تعد ظاهرة حمل السلاح من أسوأ الظواهر التي برزت في الآونة الأخيرة في الأسواق والأماكن العامة في مختلف مدن مديريات محافظة لحج الفتية. فهذه الظاهرة ينتج عنها دوما تبعات لاتحمد عقباها خصوصا من أولئك عديمي الضمائر والوازع الديني والأخلاقي الذين ترك لهم الحبل على القارب ليعيثوا في الأرض فسادا ويحصدوا بجهالة عقولهم وغرورهم وكبريائهم المرهون بحملهم للسلاح الآلي أرواحا بريئة حرم الله قتلها إلا بالحق،وظاهرة حمل السلاح وماتخلفة من أحزان وأتراح ومواجع بدأت بالانتشار هذه الأيام في عموم مدن وعواصم مديريات محافظة لحج أكثر من إي وقت مضى فتحولت الأسواق العامة التي يفترض ان تكون لها حرمتها الحضرية والمدنية إلى تجمع للمسلحين وكأنها جبهة للقتال،ولحج التي عرفت بمختلف مدنها الحضرية والريفية بثقافتها وموروثها المدني الفني والحضاري تحولت إلى مرتع للمسلحين وأصحاب الجعب والبنادق الذين يزرعون الذعر والفزع والخوف في نفوس كل مرتادي تلك الأماكن والأسواق من نساء وأطفال. (عدن الغد)سارعت لرصد أصداء هذه الظاهرة المستفحلة منذ مابعد الحرب الأخيرة في مدن المحافظة وذلك من خلال تسجيل أراء وانطباعات مختلف شرائح وأطياف المجتمع اللحجي الذين عبروا في المجمل العام لأحاديثهم عن سخطهم وإدانتهم واستنكارهم لهذه الظاهرة الشاذة مطالبين الجهات ذات الاختصاص باتخاذ الإجراءات الرادعة ضد من تسول له نفسه المساس بأمن وسكينة المواطنين في أماكن تجمعاتهم وملتقياتهم العامة فالي تفاصيل هذا التحقيق الصحفي لهذه القضية الوطنية والاجتماعية العامة.
تحقيق/محمدمرشدعقابي:
كان أول المتحدثين الشخصية التربوية سالم محمد ناجي عبدون الذي يرى ان ظاهرة حمل السلاح من الظواهر السيئة والشاذة والتي تضر بالسلم الاجتماعي لأي مجتمع لكونها تعود علية بالويلات وتذكي نيران الفتن والثارات بين الناس،
وقال:هذةالظاهرةتكون اشد خطرا حينما يمارسها صغار السن وهذا مانلاحظة هذةالايام من انتشار مفزع وجنوني للاعيرة والسلاح بمختلف انواعةواشكالةوهو افراز لماخلفتة الحرب الاخيرةالتي شنت على الجنوب عامة ومدن لحج خاصة من قبل مليشيات الحوثي هذةالحرب تسبب في انتشار الظواهر المسلحةبين اوساط عامةالناس فلم يعد حمل السلاح حصرا على احد او في مناسبات معينةبل اصبح يحمل السلاح كل من هب ودب والصالح والطالح وتحولت وطغت المظاهر المسلحةعلى كل المظاهر الاخرى بل تقدر تقول تعسكرت الحياةالمدنيةبالمحافظة بشكل عام.
واضاف:للاسف هناك الكثير من الاباء واولياء الامور لايدركون مخاطر حمل ابناءهم للسلاح في الأسواق والأماكن العامة التي يفترض ان تكون لها حرمتها فهؤلاء لايدركون حجم هذةالمصيبةالا عند وقوع الفأس في الرأس كما يقول المثل،فكم راينا من مآسي وكوارث حلت بسبب هذة التصرفات الهوجاء والرعناء للبعض،وكم رأينا من مصائب حصلت بسبب سوء التصرف والتعامل مع السلاح وكم هم الذين سقطو ويسقطو قتلى نتيجةذلك وكم هناك من اسر ذرفت دموع الاسئ والحسرةوالندم بسبب وقوعها بمصيبة جرها اليها جرا احد ابنائها المسلحين فلا يفيد الندم بعد وقوع الجريمة.
واضاف:هناك الكثير من الاسرتعيش الان متحسرة ومتندمة وتذرف دموع الندم نتيجةاستخفافها بهذا الامر الذي يحيي نوازع الشر في النفس البشريةالامارة بالسوء ويولد الاحقاد والضغائن والاحتقانات القبيليةويفضي في غالب الاحيان إلى حصول الظاهرة الاشد فتكا والما بالمجتمع وهي ظاهرة الثأر...
