المسيرة الشعبية في ردفان،التي أقيمت في ال4 من سبتمبر 2018م كانت رسالتها واضحة وجهت لللجهات المسئولة القائمة على الجنوب وهما الشرعية والتحالف لإيجاد حل عاجل لهذا الوضع المعيشي المتدهور،هذه الرسالة كانت واضحة بالحضور الشعبي الجماهيري الكبير الذي قدم من مختلف مناطق مديريات ردفان ومنهم من جاء من مناطق جبلية بعيدة دون أن يجبرهم أحد أو يدفع لهم شيء،القناعة الذاتية والخشية على مستقبل حياتهم من غلاء الأسعار والأنهيار الأقتصادي الذي ينذر بمجاعة وشيكة . ونسأل الله أن يجنبنا وقوعها تلك أسباب دفعتهم للخروج،المسيرة شهدت زخماً شعبياً غير مسبوق،لأن هدفها واضح وضوح العيان لكل الناس بإنها تحمل مطالب مجتمعية وكان الجميل والمثير للأعجاب أن المشاركين كانوا من نخب وشرائح وقطاعات عمالية وفئات مهمشة وعسكريين وشباب ،وكذلك وجود قوات الأمن لمرافقة المسيرة،إضافة إلى تحلي المشاركين فيها بالطابع السلمي رغم الحضور الكبير من الآلاف والغضب بسبب سؤ الوضع،لكون هناك حرص من قبلهم على المصلحة العامة ولم يتم حتى إجبار أصحاب المحال التجارية على إغلاق محالهم لقد بقي الأمر عادياً، الشباب من أبناء ردفان كلجنة تنسيقية الذين تنبوا الدعوة لإقامة هذه المسيرة كانت وقبل الإقدام على ذلك،قد توجهت إلى الشرطة والحزام الأمني للتنسيق معهم وكان هذا حرص كبير على الأنضباط، وتم توجيه إرشادات قبل المسيرة وتم نشرها عبر شبكات التواصل وكذلك ملصقات في الميدان دعت المشاركين إلى الحرص على الأنضباط وعدم الأعتداء على أي مصلحة عامة وخاصة أو أعمال فوضى لأن هذا غير مقبول والغرض من الخروج هو تقديم رسالة،بإننا رافضون لهذا الواقع المضنك لأن ردفان عندما تتحرك تمثل رقماً صعبا لأن تاريخها ثورة،وكان الهدف منها التعبير عن رأينا ويأتي تفاعلا مع المديريات الأخرى في المحافظات الجنوبية،كي تصل تلك الرسائل إلى تلك الجهات المسئولة لنقول لهم أن الأمر لم يتم السكوت عنه لأنه واقع معيشي مدمر لن يحدث بعده إلا المجاعة وعليكم أن تتخذوا خطوات عاجلة لإيقاف هذا التدهور كون هناك أناس لايملكون دخل يعيلون به أسرهم، المسيرة كانت ناجحة ولم أكن أتوقع أن تكون بهذا الزخم وكنت أشعر بالقلق من أي تصرفات عشوائية تؤدي إلى حدوث مشاكل لكن الحمد الله،بعض الأفراد المشككين عقب المسيرة وقبل حدوثها قالوا أن هؤلاء يتبعون جهة ما،وقالوا حزبية وكل ماقالوه كان مجرد كلام عابر لاينفع،لربما لم يعجبهم ماحدث من زخم،ومن خلال هذا الكلام أرادوا فقط أثارة القلاقل والمشاكل ولكن الواقع كان أكبر من تلك المحاولات كونه حق شعبي مجتمعي يطالب بالعيش الكريم وإيقاف شبح الجوع بدون تسييس،ماقيل من هتافات كما رآها البعض بأنها موجهه ضد التحالف،لأتؤخذ هذه نقطة ضعف أو مشكلة مثيرة،أرى الأمر عابر،فالتحالف هم يدركون الوضع وعلى دراية أن هناك وضع سيء وناس غاضبون . لاتمكنونا خيق بيق أيها البعض مطالب الشعب تخفيض سعر السكر والدقيق،مشت الأمور ولم يحدث هناك ماهو سيء،وفي النهاية كان الموقف والوضع هادئ والحركة طبيعية،ولا أعتقد إن الناس سيكتفون بذلك،قد يكون هناك تصعيد قادم وفق حسابات الواقع، فالحل يكمن في إيجاد الحلول العاجلة من قبل الحكومة الشرعية والتحالف وهم يستطيعون ذلك،فأمراض القلب والشعور النفسي بالقلق وغيرها تهدد الكثير من الناس وأنا واحد منهم،لأن القلق عن شيء مهم يخص الحياة من الأكل والشرب والخدمات الأساسية،نريد حلول لهذه الأشياء قبل أي شيء آخر،