الأذان وإمامة المساجد وإلقاء الخطب والمحاضرات ودروس الفقه والسيرة النبوية وتعليم القرآن مسئولية كبرى دينية ثم وطنية جنوبية يؤديها المؤذنون وأئمة المساجد والشيوخ بأمانة قصوى يحضرون للمساجد مبكرا أول الناس ويغادرونها متأخرين آخر الناس , والناس هنا جنوبيون كبلد مثل أي بلد إسلامي آخر يعتز بهويته لقوله تعالى ( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) فقد أكرمنا الله بنصره وأعزنا بالإسلام في بلدنا الجنوبي ونصرنا على الغزاة الروافض الخوارج الحوثعفاشين القادمين من بلادهم الشمال فهب شعبنا الجنوبي العربي الأبي هبة رجل واحد بتكبيرة الجهاد عبر مكبرات صوت المؤذن مستنفرا حيا على الجهاد والدفاع عن الدين والوطن فتقدم الكبير والصغير ورجال الدين الأئمة والشيوخ السلفيون إلى الجبهات ورابطوا حتى تمكنوا بتعاون طيران التحالف العربي بقيادة السعودية من تحرير عدن والجنوب , ولم يتوقفوا عند حدود الجنوب وحسب بل تقدمت قوات المقاومة الجنوبية ضمنها كتائب السلفيين الجنوبيين إلى عمق الأراضي الشمالية ذباب والمخاء حتى وصلوا حيس ومستمرين لدخول الحديدة , في حين رجال وأهالي تلك المناطق فروا كالحمير والثيران من قسورة نزحوا جنوبا نحو عدن بدل ما يثبتوا بأماكنهم يستنفروا يكبروا تكبيرة الجهاد يحاربوا ضد الانقلابيين الخوارج ولو بالدعاء عليهم في كل فرض كما فعل سلفيونا وشيوخنا في المساجد . شعب الجنوب مصدر حكمه وتشريعه هو ديننا الإسلامي الحنيف , وشيوخنا وأئمتنا يساهمون في الحكم وإدارة شئون الجنوب , والمساجد تؤدي الدور الأكبر في التعليم والتأهيل والتدريب إلى جانب المدارس والمعاهد والجامعات فيما يخص الحكم والتشريع وهي المكان الطاهر لأداء الركن الأول من أركان الإسلام الخمس الصلاة عماد الدين , فإذا أهملت وتركت لمن هب ودب من عناصر الشمال يحرمون ويحللون حسب أهوائهم الفكرية وميولهم السياسية يهاجمون الجنوب حراكه وقوات مقاومته ومجلسه الانتقالي ولا ينطقون بكلمة واحدة ضد الحوثيين وإرهاب تنظيمي القاعدة وداعش وجرائم حزب الإصلاح اليمني الإخوانجي والمؤتمر الشعبي العام , فذلك هو الخطر الداهم على حاضر الجنوب ومستقبله أخطر من السلاح الكيميائي والنووي وهم عبر المساجد يعملون يحاولون إعادة الجنوب إلى تحت حكم الشمال فيما يقولون , يطوعون تعاليم الدين لخدمة ثقافتهم ومصالحهم بتوجيهات قياداتهم يدفعون للتشدد والتطرف ويساهمون في التأثير على بعض أطفال الجنوب يحولون طبائع الأليف إلى متوحش ينفذ المخططات الإرهابية كالهجمات الانتحارية والتفجيرات التي حدثت مؤخرا .
شيوخ وخطباء الشمال صغيرهم وكبيرهم يسابقون في مساجد عدن والجنوب من أجل أن يتقلدوا الإمامة والمشيخة في وقت تحتاجهم مناطقهم ولا نحتاجهم نحن لأن لدينا من الأئمة والشيوخ صغار وكبار لحاهم تملأ وجوههم تغطي صدورهم , لأنهم يدركون أهمية دور ومكانة المساجد في وجدان الجنوبيين , شيوخ وخطباء الشمال لا يصعّدون مناهضتهم للحوثيين ولو حتى بالدعاء عليهم ولا يحرضون شعبهم للجهاد ضد الخوارج . ولهذه الأسباب فإن الجنوبيين مثلما يرفضون أن يحكمهم شماليون فإنهم يرفضون أيضا أن يتولى شئونهم الدينية أو يؤمهم شماليون . الجنوبيون حريصون بالنسبة لهذه المسائل يراقبونها عن كثب وفي نفس الوقت لا يغيب عنهم استخدام أبسط وأقصر السبل لإزالتها واتخاذ أسهل التدابير لتجنب مخاطرها من خلال ترغيب أولئك النازحين للعودة إلى مناطقهم ليشتركوا في جبهات الساحل الغربي إلى جانب قوات طارق المؤتمرية ولو بالدعاء على الانقلابيين . الجنوبيون يعملون على وسطية المساجد لتعلم الناس أمور دينهم ودنياهم بحيث يقوموا بالواجب وربطها بالقيادة والحكم في جنوبنا وليس عزلها كما عزلت أوروبا كنيستهم عن الحكم .