من جانبةيرى الاخ سليم عبدالله صالح الشخصية الاجتماعيةالمعروفةفي لحج ان ظاهرة حمل السلاح دون دواع والمزاح به والعشوائية وعدم التدرب علية او الخبرة في التعامل به خاصة في الأماكن المآهولة والتي يرتادهاالناس بكثرة لقضاء حاجياتهم كالاسواق وغيرهاتعد جريمة عظيمة،حيث ان مانشهدة اليوم هو قيام العديد من الاشخاص دون خبرة اودراية بحمل الاسلحةوالمشي بتبجح واستهتار بين الناس في الأسواق العامة لمدن المحافظةوعواصم مديرياتهافي ظل غياب دور الرقابةمن قبل السلطة من جهة ومن قبل الاباء والامهات واولياء الامور من جهة اخرى.
وقال:هناك الكثيرمن الشباب الذين نجدهم يحملون السلاح ليس لديهم المهارة الكافيةلاستخدامة والتعامل معةوهذا السبب الذي فاقم لبروز وتفشي ظاهرة الجريمةوالتي غالبا ماتحصل نتيجة اخطاء فادحةلعدم القدرة على التعامل الصحيح مع هذة القطعةالحديدية القاتلة.
المواطن مشتاق ناصر فضل قال: نطالب الاجهزة وقطاعات الاحزمة الامنية المنتشرةفي عموم مدن ومديريات المحافظةالى ضبط هذة الظاهرة ومحاسبةمتسببيها ونطالبهم ايضا بتفعيل قرارات منع حمل السلاح ووضع آلية عمل تضمن المعالجات والحلول الكفيلة بانهاء هذة الظاهرة الشاذة والدخيلة على مجتمعنا المدني الحضاري المثقف وتكوين الرؤى لديمومة فهم وتطبيق هذة القرارة وللحيلولة دون حصول المزيد من الكوارث التي يروح ضحيتها الأبرياء من عامة الناس.
ومضى يقول:في تصوري انا لاداعي لحمل السلاح في اسواقنا واماكنا العامة لان استمرار هكذا فعل سيؤدي لامحالة لخلق حالة من الفتن والقلاقل والصراعات والنزاعات فبمجرد خروع عيار اوطلقة طائشة وغير مقصودة وعن طريق الخطاء من سلاح شخص لتردي شخص آخر قتيلا سوف يترتب وراء ذلك الكثير من التداعيات وقد توصل إلى احتقان وقد تؤدي إلى انفجار الوضع واقتتال وثارات فكفا الله المؤمنين شر القتال ويجب على كل عاقل وشيخ واب وولي امر تقع علية المسؤولية ان يبادر بالمنع والنصح تجاة هذة القضيةالاجتماعيةالعويصة ويجب على كافة الاطر والهياكل والمنظمات الحكومية والمدنيةوالاجتماعيةالقيام بدورها في صد ومنع انتشار هذةالظاهرة المخلةبامن واستقرار المحافظة.
اما الشخصية الثقافيةوالرياضيةشعيب عبدالحميدناصر فقد قال متداخلابخصوص هذةالقضية الاجتماعيةالهامة:ادعو كافة الجهات والمثقفين والمواطنين بان تتضافر جهودهم وان تتشابك اياديهم جميعالمحاربة ظاهرة حمل السلاح والقضاء عليها لكون هذة الظاهرة قد حولت اسواقناواماكنا المدنية العامة إلى مايشبة جبهات قتال فلا تجد سوقا في مدن لحج المختلفة إلا ويكتظ بالكثير من أولئك المسلحين وأصحاب (الجعب) وكل من يشاهد هذةالمظاهر المسلحة الشاذة يتعجب ويصاب بحالةمن الاندهاش والذهول ازاء مظاهر مسلحة لم يعتد عليها إلا في جبهات المعارك وكل مايشاهد هذة الصور المخلة بمدنية وتمدن مدن محافظة لحج يرجع اللوم والعتب على الاجهزة الامنيةوالجهات المسؤولة ويقول هي السبب وراء كل مايحصل وماصرنا الية.
وواصل حديثة قائلا:يجب وضع عقوبات صارمة على كل من يخالف قرار منع حمل السلاح الذي سمعنا عنةفي الآونة الأخيرة ويجب تاديب وانزال اشد العقوبة على كل من تسول له نفسة الاضرار بالسكينة العامة من خلال حمل السلاح وترهيب وترويع الاخرين في أماكن تواجدهم واعمالهم، ونطالب بحملةاعلامية تتبناها وزارة الداخلية تقوم على اثرها كافة الاجهزة الامنية بنشر وتوزيع الملصقات التوعوية والارشادية حول مخاطر واضرار حمل السلاح وتفعيل الرأي العام والاذاعات المحلية والصحف والمجلات والمطبوعات الورقية والمواقع الاعلامية الالكترونية وغيرها من وسائل الاعلام المسموعة والمقروءه والمرئيةحول هذة القضية الوطنية الهامة وتعريف المواطن اينما كان بمخاطرها واضرارها.
