المتابع للوضع الخاص بجنوب اليمن يجد نفسه في حيرة حقيقية في كثير من جوانب وزوايا تلك القضية التي تؤرق شعباً بكامله بعد اجتياح القوات العسكرية اليمنية لأراضيه في صيف 1994م ، وذلك بسبب كثرة المصطلحات التي يتم تناقلها بين أبناءه ونخبه السياسية منذ انطلاق ( ثورته السلمية ، حراكه السلمي ) في العام 2007 م . وسأتناول جانب واحد من هذه الاختلافات اللفظية التي نسمعها بشكل متكرر والتي تمثل الهدف الأسمى لشعب الجنوب والمتمثل ببسط سيطرته على كامل ترابه الوطني بحدود دولته التي كانت قائمة حتى صبيحة 22 مايو 1990 م. المصطلحات الرسمية ومدلولاتها الضمنية : يتبادر إلى مسامعنا ثلاثة مصطلحات لتسمية الدولة الجنوبية التي يطالب بها شعب الجنوب ، وليست المشكلة في التسمية بحد ذاتها ، ولكن في ما يتضمنه معنى كل منها ، فنجد المطالبة باستعادة دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وهي التي تعني تلك الدولة التي وقعت اتفاقية الوحدة المشئومة مع دولة الجمهورية العربية اليمنية ، وهذا يعني البحث عن سبيل فك الارتباط بين الدولتين اللتين أصبحتا دولة واحدة . وهناك أصوات قوية سمعناها وما زلنا نسمعها على مستويات شعبية ونخب سياسية تدعوا إلى الجنوب العربي على حدود ما قبل 22 مايو 1990 م وهو تسمية جديدة استمدت من وحي اتحاد الجنوب العربي و ثورة شعب الجنوب السلمية التي تدل على المطالبة باستقلال دولة ترزح تحت وطأة الاحتلال اليمني ، وتطالب بدولة جديدة تنبذ التطرف والإقصاء لأي منطقة جنوبية داخل الدولة الجنوبية المستقبلية. والتسمية الرسمية الثالثة التي تتكرر لدى مسامعنا هي جمهورية اليمن الديمقراطية ، وهي الدولة التي أعلنت في 21 مايو 1994 م أثناء حرب غزو الجنوب بدستور الجمهورية اليمنية ، وإن كانت دولة بتسمية جديدة إلا أن مدلولها الضمني يعني انفصال جزء من الجمهورية اليمنية وبالتالي فهي تدعو إلى انفصال لا إلى فك ارتباط أو استقلال . وإن كان الهدف في نهاية المطاف هو انعتاق شعب الجنوب من الجمهورية العربية اليمنية ونظامها إلا أننا يجب أن نكون أكثر تحديداً لما نطالب به ، ومن هنا أدعو القانونيين الجنوبيين إلى دراسة المصطلحات الشائكة التي تشتت المتابع للشأن الجنوبي ، لنصل إلى مصطلحات ثابتة ومحددة غير مطاطة ، يمكن أن تبنى عليها أهداف ثورة الشعب الجنوبي السلمية التي لم تحدِد إلا هدف يتيم هو هدف الانفصال أو فك الارتباط أو الاستقلال. مدير قناة عدن لايف السابق *خاص لعدن الغد