أكدت السفيرة الأميركية بالأممالمتحدة نيكي هايلي، أنه على الرغم من الأدلة الكاسحة التي قدمتها هيئة الخبراء المستقلة بشأن اليمن التابعة للأمم المتحدة، بشأن مخالفات إيران لحظر الأسلحة في اليمن، فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار يحمِّل إيران مسؤولية أفعالها. وقالت هايلي في بيان لبعثة الولاياتالمتحدة إلى الأممالمتحدة -تلقت "الرياض" نسخة منه- إن التقرير النهائي للجنة الخبراء سلط الضوء على فشل إيران في منع نقل الأسلحة الإيرانية والمواد ذات الصلة، بما في ذلك الصواريخ البالستية والمعدات العسكرية وتكنولوجيا المركبات الطائرة بدون طيار للميليشيات الحوثية في اليمن.
وأضافت: منعت روسيا مجلس الأمن مراراً وتكراراً من التحرك ضد نظام الأسد الوحشي في سورية وقامت اليوم بحماية النظام الإيراني الراعي للإرهاب، وعلى الرغم من الكم الهائل من الأدلة الموثوقة والمستقلة التي تبيّن أنّ إيران قد خالفت حظر الأسلحة في اليمن، مما تسبب بسلسلة من الهجومات على أهداف مدنية.
وأردفت: توحدت 15 دولة من أعضاء مجلس الأمن لمساءلة إيران نشكرهم على التزامهم القوي بمعالجة تهديد إيران للأمن الإقليمي، إذا كانت روسيا ستستخدم حق النقض لمنع الإجراءات ضد سلوك إيران الخطير والمزعزع للاستقرار، ستضطر الولاياتالمتحدة وشركاؤها إلى اتخاذ إجراءات ضد إيران لا تستطيع روسيا أن تعترضها".
إلى ذلك اعتمد مجلس الأمن بالإجماع الاثنين قراراً يجدد الحظر المفروض على نقل السلاح إلى اليمن ولكنه لا يتضمن أي إشارة إلى إيران، وذلك بعد ان استخدمت روسيا حق الفيتو ضد مشروع قرار بريطاني يجدد الحظر ويندد في الوقت نفسه بإيران المتهمة بتسليح الحوثيين. وسعت بريطانيا لتضمين القرار عبارة "قلق خاص" من المجلس بخصوص تقرير أممي وجد ان إيران انتهكت حظر الأسلحة على اليمن في العام 2015.
بدوره، أكد مندوب اليمن لدى الأممالمتحدة خالد اليماني أن اليمن ضحية مخطط إرهابي دولي تقوده إيران الراعية للإرهاب الدولي.
وقال اليماني خلال كلمته أمام جلسة مجلس الأمن المفتوحة لمناقشة الوضع في اليمن إن ميليشيات الحوثي الإيرانية تتحصن خلف الكارثة الإنسانية للشعب اليمني وتستخدمها ضمن أجندتها السياسية لتقديم صورة الضحية وابتزاز المجتمع الدولي، مطالباً مجلس الأمن الدولي بممارسة ضغوط جادة على الطرف الانقلابي الذي يرفض مبادرات السلام وتجريمه أمام العالم.
وفي سياق متصل، كشف إسماعيل ولد الشيخ قبيل انتهاء مهامه كمبعوث خاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، لأول مرة، أن الحوثيين (وكلاء إيران في اليمن) هم المتسببون الرئيسيون في عدم التوصل إلى حل سياسي توافقي في اليمن، مؤكداً أن الحوثيين لا يزالون مستمرين في إطلاق الصواريخ الباليستية باتجاه المملكة.
وفي آخر إحاطة قدمها في جلسة مفتوحة لمجلس الأمن الدولي بشأن الأوضاع في اليمن، قال ولد الشيخ: أعلن اليوم ولأول مرة، أنه تم وضع مقترح كامل وشامل بالتشاور مع كافة الفرقاء إلا أنهم رفضوا في الساعات، لا بل في الدقائق الأخيرة، التوقيع عليه، وقد تبين في نهاية المشاورات أن الحوثيين ليسوا مستعدين في هذه المرحلة لتقديم التنازلات في الشق الأمني أو حتى الدخول في تفاصيل خطة أمنية جامعة، مما شكل معضلة أساسية للتوصل إلى حل توافقي".
من ناحيته، قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إن الحكومة الشرعية قدمت العديد من التنازلات لمصلحة السلام ولحقن دماء الشعب اليمني في محطات السلام المختلفة، مشيراً إلى أن الانقلابيين المدعومين من إيران كعادتهم لا يؤمنون بالسلام ومنهجهم الإقصاء ولديهم أجندتهم الدخيلة.
وخلال لقاء جمعه مع وزير الدولة البريطاني لشؤون الشرق الأوسط اليستر بيرت، جدد الرئيس هادي ترحيبه بالمبعوث الأممي الجديد إلى اليمن مارتن غريف، مؤكداً على تعاون الحكومة التام معه وتقديم كل الدعم لتسهيل مهامه خدمة للسلام والوئام المرتكز على المرجعيات الثلاث المتمثلة في مخرجات الحوار الوطني الشامل، واستكمال تنفيذ المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة والقرارات الأممية ذات الصلة وفِي مقدمتها القرار رقم 2216.