واضاف:يقع على عاتق وكاهل عموم المثقفين وخطباء المساجد دور في التحذير والتنبية إلى خطورة الظاهرة وايجاد آلية للحد منها وكذا تفعيل حملات التوعية في المدارس بطرق مباشرة عبر المناهج والمقررات الدراسية وغير مباشرة بالملصقات واللجان ولو بشكل موسمي،
يقول الشيخ غالب محمد صالح حول هذة الظاهرة:من المؤسف ان يصبح كل العالم يتباهى بالكوادر العلمية والخبراء والعلماء والخبراء والمفكرين والمبتكرين والمبدعين في شتى مجالات علوم الحياة ونحن نصبح ونمسي لاتفارق اسماعنا قوارح الرصاص واصوات الاعيرة النارية ومشاهد حمل الاسلحةكل لحظة وحين،والذي يحز في النفس الما وحسرةهي تلك العقليات الجاهلية المتحجرة التي ترى في حملها للسلاح تباهي ورجولة وشجاعةواستعلاء وتجبر على الاخرين دون ان يعلم ذلك الصنف من البشر بانهم احقر شيئ في اعين الناس،ونقول لتلك العقليات المتخلفة بان ليس من الشجاعة والاقدام ان تحمل السلاح وتشهره في وجوه الاخرين من اخوانك المسلمين في أماكن عملهم وتواجدهم واسواقهم العامة بقدر ماهي إذكا للفتن واحياء للنعرات الطائفية والمذهبية فلا يليق بكم ياهؤلاء ان تحملوا اسلحتكم وتتمخطرون وتتعنترون امام المساكين من الناس والنساء والاطفال في الأسواق وغيرها من الأماكن العامة ولكن الاجدر بمن يرى في نفسة الاشتهاء لحمل السلاح والجعب الذهاب إلى الجبهة فهناك سيكون له العزة والشرف والبطولة في مقاومة العدو والالتحام في صفوف المقاومة بدلا من افراغ شحن تعالية وتجبرة وفرد عضلات الغرور بامتلاكةالسلاح على الضعفاء والمساكين من الناس.
وتابع قائلا:المصيبةالاعظم ان هؤلاء وغيرهم ممن يقومون بمثل هذا الفعل نستطيع القول عنهم بانهم عديمو الذمة وبعيدون كل البعد عن تعاليم وارشادات ديننا الحنيف فهل هؤلاء لايدركون عقوبة قاتل النفس لان هناك الكثير من الانفس زهقت والكثير من الدماء اريقت بسبب هذة الظاهرة غير المبررة والشاذة على بيئتنا ومجتمعنا فاين هؤلاء من شرع الله الذي حرم سفك دم المسلم الابالحق واينما من هدي الحبيب المصطفى صلى الله عليةوسلم الذي قال في حديث شريف بانه اهون عند الله ان تهدم الكعبة حجرا حجرا من ان تهدر قطرة دم امرئ مسلم فاينكم يامن تتبجحون وياخذكم الكبرياء ولاتنطقون الابلغة السلاح واصوات الرصاص والدم اينكم من هذة التعاليم الربانية.
وطالب في ختام حديثة كافة الاجهزة الامنية بالمحافظة التدخل لمنع تفشي هذةالظاهرةوعمل كل مايلزم لجعل لحج خالية من السلاح والمظاهر المسلحةالتي تخدش مدنيتها وتحضرها.
المواطن صابر سالمين يوسف قال بهذا الصدد:في وقت تنتهي كل الظواهر الشاذة من المجتمعات والامم الاخرى المتطورة التي تحارب وتنهي الجريمة ومسبباتها وتتسابق نحو آفاق التطور والعلو في كسب الثقافات الحضارية ومواكبة عصر التقدم التكنولوجي بسلاح العلم وثورة الوعي والفكر نظل نحن ندور في حلقة مفرغةومحلك سر بل ان الاخرين يخطون اميال نحو الامام ونحن نرجع خطوات إلى الخلف حيث لازل الكثير منا لم يقتنع بان سلاح الحاضرهو القلم والعلم وليس السلاح والبندقية فمن يقنع هؤلاء.
