لقد عانت الدول العربية التي كانت ترزح تحت وطأة الاحتلال الأجنبي من أبشع صنوف الذل والهوان.لتثور تلك الشعوب في وجة الطغيان وتنتزع الاستقلال من براثين المحتل فقدمت التضحيات وقوافل كثيرة من الشهداء في سبيله.على أمل أن تنعم بالأمن والاستقرار وحياة كريمة . لتأتي الرياح بما لا تشتهي سفن الشعوب. فمن تولى مقاليد الحكم في دولنا العربية أنظمة كانت أشد قسوة وأكثر ديكتاتورية من المحتل.فقد جعلت من تلك الدول بمثابة اقطاعيات وملكية خاصة لهم عن طريق ممارسة النهب والعبث بثروات بلدانهم وتحويل مليارات الدولارات إلى حساباتهم الشخصية في البنوك الخارجية. لقد كانت الازمة الاقتصادية والمالية التي هزت العالم قبل بضع سنوات جرس إنذار لما سوف يؤل إليه مصير الكثير من الاموال العربية المنهوبة فقد إفلست مئات البنوك العالمية وضاعت الودائع العربية فيها والتي تقدر بمليارات دون إن يتم متابعة البنوك المفلسة قضائيآ لان المبالغ غير نظيفة بل هي مهربة وناتجة عن عملية غسيل أموال فتم التكتم عن حجم الخسائر حتى لا تعلم شعوبهم عن مصدر تلك المبالغ . ومع قيام ثورات الربيع العربي إنكشفت حقائق مروعة ومذهلة عن نهب و تهريب مئات المليارات من الدولارات من ثروات شعوبنا العربية لصالح حكامنا الطغاة . لقد نهبونا بمنتهى الحقارة فماهو مصير المبالغ المنهوبة وكيف سيتم إستعادتها اذا عرفنا ان البنوك الأجنبية تكيل بمكيالين فعندما تستلم الأموال لا تبحث او تحقق عن مصدرها بينما اذا تم طلب استعادة تلك المبالغ تتعذر البنوك بالسرية والخصوصية لعملائها . كم هو مؤسف عندما نعرف حجم تلك المبالغ المنهوبة التي لو تم الاستفادة منها بالشكل الامثل لكان العرب من احسن شعوب العالم. يجب علينا معرفة ان الحكومة اليمنية لم تطالب باستعادة تلك الاموال المنهوبة لسبب بسيط وهو ان الحكومة الحالية هي أمتداد للمنظومة الفاسدة في عهد المخلوع صالح والمطالبة بها سوف تكشف تورطهم وضلوعهم في عملية النهب الممنهج . هذه هي عقليات من تدير بلداننا العربية فهم مجموعة من اللصوص والمرتزقة . وكذلك الحال لا يختلف لمن تبقى من الحكام العرب. أخيرآ .. لكل طاهش وفاسد عربي هناك بنوك أجنبية ناهشه .فقد رحل بعض لصوص الشعوب غير ماسوف عليهم وننتظر زوال البقية.. ولا عزاء لمن ينهبون الأوطان...