لان لا جدوى من الاعتذار ولا فائدة ترجى.. لا تعتذروا لان الإعتذار لن يحقق لنا غاياتنا ويلبي رغباتنا..لا تعتذروا لا ننا لم نبحث عن اعتذار ولم نثور من أجل كلمات قد يخطها البسطاء والمساكين,وقد يقولها المستضعفين,لان اعتذاركم لن يؤتي ثماره ولن يذيب جبال الهم الجاثمة على الصدور,ولن يمحو ذكريات المعاناة التي تجرعها شعبنا وذاق مرارتها أطفالنا,لا تعتذروا اليوم لان دمعاتنا التي سالت ودمائنا التي سكبت واناتنا التي هزت الأرجاء لن تكفيها الكلمات أو الهمسات..لا تعتذروا لأننا شعب نهبت ثرواته,وسلبت أمواله, وطمست هويته,وأستنزفت خيراته, وقتل أبنائه, وأقصيت قياداته,لا تعتذروا لان اعتذاركم لن يحيى قتلانا,ولن يبعث موتانا, ولن يحرر أسرانا,ولن يشبع جائعنا,ولن يكسوا عارينا,ولن يشفي مريضنا..أعتذاركم لا يكفي لئن يزرع البسمة على شفاه النساء الثكلى, والأطفال اليتامى,والشيوخ المفجوعين..لا تعتذروا اليوم فأبين لم تشفى جراحها ولم تصطلح أحوالها,ولم يعاد أعمارها,ولم يعد للحياة فيها معنى,وأهلها نازحون ومشردون ومصالحها معطله والحياة فيها مستحيلة,وأنتم من خربها وجعلها مسرحا للأحداث الدامية وساحة لتصفية الحسابات ونكلتم أهلها وعبثتم بكل شيء فيها وأستبحتم حرماتها,ولا تنسوا ضحايا مصنع الذخيرة فيها,وأبرياء المعجلة وفاجعة القبائل الذين من أجلها قضوا نحبهم..لا تعتذروا اليوم فعدن هي الأخرى تعاني وتتوجع وتتألم ويريد العابثون أن يجروها لمربع العنف والإرهاب ومستنقع الفوضى والخراب,أهلها يعانون ومن العلقم يتجرعون ومن الظلم يئنون..لا تعتذروا اليوم فلن يكفي اعتذاركم,ولن يزيل ما علق في ذواكرنا من ظلم وظين وتمييز وعنصرية وتنكيل وترهيب وترويع,ولن ننسى الأزمات والنكبات والفجائع والمصائب التي حلت بنا..لا تعتذروا لان كلماتكم لن تطببنا وأحرفكم لن تشفينا,ومن الأسقام لن تنتشلنا,لن تنسينا سنوات الضياع والإهمال ورحلة العناء والترحال,لن تنسينا لحظة من لحظات الخوف والأنين والترقب والتوجس..لن تنسينا من فقدناهم بسبب سياساتكم,ومن خسرناهم بسبب دنائتكم,ومن أضعناهم بسبب تناحركم,لن تنسينا لحظات الحزع التي يخيم فيها الحزن على مدننا ولحظات القهر التي يستبد فيها بدواخلنا..فلا تعتذروا ولا تفكروا بالاعتذار فشعبنا لا ينتظر منكم شفقة أو رحمة, ولا ينتظر منكم ابتسامة لمجرد أنها صدقة,فهو لم ينسى ولن ينسى ما لحق به,وكيف حولتموه إلى بيئة خصبة للإرهاب والتناحر والتباغض والعداء..لن ينسى أن أبنائه يعانون ومحرومون من أبسط الخدمات والمقومات الحياتية اللأزمة, ولن يجدي نفعا الإعتذار لسنوات الضياع والحرمان..وحتى أن قبلنا نحن الإعتذار فسيثور الأموات من الأجداث وسينفضون من القبور وسيلعنون ثورة الموتى ضد أعتذاركم الذي تنون أن تقدموه لشعب الجنوب,فرجائنا لا تعتذروا اليوم.. [email protected]