كنا 27 طالب من 18 دولة, ضمتنا إحدى الدورات الدراسية, وكنت في المجموعة, ثالث عربيين مصرية وفلسطيني, كان التاريخ العاشر من ديسمبر الذي يصادف يوم تسليم جائزة نوبل للسلام, يومها كان نائب الرئيس الأمريكي ال جور رجل السلام للعام 2007م وفق مقياس اللجنة النرويجية, التي تمنح الجائزة, لما لعبه من دور في الدفاع عن البيئة, يومها اعتبر, اختيار نائب الرئيس الأمريكي السابق الذي خسر البيت الأبيض لصالح جورج بوش الابن, بعد عملية فرز مارثونية اعتبر صفعة للرئيس الأمريكي بوش الذي كان يعلن اعترافه وإقراره بخطورة الاحتباس الحراري والدور المدمر الذي تقوم به تلك الغازات المنبعثة من المجمعات الصناعية الضخمة في الدول الصناعية الكبرى . تذكرت كل هذا وانا استمع إلى خبر حصول الشابة اليمنية توكل عبدا لسلام كرمان على هذا التكريم الرفيع بجائزة نوبل مثالثة مع رئيسة ليبيريا الين "جونسون سيرليف" ومواطنتها المناضلة من اجل السلام "ليما غبويي" واستعدت الحديث الذي كان يدور عند منح ذات الجائزة ل (ال جور): بأن منح الجائزة كان رد فعل عكسي لموقف الرئيس بوش من جهود حماية البيئة, وما كان يقوم به من جهد تدميري للسلام العالمي في أكثر من بقعة في العالم, ورفضه التوقيع على برتوكول (كيوتو) للعام 1997م, مفضلآ ان يتم الألتزام طوعيآ ودون اتفاق مبرم .. ولأعقد مقارنة خاطفة بين ذلك الحديث ويقوم به الرئيس صالح من جهد لتدمير البيئتين الإنسانية والجغرافية في اليمن وما يبديه من موافقة على المبادرة الخليجية في الوقت الذي يرفض توقيعها لهذا أدركت سر الصفاح المستهتر غير المسئول والذي كان يعكس مضمون ذلك اللقاء الذي تم في واشنطن في مايو 2007م تذكرت وانا استمع باندهاش إلى اسم المناضلة الشابة توكل كأول امرأة عربية استحقت بجدارة جائزة نوبل, تذكرت وجه الرئيس علي عبدالله صالح المحترق بما يوحي إليه من عنف ودمار وقتل ونزيف دم لا نهاية له .. تخيلت براءة الشابة اليمنية التي امتلكت الشجاعة في الخروج عن تخلف المألوفين الاجتماعي والسياسي, وامتلكت الجرأة وهي تخاطب صالح بالمخلوع وبالطاغية, تخيلتها وهي تصافح الرئيس الحالي للجنة نوبل للسلام (ثوربيون يوجلاند) ولأتذكر من خلال يمننة الصورة, يد الرئيس علي عبدالله صالح الذي لم يحصل على شهادة ال (معلامة) من شيخ القرية تذكرت يده التي كانت ترتعش عندما كان يلوح بها خلال الخطاب المتلفز الأخير من ثقل ما اقترفته من آثام بحق هذا الشعب الذي استحقت إحدى بناته أعلى تكريم دولي لصبره ومصابرته على ظلم وطغيان هذا السفاح الذي لا يتفق اسمه ولا قوله مع فعله. فهنئيآ لكرمان التكريم الذي سيخلد اسمها إلى جانب أسماء مثل (ثيودور روزفلت) و (مارتن لوثر كينج) و (ياسر عرفات) ولا عزاء للرئيس صالح الذي سيخلد اسمه إلى جانب الزعيم النازي (أدولف هتلر) و إلى جانب مؤسس الفاشية الايطالية (ببينيتو موسوليني) والى جانب قاتل شعبه, فاتح باب العزيزية معمر القذافي .. فبوركت توكل على حد تعبير الدكتور ياسين سعيد نعمان, وبوركت كل الجهود التي تتشاركين بها مع بقية الشباب المطحونين بجور هذه الأسرة المتسلطة بوركت توكل فقد رفعت اسم اليمن إلى ما يدعو إلى الافتخار.
نعم لقد وجهت كرمان ضربة قاضية من خلال جائزة مخترع الديناميت لهذا الرئيس المحنط علي عبدالله صالح الذي يصر على إخضاع الجميع لحكمة بقوة الديناميت .. ولا اخفي كرمان المكرمة بأني أود لو تعود بي المقادير إلى ذات الدورة الدراسية من اجل أجيب على سؤال لا زالت إجابته معلقه في رقبتي إلى اليوم وكان: (هل ارتبط اسم بلدك بجائزة نوبل) لأجيب كما أجاب زميلاي المصرية والفلسطيني بنعم ولن أغادر القاعة هروبا من الإجابة السالبة كما اضطررت إلى ذلك ذات اليوم ومرة أخرى شكرآ لكرمان التي أسقطت الجلاد بالجلدة القاضية .