أكثر من عشرة أعوام مضت منذ أن احتفلت البشرية بحلول الألفية الثالثة، أعوام حملت الكثير من الأحداث المتلاحقة والمسارعة سرعة زمننا الحالي نفسه،أيام وشهور وسنون تنقضي من أعمارنا وليس لأحد الاستطاعة على الوقوف أمام هذا الثابت و القدر الإلهي المحكم ،ومادام الأمر هكذا ونحن بني ادم في جيئة وذهاب, نقطع المسافات وأحيانا في داخلنا فقط لبلوغ أهداف رسمناها ونظرنا إليها باعتبارها أهدافا وأحلاما لابد من بلوغها أو محاولة ذلك, فالمهم هو الحركة المستمرة والتفاعل وإذكاء روح المبادرة طالما والعالم يتقدّم من حولنا ,وبما أن الحركة و الاستمرارية وجدت,فهي بالطبع لن تكون فقط جغرافيا ولا فكريا وسياسيا,أنما على مستوي العلاقات الاجتماعية والاقتصادية.وبهذه أو معها تتكون عناوين الحياة ومصادر البقاء والمواجهة وإثبات الذات.وأعتقد أن الحركة التي يشهدها العالم أجمعه هي إلي الأمام وبالطبع طالما فإن أحدا لا يمكنه الوقوف أمام تيارها السريع والجارف ,لذلك ومع هذا يجب أن نواكب حركة التغيير نحو الأفضل,ومن الطبيعي أن اللبنات الأساسية لذلك يبادر بوضعها الأوفياء المخلصون ممن تعز عليهم أرضهم أيمانا منهم أن ذلك لن يأتِ من الغير وأن انتظرنا لأن الانتظار ربما يطول .!! إن الأيام لا تمهل أحدا والزمن صعب جدا فعلينا أن نتقدم ولا ندع فرصة أو مجالا للمبايعة أو المراضاة وطريق الألف ميل يبدأ بخطوة ،وعليه فلابد من:رص الصفوف ووحدة الرأي والكلمة,عدم النبش في الماضي وسنواته العجاف,التفكير بروح العصر ولغته ,بناء جدران الثقة فيما بيننا ,التفكير, إتباع منهج القناعة والإقناع مع الرأي الآخر والاستماع إلية بروح صادقة ,زرع طريق المستقبل بروح الأمل والتفاؤل وخلق فرص الحوار مهما قد يكون من تفاوت أو اختلاف لأن الحوار هو الجسر إلي الحقيقة.وفي تقديري أن من الأولويات الرئيسة لبدء الحوار البدء من نقاط الالتقاء والابتعاد عن النبش في الماضي لان الثمن سيكون وقتها أكبر بكثير مما نتصوره ,وأن نتذكر دائما أن قيمنا وأخلاقياتنا المستوحاة من ديننا الإسلامي الحنيف تعلمنا دائما وأبدا أن الحوار والجدال مشروع في حياتنا اليومية بل ومطلب ضروري للتقدم والبقاء بشرط أن يكون عقلانيا بعيدا عن التعصب وبهذا يقول الصادق الأمين عليه الصلاة والسلام"ما ضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا بعد جدال" إذن علينا أن نسلم أن المستقبل آت لا ريب فيه وأن أساسه الحاضر,فمهماً أن نعمل سويا ونعطي كل ذي حق حقه , وليعلم أولئك الذين لا زالوا يعيشون خلف الأسوار المتصدعة أن الآخرين لم يعودوا صغارا تنطلي عليهم شعارات الأزمنة الغابرة!!والحمد لله القائل "أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها ))صدق الله العظيم . وهذا الكلام لا يخص أحدا بعينة،دون الآخرين انه يخصنا جميعا مادمنا قد صرنا أصحاب هدف ومصير معروف وواحد ولنحذر مجالات التراجع ولندع ونبدأ بالمراجعة فهي الاعتراف بالواقع ..بالحاضر..والنظر بعيون الصقر صوب المستقبل ..مستقبلنا جميعا فالفرصة أمامنا وعلينا استغلالها قبل أن تتقطع بنا السبل والعياذ بالله..