عبدالقوي الشامي يجب الكف عن الحديث بأن علي عبدالله صالح بشخصة, هو السبب الوحيد في كل هذه الكوارث التي تعاني منها اليمن طول هذه العقود, وتحديدآ منذ ان وصل الى السلطة بالطريقة المسرحية اياها, وانه برحيله سننتقل باليمن من زمن الكوارث الى زمن النعم, وان الشباب المرابطين للشهر الرابع في ساحات التغيير سيحكمون البلد بما يرضي الله والعباد.
علي عبدالله صالح لم يكن صناعة ايطالية فاشستية, كما انه لم يتربى على ايدي ادولف هتلر, في احدى معسكرات النازية في المانيا, وانما هو صناعة يمنية خالصة, هونتاج لبيئة يمنية تقتل القتيل وتمشي في جنازته, تربى على ايادي الاولين والاخرين الذين يناصبوه اليوم العدا, وكل هذه العيوب التي يتم استذكارها, ليلة سقوط الزعيم, لم يتشبعها علي عبدالله صالح من قوم لوط, او من العرب البائدة, كقوم عاد او ثمود, وانما من اقوام يمنية معاصرة ومن بيئة يمنية خالصة 100% .
علي عبدالله صالح ما كان له ان يفعل كل ما فعله لو لم يجد تلك البيئة الحاضنة سياسيآ واجتماعيآ, لم يكن فلتة من فلتات الزمن الشاذة وانما هو ابن بيئته وكثير من هؤلاء الذين يوغلون في سبه وشتمه اليوم هم من دأب على ان يكيل له المديح والثناء ويجير له الفتاوى الدينية لتبرير كل ما أرتكبة من فضائع وفضائح طوال ال 33 عام من اغتصابه للسلطة, هم من كان حتى الأمس القريب يحارب تحت لوائه في كل الجبهات ضد الشعب اليمني, هم من كان يزوّر له الأنتخابات, هم من يسكنون القصور ويمتلكون ارقام فلكية من اموال الشعب بفعل اشتراكهم واستثمارهم لفساد وتسلط علي عبدالله صالح .
لسنا بصدد ادانة احد او التأثير سلبآ اوايجابآ ضد او مع احد وانما بصدد التنبيه من محاولات استغلال الثورة الشبابية, وتجييرها بأتجاه غير صادق, فخطير جدآ هذا التوظيف غير الوطني للاحداث الذي نشهده ونلمسه هذه الأيام .
فلنقلها بلا تلعثم لا لتوريثنا بهذه الطريقة الفجة التي تبدو واضحة فالتغيير لا يعني استبدال اسرة زيد باسرة عمرو, ولا يعني رفض توريثنا للأبن وقبول توريثنا للقبيلة, وانما مغادرة مربع التوريث بمفهومه الشامل, رفض توريثنا للعشيرة او القبيلة او حتى للمحافظة او الشطر, على السياسة ان تغادر مبدأ التوريث وخازوق القبيلة المقيت, عليكم ايها الساده التوقف عن هوس السلطة, فالبلد بحاجة ان يحكمها, من ليس له طموح في حكمها, ممن يقرون بحق الشعب في نقضهم متى اراد الشعب ذلك, ممن يؤمنون بشرعية الشعب لا بشرعية الحاكم, ولا بشرعية القبيلة او العشيرة.
علينا الكف عن عبادة صنم الوحدة المفخخ بكل العقد والمشاكل الأجتماعية التي حملنها على ظهورنا طوال 21 عام والأتجاه مباشرة صوب واقع, لا يجيب على كل التساؤلات التي يطرحها: الجنوبي, الحوثي, التهامي, وابن المنطقة الوسطى, الدنيا والعليا وكل مخلوق في هذا الوطن وحسب, بل ويلغي مبررات طرحها, من خلال اقرار مبدأ التنوع الأجتماعي, المذهبي, المناطقي والأقليمي, فعدم الأعتراف بوجود تمايز بين كل هذه المكونات الأجتماعية هو المطب الذي وقع فيه المشروع الشمولي للوحدة الأندماجية الفوقية, منذ انطلاقته التي لم تكن مباركة في مايو العام1990م.
فالأقرار بوجود تنوع اجتماعي وتمايز جغرافي يعني فتح افاق رحبة للأبداع والمنافسة .. فلماذا اجد نفسي مجبرعلى التعامل مع شيخ القبيلة او عاقل الحارة بهذا الأسلوب المتخلف, وانا الذي جبل على اعلاء راية القانون؟.. لماذا اجد نفسي مستهدف رسميآ وشعبيآ كوني انتمي الى اقلية مذهبية؟ لماذا اعاني من التمييز العنصري بسبب عدم الانتماء الى القبيلة الحاكمة, الى المنطقة او الشطر الحاكم؟.. لماذا عمرو متبوع من يوم مولده الى يوم مماته وزيد تابع الى الأبد؟ هل لأن الأول بثلاث ايادي والثاني بيد واحدة؟.
لماذا .. ولماذا .. ولماذا؟.. علينا الخروج من متوالية السئوال والتعجب ان اردنا الانتقال بالبلد الى بر الأمان, فمن العيب اختزال بلد مترامي الأطراف ومتعدد الثقافات والمذاهب اختزاله بأسرة او عشيرة او حتى قبيلة, كفانا وكفاكم ايها المتربصون بمستقبل هذا البلد, عبثآ بحاضرنا وبمستقبل اولادنا, فالفرصة مواتية لتمتين النسيج الأجتماعي من خلال اصلاح كل ما تم تحطيمة احقاقآ للحق واعطاء كل ذي حقه بما يرضي الله, وكفاكم نهب ودعوا الخير يعم ولا يخص واذا اصريتم على اعادة استنساخ الزعيم والنظام الفاسدين فمن حق كل ذي حق الدفاع عن حقه بالطريقة التي يراها مناسبة.