خلال الثلاث السنوات الماضية ظهرت صراعات على الساحة الجنوبية بين الاحزاب والتكتلات السياسية .. منها لصالح الجنوب وأخرى ضد جنوبنا الغالي .. الغريب في الأمر إن أعداء الأمس أصبحوا أصدقاء اليوم والعكس صحيح .. تلك التحالفات والمؤمرات ليست وليدة اليوم .. وانما هي منذ استقلال الجنوب العربي من الأستعمار البريطاني في ستينات القرن الماضي .. لعب فيها الحزب الأشتراكي اليمني وقبله الجبهة القومية .. دوراً اساسياً في تلك المؤامرات .. بل ذهبوا الى ابعد من ذلك .. بتصفيتهم لكوادر جبهة التحرير التي حررت الارض انذاك .. فظهرت الجبهة القومية لتطمس منجزات جبهة التحرير صاحبة الفضل .. بعد الله .. في تحرير الجنوب من الأستعمار البريطاني .. فمنذ ولادة الحزب الاشتراكي اليمني في سبعينات القرن الماضي حتى يومنا هذا .. لم تخلوا سنة مرت على الجنوب إلا وبها مؤامرات ضد شعبنا ووطنا .. أكانت أغتيالات لكوادرنا الوطنية أو أعتقالات لقيادات جنوبية في سجون الأحتلال .. أو أفتعال فتنه مناطقية بين ابناء الجنوب .. اليوم هو شبيه الأمس .. الأبناء توارثوها من الأباء .. فمررنا بنفس سيناريو الماضي .. حيكت المؤامرات على المقاومة الجنوبية لسحب البساط منها والسيطرة على زمام الأمور .. بعد الشروع ببث إعلامهم المسموم لتشويه منجزات المقاومة .. لخلق شرخ او فجوة بين الشارع الجنوبي وبين الابطال الذين حرروا وطننا الغالي .. سأتطرق اولاً .. لتسمية أطراف الصراع على الساحه الجنوبية : 1- المؤتمر الشعبي العام .. انشطر هذا الحزب الى فرعين .. المؤتمر الشعبي العام الجنوبي وهذا يتبع الرئيس عبدربه .. والمؤتمر الشعبي العام الشمالي والذي يتبع طارق عفاش .. وكلا الفرعين توجد بينهما خلافات تفوق حد التصور .. 2- الحزب الأشتراكي اليمني .. وهذا الحزب اعضائه ينقسمون الى ثلاثة أقسام : أ - القسم الأول : هم الأعضاء الذين لايزالون محتفظون بهويتهم اليمنية ومحتفظون ايضاً بالفكر الأيدلوجي الأشتراكي .. وهؤلاء لهم تقارب مع مليشيات الحوثي .. بشكل علني واضح للبيان وإن حاول أمينهم العام إخفاء ذلك التقارب . ب - القسم الثاني : هم من ابناء المحافظات الجنوبية .. الذين لايزالون منتمين الى الحزب الأشتراكي اليمني .. فكرياً وإيدلوجياً .. مع العلم إن هؤلاء أعلنوا إنضمامهم شكليا للحراك الجنوبي سابقاً والمجلس الأنتقالي حالياً .. مع العلم ارتباط هؤلاء بالفكر الإيراني بواسطة الحوثه ج - القسم الأخير .. هم من انفصل عن ذلك الحزب بعد هزيمتنا بحرب 94م وانضموا الى الحراك الجنوبي بعد تخليهم عن مبادئ الأشتراكية جملةً وتفصيلاً .. هؤلاء يشكلون معظم الكوادر الجنوبية من المدنيين والعسكريين والأمنيين .. وجل أهتمامهم الحالي النجاح بقضيتنا الجنوبية ونيل شعبنا فك الأرتباط عن الشطر الشمالي . 3 - حزب التجمع اليمني للأصلاح .. هذا الحزب لطالما كان عدونا الأول منذ ولادة الوحدة اليمنية المشؤومة .. ولن اتحدث هنا عن القسم الشمالي لأنه كثير التشعب والتفرع .. ولكني سأتحدث عن الفرع الجنوبي .. الذي حاول مرارا وتكرارا أختراق الحراك الجنوبي واختراق اي تكتل جنوبي ولكن ولله الحمد جميع تلك المحاولات باءت بالفشل .. بسبب قناعات شعبنا بخطورة ذلك الحزب على مطالبه العادلة .. 