كان يطلق عليها سيدة الثلج لان وجهها يشبه قطعة ثلجية ملساء لا تعابير فيه.. وفي عينيها حزن وبريق ناتج عن دموع تحولت الى قطع من الثلج.. صارمة ، منظمة، ومنضبطة في حياتها لا تقبل الخطأ ولا الاحتجاج ولا النقاش حياتها قاسية وكأنها تعيش في معسكر .. سارت الحياة رتيبة ولم يتغير شيئا فلا يزورها احد ولا تذهب لزيارة احد ، عندما تراها تجدها امرأة عادية مثل بقية النساء تتحدث بلطف ومحبة للحياة، صحيح انها تجاهد وحيدة في بحر الحياة وهي لا تعرف العوم ، لكنها خططت وقررت ان تحيا حياتها الخاصة كما هي بحلوها ومرها ولم تسمح لاحد بالتدخل فيها سواء من الاقارب او من الاصدقاء وضحت بجزء كبير من شبابها وعمرها لتقود السفينة الى بر الامان معتمدة على قوة ارادتها وخبرتها البسيطة في الحياة ونجحت .. فجأة تغير شيء في حياتها فقد لمحها احد الجيران وهي تشتري زهورا وترتدي فستان ابيض انيقة وجميلة ولم يصدق انها هي سيدة الثلج ذات الوشاح الاسود .. رآها وهي تركب عربيتها وتنطلق وشعرها يتطاير في الهواء.. ما الذي تغير ؟ شغل هذا السؤال اقاربها وكل جيرانها والاصدقاء .. هي لا تبوح ان الحب هو الذي غير حياتها واعاد لها انوثتها وجدد شبابها وجعلها تتخلص من سيدة الثلج وتتحول الى عاشقة محبة فرحة ولهانه.. ولكنهم عرفوا انها وقعت في الحب لكن كيف ومتى احبت ومن؟ لا احد يدري ، هي من النسوة اللواتي لا يحبن الثرثرة في الامور الخاصة .. تغير كل شيء كانه تم بفعل ساحر ، فقد اشتعلت الانوار في منزلها وصدحت الانغام .. سألوها من هو ؟؟ لم تجب بل كانت ترد بان التغيير سنة الحياة وهي تبتسم في وجوههم وقلبها ينبض بحب وكأنه يغني.." آدي الربيع عاد من ثاني والبدر هلت انواره......"