*سعيد الجعفري* اشعر بالاعتزاز لانتمائي ل "عدن الغد" بما تمثله من مساحة رأي لمختلف الآراء، والتعدد. ولفت انتباهي بهذا الخصوص مقال لمحمد البخيتي عضو مجلس الحرب للمليشيات الحوثية. لأنه لا يمكن بإي حال من الأحوال، القبول بفكرة ان المليشيات الحوثية، لها مجلس سياسي. حتى يكون محمد البخيتي عضو فيه يمارس العمل السياسي بمفهومة الحضاري. كأحد اشكال الديمقراطية، القائمة على التعدد الحزبي. حيث انه لا يوجد في الواقع. مايشير الي ان المليشيات الحوثية. تؤمن بالعمل السياسي القائم على التعددية والبرامج. واحترام الاختلاف ،والقبول بالديمقراطية. وغيرها من مفاهيم العمل السياسي. باعتبار هذه الجماعة تمثل مذهب طائفي، يحتكر كل شيء في سلاله معينة. ترى في نفسها انها صاحبة الحق الالهي ،في كل شيء. بما في ذلك الحكم. جماعة برنامجها الحقيقي، تقديس السيد المزعوم. وتؤمن بكل ما يقوله من هراء ودجل وتضليل. وفقآ لمعتقدات متشددة. لا تقبل النقاش، ولا تسمح بالاختلاف. جماعة تميل للعنف والإرهاب والتطرف في كل شيء شخصيا لا اجد فيها ما يجعلها تختلف. عن اي جماعة دينية متشددة، كالقاعدة او داعش. وعلى العكس من ذلك، فإنها تفوق هذه الحركات تطرف وعنف ودموية ،وتشدد طائفي ومذهبي. وحيث لا تمتلك هذه الجماعة اي برنامج سياسي. على اساسة يمكن ان تترسخ القناعات. لدى احد للالتحاق والانتساب اليها. كما يفعل كل من يريد ان ينتمي لإي حزب سياسي. فجماعة الحوثي لا تقدم نفسها على انها تيار سياسي حيث لا يوجد لديها اي برنامج سياسي او نظام داخلي . يحدد قواعد وشروط الانتساب اليها.وينظم التسلسل التنظيمي لهذه الحركة. لأنها بالإساس ليست حزب سياسي. ولايمكن ان تكون كذلك حتى في المستقبل. لإن ذلك يتناقض مع طبيعة تكوينها. كحركة دينة تعتقد انها تحتكر الدين والحقيقة المطلقة. في رموزها، الذين يفكرون ويقررون بالنيابة عن جميع أفراد المجتمع. باعتبارهم حد زعمهم ملهمون، وامتداد للوحي السماوي. الذي لم ينقطع بوفاة الرسول بل انهم ورثوا عنه عليه افضل الصلاة والتسليم. كل شيء بما في ذلك الوحي. وبالتالي فإن كل ما يخالفها هو الشر المطلق والزيف. الذي يستدعي الجهاد. الجهاد الذي على اساسه تخوص معاركها وتحشد مقاتليها الذين ترسلهم للجنة لتعود لاحقآ للاحتفاء بمقتلهم. والرقص على جثثهم. وتقيم الأعراس للابتهاج بأرسالهم للجنة. وغيرها من المعتقدات المتطرفة. الممتزجة بالخرافات. التي يستحيل معها الحديث عن عمل سياسي او حزبي. لأنه في نظرها فكر شيطاني غربي. يحتال على حق سماوي حسم امر الحكم في شخوص ورموز هذا المذهب. باعتبارهم من بيت النبوة. وعلى الرغم من كل هذا الدمار والعنف ومساحات الدم الذى تملأ خارطة الوطن بفعل حروبها. ليس لدى هذه الجماعة أي إحساس بالمسؤولية. عما حل بالبلد من نكبة ودمار. بسبب حروبها الكارثية. التي تؤمن بانه جهاد مقدس تحتفي فيه. وتكرس كل جهودها في الدعوة للموت كمشروع وحيد تجيد صناعته. وحين يطالعنا محمد البخيتي في وقت متأخر من ليل امس بالدعوة للتعايش ينسى هذا البخيتي بإن الشعب اليمني ظل متعايشا بما فيه الكفاية الي الحد الذي لم نشعر فيه اي فرق بين المذاهب. ولم نكن كشعب نفرق بين زيدي وشافعي، او غيرة. حتى جات جماعته التي انقلبت على