4 - حزب رابطة أبناء الجنوب .. هذا الحزب لطالما أحترمناه كثيراً .. لكونه حزب ذات مبدأ واحد طوال العقود الماضية ولم تغريه الكثير من المغريات .. ألتحق عدد من كوادرة الى صفوف المجلس الأنتقالي الجنوبي .. مع وجود بعض التحفظات على ذلك المجلس .. علما ان حزب الرابطة جنوبي ولا توجد به أية شوائب . 5 - مكونات الحراك الجنوبي .. في ضل أنقسام الحراك الجنوبي الى عدة مكونات .. مع الأسف الشديد ..إلا إنه يضل الممثل الوحيد لشعب الجنوب والذي أنضم تحت طياته معظم الكوادر الجنوبية الوطنية .. خصوصاً بعد خروج فادي باعوم من تلك المكونات وايضاً انسحاب عناصر أشتراكية أخترقت الحراك الجنوبي وكانت السبب في تفكك الحراك الى عدة مكونات وأنضمت الى المجلس الانتقالي . 6 - المقاومة الجنوبية .. المقاومة الجنوبية ولدت من رحم الحراك الجنوبي .. فكان للحراك الجنوبي الفضل الأكبر .. بعد الله سبحانة .. في إيقاد شعلة الثورة المسلحة لدى شباب المقاومة الجنوبية .. فكانت قيادات الحراك الجنوبي خير معلم لهؤلاء الشباب .. فأنتصرت المقاومة وحررت الأرض بعد احتلال دام لأكثر من عشرين عام .. هذه هي الإطراف المتصارعة على الجنوب .. ولكي نفهم مايدور ومايخططه الأعداء .. ينبغي علينا معرفة التحالفات التي حدثت خلال الثلاث السنوات الماضية ان لم تكن تلك التحالفات قديمة المنشأ ودورها في التأثير على القضية الجنوبية .. اكانت سلبية أم إيجابية : أولأً .. توغل اعضاء الحزب الأشتراكي بين اوساط الحراك الجنوبي .. منذ 2007م .. هدفهم لم يكن في حينها واضحاً للشارع الجنوبي ولكنهم اتضحت أفعالهم الدنيئه بعدما نجحوا بتمزيق الحراك الجنوبي الى مكونات عديدة .. في الشمال تحالف ذلك الحزب مع مليشيات الحوثي .. ووقعوا معه ميثاق السلم والشراكة في صنعاء .. وفي الجنوب أخرجوا الحراك الجنوبي عن مسارة فذهبوا للتحالف مع إيران .. وبعد قيام عاصفة الحزم ضد مليشيات الحوثي أثناء غزو تلك المليشيات للجنوب .. وقفت تلك العناصر الأشتراكية الجنوبية موقف المتفرج ولم تقاتل ضد تلك المليشيات لتحرير الجنوب .. بل قال البعض منهم ان تلك الحرب لا تعنينا .. ظناً منهم .. إنتصار تلك المليشيات الحوثية وبسط السيطرة على الجنوب .. وبعد هزيمة تلك المليشيات من قبل احرار الحراك الجنوبي وابطال المقاومة .. عادت تلك العناصر الأشتراكية لقطف ثمرة غيرهم .. وتشويه قيادات المقاومة الجنوبية على ماحققته من انتصارات ساحقة وتحرير الجنوب من دنس الحوثة .. فتحالفت تلك العناصر الأشتراكية الجنوبية مع المؤتمر الشعبي العام التابع للرئيس عبدربه .. وحصلوا على مناصب لا يستحقونها بعد تحرير عدن ب4 اشهر تقريباً .. في 2017م كشف الرئيس عبدربه مؤامراتهم الدنيئه بالتآمر لصالح مليشيات الحوثة ومدى إرتباطهم بإيران .. خصوصاً بعد تواجد ابوعلي الحضرمي في عدن وتدخله السافر في شؤون المحافظة .. فما كان على الرئيس عبدربه إلا إخراجهم من السلطة وسحب البساط منهم .. ثانياً .. بعد انكشاف المؤامرات الدنيئه لعناصر الأشتراكي .. قاما بعمل آخر .. وهو اللعب على وتر عاطفي يستقطبون من خلاله عاطفة الشعب باستخدام قضيتة ليمرروا عبرها تلك المؤامرات .. هذه المره خاطروا ولعبوا لعبه خطيرة للغاية .. وهي استقطاب قيادات مؤتمرية عفاشية .. وشكلوا مجلس اطلقوا عليه المجلس الأنتقالي الجنوبي .. وطعموا ذلك المجلس بشخصيات وطنية نزيهة من حزب الرابطة .. كي يظهر ذلك المجلس بالطايع الوطني النزيه الخالي من الشوائب .. واستقطبوا كذلك شخصيات محسوبه على الجناح السلفي كي يظهر المجلس بالأمين الحامل لأمانة هذا الشعب الذي عاني طوال ثلاثة عقود ويلات من الحروب والأقصاء والتهميش .. ثالثاً .. قضية سونيا والتي كشفت ذلك الترابط الخفي بين مليشيات الحوثة وبين ادارة أمن عدن .. ولم تكتفي الى ذلك الحد .. بل وقامت بأشنع من ذلك وهو تهريب تلك العجوز الشمطاء لتعود سالمةً الى سيدها عبدالملك الحوثي .. ان هذه القضية لهي دلالة يقينيه منافيه لأي ظنون او شكوك ارتباط ادارة الامن بالمذهب الحوثي .. ليس العيب بإدارة الأمن ولكن العيب بالعناصرة الأشتراكية المسيرة لتلك الأدارة العمياء .. رابعاً .. حزب الأصلاح .. اتخذ موقف المشاهد .. يتابع عن كثب مايدور على الساحة الجنوبية من صراعات داخلية .. وينتظر الفرصه المناسبة حتى ينقض من جديد على المحافظات الجنوبية والسيطرة عليها .. هذا الحزب حافظ على عناصرة وقوته من خلال تحالفاته المشبوهة الخفيه مع مليشيات الحوثي والذي هو أساساً هذا الاخير لديه أرتباط وثيق وتاريخي مع الحزب الأشتراكي اليمني من جهة اخرى .. هذا المثلث المرعب .. الحوثة .. الحزب الأشتراكي .. حزب الأصلاح .. لهو أخطر على الجنوب ويعد العدو الأول ومن دون أي منافس .. مليشيات الحوثة مسيطرة تماماً على 70% من الاراضي الشمالية .. حزب الاصلاح مسيطر على مأرب والجوف وتعز .. الحزب الاشتراكي اليمني اصبح مسيطراً على عدن ولحج والضالع ويافع من خلال اختراق المجلس الأنتقالي .. ومن هنا تتضح لنا الصورة حجم الخطورة على الجنوب من تحالف الشر الثلاثي .. لا تغركم العداوة الظاهرة بأوجاه أشتراكيي الجنوب ضد حزب الاصلاح .. فكلاهما وجهان لعملة واحدة .. وهذه العملة هي بيد السيد عبدالملك الحوثي .. خامساً .. حزب رابطة أبناء الجنوب .. هذا الحزب معظم أتباعه من محافظة شبوة .. وسعوا جاهدين لأستقطاب عناصر جنوبية عفاشية اكانت من محافظة شبوة أم من حضرموت لأستكمال سيطرتهم على الأخيرة .. ولطالما اعضاء حزب الرابطة كانوا تجاراً خارج اليمن .. لذا كان توجههم وتركيزهم على تلك المحافظتين الغنية بالغاز والنفط .. الخوف من أن مؤخراً تسعى اطراف دولية لتحالف حزبي الرابطة والمؤتمر التابع لطارق عفاش .. ولعب كل من احمد بن بريك والأملس دوراً بارزاً لتوطيد هذا الارتباط .. ولكن هذا الجناح الثنائي يضل ضعيفاً مقارنةً بمثلث الرعب المذكور بالبند الرابع .. سادساً .. حزب المؤتمر الشعبي الجنوبي التابع للرئيس عبدربه .. هذا الحزب بدأ مؤخراً يلملم أوراقه ويجمع شتاته وقوّته .. مع انه لايزال ضعيفاً لكنه يستمد قوته من الشرعية الدولية الممنوحة للرئيس عبدربه منصور .. الملاحظ ان المؤتمريون التابعون للرئيس عبدربه أصبحوا على قناعة تامه بضرورة فك ارتباط الجنوب .. وهذا مما سيعطي دافعاً قوياً لقضيتنا الجنوبية على المستوى الدولي .. والدليل على ذلك الاستقالات الاخيرة من الحكومة من قبل وزراء محسوبين على حزب الاصلاح ومؤتمريو عفاش .. سابعاً .. الحراك الجنوبي بجميع مكوناته .. عدا مكون فادي باعوم .. اصبح متخبط تماما وأكثر شتاتاً وخصوصاً بعد انسحاب الاشتراكيون منه وانضمامهم للمجلس الانتقالي .. بعض تلك المكونات ارتبطت بعبدربه منصور هادي بعد قرائتهم لتلك المعطيات على الساحة .. ولعلمهم ويقينهم ان الرئيس عبدربه جنوبي من الطراز الأول ويعمل لصالح قضية شعبنا وإن كان الظاهر مخالف لكلامي ولكن من خلف الكواليس فالرجل يعمل لصالح الشعب الجنوبي لتمكينه من ارضه ووطنه .. ثامناً .. المقاومة الجنوبية .. مع الاسف الشديد اكثر شتاتا من الجميع .. رغم انها صنعت المعجزات في تحرير وطننا الغالي .. ولكنها لم تجيد اللعبه السياسية .. ولا اخفيكم ان السبب في ذلك الشتات هو احد عناصر الحزب الاشتراكي الذي سيطر تماماً على القائد ابوهمام حتى هذه اللحظة .. مما ذكر سابقاً نجد ان خطورتنا منذ الأزل هو بسبب توغل الحزب الاشتراكي بأوساطنا .. ذلك الحزب لطالما انتشر وتوسع في الجنوب من خلال بث الفتن تسببت في إندلاع حروب أهلية ومناطقية بين ابناء شعب الجنوب .. مع العلم .. إن تلك السموم .. بثها ذلك الحزب منذ استقلال الجنوب في ستينيات القرن الماضي .. والتي بسببها خسرنا كوادر وطنية جنوبية وعشرات الآلاف من شهدائنا الأبرار .. طوال الخمسة العقود الماضية .. الأقتراحات والحلول : بعد معرفتنا لسبب الداء المستعصي شفاءه .. لذا يتوجب علينا استئصال ذلك الورم الخبيث كي نستطيع بناء دولتنا الجنوبية .. ان الداء المتمثل بالحزب الأشتراكي اليمني وتحالفاته المشبوهة يتوجب علينا ان نقابله بتحالف آخر وهو تحالف رابطة ابناء الجنوب مع المؤتمر الشعبي الجنوبي مع جميع مكونات الحراك الجنوبي من دون أقصاء او تهميش .. كذلك إنضمام المقاومة الجنوبية الى ذلك التحالف .. هذا التحالف الرباعي سيشكل قوة ضاربة على خاصرة التحالف الثلاثي المذكور سلفا .. وأقترح تسميته تحالف القوى الوطنية الجنوبية .. لذا .. يتوجب على كوادر الرابطه إفشال زجهم بالإرتباط بمؤتمر طارق عفاش وايضاً فك ارتباطهم بالمجلس الأتتقالي .. ويتوجب على مؤتمر عبدربه منح حزب الرابطه الصلاحيات الكاملة في محافظتي شبوةوحضرموت لمواجهة الأنتشار الأصلاحي فيهما .. وايضا منح كوادر حراكية جنوبية الصلاحيات الكاملة في باقي المحافظات الى جانب كوادر مؤتمرية جنوبية تابعه للرئيس عبدربه منصور لمواجهة الأنتشار للحزب الأشتراكي في تلك المحافظات .. واخيراَ يتوجب على الرئيس عبدربه تسليم جبهات الحدود للمقاومة الجنوبية لصد اي زحف حوثي أخر على الأراضي الجنوبية .. أخواني وآبائي في ربوع الجنوب .. إن ذلك الخطر القادم على جنوبنا الغالي .. لهو خطر سيدمرنا جميعاً لا محاله .. ولن يبقى اي ناجي من ذلك الخطر عدا العملاء والخونه الذبن يسعون جاهدين لتدمير حلم شعبنا الجنوبي العظيم .. كتبت لكم هذا المقال المطول عسى ان نصحى من غفلتنا والتعاطي مع تلك الامور بحدية بعيدةً عن العاطفة .. والتقارب فيما بيننا البين لمواجهة كل تلك المؤامرات وسحقها بدلاً من سحقنا .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه غسان السعدي في 2018/4/3 م ملاحظة : تعمدت عدم ذكر التحالف العربي .. لكون الصراع داخلياً ولايحق له التدخل بشؤوننا الداخلية ..