وقال:هؤلاء النفر من الناس لا تستطيع اقناعة بان السلاح وراء الدمار وكل المصائب وان ثقافة حمل السلاح ثقافة منحطة ومتخلفة ومنحرفة تؤدي إلى عواقب وخيمةوعادات سيئة ونضرب مثل بالدول والشعوب المتقدمة التي تحارب بكل ما اوتيت من قوة مثل هذة الظواهر الشاذة ان وجدت وتبذل لانهائها من الوجود كل طاقاتها وقدراتها اما نحن فلا تجد إلا البيئة المناسبة والمناخات الملائمة لهذه الظاهرة الشاذة وغيرها بسبب التخلف العلمي والثقافي الذي يغلف عقول الغالبية العظمى من ابناء مجتمعنا.
واستدرك قائلا: ارى ايضا ان من اهم أسباب تفشي وانتشار هذة الظاهرة واستفحالها في لحج وغيرها هو قلة الوازع الديني والضمير الانساني وضعف الايمان حيث ان البعض يجعلون من السلاح وسيلة لقتل الانفس البريئة وكل من يسيئون استخدام السلاح نجدهم اليوم تعج بهم اسواقنا واماكن تواجدنا واعمالنا من دون رقيب اوحسيب والبعض من هؤلاء الصنف استغلو حالة الفوضى التي تعيشها البلاد ليفرضو قانونهم وشريعتهم(شريعةالغاب)على المواطن المسكين في الأسواق ويتجبرون ويتسلطون ويسرحون ويمرحون مهددين الاخرين باسلحتهم دون ان يتجراء حتى لانتقادهم احد خوفا من افراغ وابل ما في بندقياتهم علية فهذة هي المصيبة والكارثة بحد ذاتها.
ودعا في ختام حديثةكافة الجهات المعنية بضرورة ردع الخارجين عن القانون وكل من يحاول زعزعة امن واستقرار وسكينة العامةوطالب ايضا بضرورة تفعيل قرار منع حمل السلاح في المناسبات العامة والخاصة والاعيادمجددا دعوتة لوزارة الداخلية ولكافةاجهزتها المنتشرة في عواصم مديريات المحافظة إلى ضرورة انزال برنامج تثقيفي وارشادي واقامة دورات وندوات في مديريات المحافظةللتوعية بمخاطر هذةالظاهرة.
تداعيات حمل السلاح من يوقفها.
في ظل عسكرة الحياة المدنية وماتشهدة لحج الخضيرة بمختلف مدنها ومديرياتهامن تفشي غير مسبوق لظاهرة حمل السلاح وماتفرزة من تداعيات يصعب حصرهاوماتنتجةمن مآسي والآم يتوجب على كافة الاوساط الرسمية والقبلية والشعبية والاجتماعية العامةالاضطلاع بدور اكبر في مجابهة هذةالظاهرة الشاذة والتصدي لها بكل الطرق والوسائل الممكنة والمتاحة وكذا للتدخل لانهاء ومعالجة مانتج عنها في السابق من قضايا ثأر واقتتال بين ابناء قبائل المحافظة المختلفة والعمل بجدية تامة لاجتثاث بذور وجذور هذة الظاهرة المقيتة التي بسببها شردت العديد من الاسر واجبت اخرى على ترك مناطقها ومنازلها واراضيها ونرجو ان تترجم هذة السطور في اصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر بين كل من فرقتهم رصاصات الطيش بفعل تصرفات عنترية هوجاء كان لها الشيطان الدافع والمشجع والمؤيد فمن هنا ندعو كل من اكتوا بنيران الاقتتال وذاق مرارة القطيعة والفراق بان يعتبر ويصحح من مسار حياتة وندعو كافة الايادي الخيرة لانجاح إي مسعى نبيل يهدق لدرء الفتن واطفاء فتيلها المستعر بسبب حمل السلاح وما خلفة من ضحايا راح ضحيتها العديد من ابناء المحافظة ومن هنا نبارك ونؤيد كافة القرارات والمساعي الحثيثة التي اصدرتها السلطات الامنية بالمحافظة مؤخرا والراميةالى ايجاد المعالجات الناجعة لماسببتة ظاهرة حمل السلاح من اثآر سلبية على كافة صور واشكال الحياة التنموية والعامة في مدن المحافظةفي ظل ظروف الجهل والتخلف والاحقاد وضعف الوازع الديني والأخلاقي الذي يغلف حياة معظم الناس،ومن هنا نشد على ايدي كافة الاطر والفعاليات والاوساط الاجتماعية والرسمية والحزبية والاعلاميةومنظمات المجتمع المدني بمختلف اصنافها واشكالها بضرورة تفعيل آلية عملها والدفع بعجلة التوعية المجتمعية حول هذة القضية الوطنية العامة نحو الامام حتى يصل فهم خطورتها إلى عقول الجميع.