القيادة التاريخية، هي جزء من تاريخ الجنوب، وبالتأكيد أننا كمجتمع جنوبي، نشعر بالاطمئنان والأمل كلما رأيناهم متوحدين، ومتفقين على الاستماع لصوت الشعب. ولايمكن أن ننسى نحن كشعب، ولا هم كقيادة، أن تاريخهم مليئ بالنجاحات والاخفاقات، بالصواب والخطأ، ونأمل كثيرا أن يبذلوا جهدهم هذه المرة لكي يحققوا النجاح الأهم الذي يخدم الجنوب وقضيته. وبرأيي، فإن المطلوب اليوم، منهم ليس تقرير الوجهة التي علينا كشعب أن نسير اليها، ولا اقتراح حلول جزئية ولا شاملة، بل ان الطريقة الوحيدة لتكفر عن كل اخطائها، هو في أن تعمل على تشكيل وابراز قيادة جديدة للنضال الجنوبي من أبناء الجيل الحاضر. الجيل الذي هو من اعاد للقضية، قوتها، وناضل بالروح والدم والمال والوقت، وتمكن من اعادة الحياة للقضية الجنوبية في كل شارع وبيت. الجيل الذي هو ابن الزمن الحاضر، جيل الفيس بوك والتوتير والبالتوك، وفضاء الصوت والصورة التعددي. جيل الوسائط الحديثة التي كانت لدى الجيل القديم أدوات استخباراتية. جيل الكمبيوتر، الذي كان الجيل القديم يسمع به سماعا، فيما جيل اليوم يعتمد عليه في تجميع المعلومات والبيانات، ويحللها ويتخذ قراراته بمساعدتها لتحقق أفضل النتائج التي تنعم بسببها مجتمعات العالم المتقدم بحياة أفضل. بالتأكيد أن القيادة، وكما تقول في كل بياناتها، انها سوف تسلم الراية لجيل الشباب الذي سيمضي في بناء الدولة المنشودة، وحان الوقت الان لكي تنتقل من الكلام الى الفعل، وبدلا من ان تعقد مؤتمرات تنظمها هي، وتديره هي، وتقدم أفكاره هي، وتعالج خلافاتها هي مع انها لم تعد نفس خلافات الجيل الحاضر، فان عليها أن تشرف على عقد موتمر توحيدي لقيادات جديدة، من جيل اليوم، بمن فيهم ابناء القيادات التاريخية، أحياء وأمواتا. هناك الاف الشباب من الأرض الجنوبية، قادرين على المضي وتحمل المسؤلية، والانتصار لذات القضية التي تخدمها قيادتنا التاريخية التي تعمل منذ نصف قرن، ولكن بالاليات والعمل والخطاب المعاصر، الذي يلبي حاجة الجيل الحاضر ويؤسس لخدمة الجيل القادم. ويمكن للقيادة التاريخية، آن تتجاوز كل المشكلات فيما بينها، أو تتجنب أي احراجات تخصها، باعادة الحق لأهله، وتسليم القيادة لجيل اليوم الذين سيكونون أكثر تقديرا واحتراما للقيادات التاريخية حين تخطو هذه الخطوة، فتقدر حقهم من جهة، وتخدم البلد من جهة أخرى. وهي تحقق أول تطبيق للتداول السلمي للسلطة بين الأجيال في الجنوب. وكما سبق واشرت في مقال سابق، أن القيادة يجب أن تنبع من الداخل، فإن الجيل الحاضر هو جيل الداخل، وهو مفتاح النجاح لحل القضية الجنوبية. ان تحليل وسائل النقاش، عن القضية الجنوبية، من محاضرات وندوات، ومظاهرات، ومنتديات، وصفحات الكترونية شخصية أو عامة، ومخيمات، من المهرة وحتى باب المندب، وفي كل دول الشتات، وغيرها ممايعرفه الجنوب من وسائل لتنظيم للنقاش اليومي عن مختلف شئونه، كفيل بالتعرف على نماذج رائعه من الذين أيا تكن خلافاتهم فانها كلها تتسابق لخدمة القضية الجنوبية وتقديم أفضل الافكار والاعمال لبناء دولتنا وخدمة شعبنا.