السلطة، وسيطرت على العاصمة. وقبل ان يغادرها الرئيس كانت قد انتشرت المليشيات تشعل الحروب في المدن صواب مأرب والبيضاء وتتوسع في اشعال حرب. قالت عنها انها حرب ضد من صنفتهم بالدواعش. وهم بالأساس كل الشعب اليمني. ممن يختلف عنها في المذهب. ممن لم يكونوا مهتمين بالفرق بين المذاهب المتعددة ولا عن خلافات على ومعاوية ولا عن اي خلافات بين الصحابة. حتى جاءت جماعته لتعيد للأذهان تاريخ الزمن الغابر، وصراع لم يعد من المهم احياءه الان. وباتت ليل نهار تحي المناسبات الطائفية. وتضيف عليها المزيد من الطقوس الدينية. ومن ميزانية الشعب الذي يسحقه الجوع بسبب نهبها لمؤسسات الدولة والتمنع عن صرف رواتب الموظفين. بينما هي تطلع علينا كل يوم بمناسبة جديدة. يوم الولاية ويوم الاستشهاد. ويوم فاطمة وزينب وزيد بن علي والمولد والممات، وغيرها من المناسبات. التي ليس لدى احد مانع من ان تحتفي بها. فهذا شأنها لها مطلق الحرية فيما تعتقد. فقط لتدع الناس وشانها. ليس عليها ان تجبرهم للاحتفاء بها، والاقتناع مكرهين بكل تلك المعتقدات التي جعلت هذه المليشيات تحول المدارس. الي مؤسسات تتخلى عن واجباتها التعليمية. لتتحول الي مؤسسات طائفية. لنشر ما تطلق علية ثقافة الجهاد. ونشر الفكر الطائفي. بأحياء ما تسمية قيم علي والحسين وآل البيت وغيرها من المعتقدات. التي تبث مشاعر الكراهية وتنمى الأحقاد الطائفية وتجيز الجهاد على كل من يختلف معها. واليوم وبعد اربع سنوات من الحرب والدمار. بسبب ثقافة الجهاد المقدس. لهذة الجماعة ضد عموم الشعب. الغير ملزم باعتناق مذهبها. يدعونا محمد البخيتي الي التعايش الذي دمرته حربهم اللعينة للانتقام لعلي والحسين. من جيل لم يشارك بحرب ولت ومضت ولم يكن يتعمق في تفاصيلها بالأساس. ويبدو السؤال ساذجا، حين يسأل احد قادة الموت والدمار. في حرب قالت عنها بانها جهاد، لماذا لا تتوقف هذه الحرب. السؤال انتم يا محمد البخيتي حسنآ او ايه المجاهد محمد البخيتي كما تطلق على نفسك وعلى مقاتلي جماعتك من اشعل هذه الحرب. وانقلب على مؤسسات الدولة. وجاء بكل هذه النكبة. التي لاتزال انت تطلق عليها ثورة. انتم من يمتلكون الإجابة على هذا السؤال ومن غيركم سيطر على مؤسسات الدولة واحتجز الرئيس وحاصر الحكومة. ونهب وقتل ودمر وفجر منازل الخصوم ،ودور العبادة. واعتقل كل من يخالفه بالرأي. واغلق المواقع الاخبارية ،والصحف وبث الرعب والخوف. واعلن الجهاد على كل من يختلف معه بالمعتقد والمذهب واعتقل وقتل وسلب ونهب ودمر كل شيء. فعن اي تعايش تتحدث عنة الأن. بعد ان فشلت جماعتك، في ان تكمل النصر الالهي. الذي تدعيه وأوهمت مناصريها .بانها ستحرر القدس، كما حررت اليمن من ابنأها.ان التعايش الذي تطالب به الأن. يفرض عليك قبل ان تطالب به ان تلزم جماعتك. ان تعيد سلاح الدولة المنهوب وان تتخلى عن انقلابها وتسلم المدن وأن تتحول الي حزب سياسي، يمكن الحوار معه. وفق برنامج سياسي، خالي من الشحن الطائفي، ودعوات الجهاد والكراهية. وتكفير كل من يختلف معها في المذهب. سيكون بعد ذلك الحوار ممكنآ. حينما تأتي جماعة الحوثي وقد القت السلاح جانبآ. وسلمت سلاح الدولة الذي نهبته واعلنت انها ترحب بالحوار كحزب سياسي. وليس كدين تختزله في ذاتها