع أبنائها حتى ان دمرت مبانيهم والتاريخ يشهد لها بذالك .؟؟"