بعيدا عن السياسة، فصنائع المعروف التي تتفجر بين يدي الشيخ أحمد صالح العيسي يجب ذكرها عرفاناً بالجميل، وحتى لا يضيع المعروف وصانعيه بين الناس، رغم معرفتي بأن هذا المقال سيغضب الشيخ أحمد العيسي!، فهو يخفى حسناته كما يخفي أحدنا سيئاته، ولكن الحق يقال والإشادة بالمعروف وصاحبه، تجعل أشباهه يتقدمون ويتنافسون على فعل الخير والتفاخر به، فتعم الرحمة والإحسان بين الناس، حتى تصبح عادة لا يشعر صاحبها بأنه يقدم خدمة يبتغي منها الثناء، بل هو الواجب ونشر ثقافة التكافل الاجتماعي بين الناس. قصص المرضى والمحتاجين التي تصلنا حيث يكون الرجل، فالمرضى في بلد هو من يتحمل نفقة علاجهم وسكنهم، والجرحى والمرضى في بلد أخر هو من يمسح دموعهم ويداوي جراحهم، فكم من صاحب ملف محتاج أصابه الإرهاق وهو يبحث عمن يحمله عنه، حتى قادته قدماه إلى مؤسسة العيسي، وكم من فقير وأسرة مكلومة، لم تجد بعد الله سبحانه وتعالى إلا الشيخ أحمد العيسي يعينها على نوائب الدهر، فالعشرات من الأسر العفيفة لا يعلم بحالها إلا الله سبحانه وتعالى، تقوم مؤسسة العيسي بكفالتهم، وتقدم لهم ما يسترهم عن الحاجة للناس. في عدن يقوم وكيل أعماله الشيخ غسان العيسي بأعمال الخير على أكمل وجه، فعند زيارته في منزله تجد ديوانه مزدحم بأصحاب الحاجات، وهو يساعدهم قدر المستطاع، فتتعجب كيف يجد الوقت لكل ذلك، بين عمله وبين مساعدة الناس، ولكن كما قيل: وإذا كانت النفوس كبارا تعبت في مرادها الأجسام سألت الكثير ممن التقيته، عن أعمال مؤسسة العيسي ومساعدة الناس، فهذا قضى حاجته، وذاك سدد دينه، وهذا تكفل بعلاجه، وذاك شفع له عند المسئولين إلى غير ذلك من أعمال البر والإحسان التي لن تحتويها هذه المقالة القصيرة. والجميل في تلك الأعمال الخيرية هو التنظيم والترتيب، فعملهم يمشي على النظام والدقة، يساعد الشيخ غسان في ذلك مجموعة من الشباب الذين نذروا أنفسهم لمساعدة الناس، وعلى رأسهم الشاب النشيط طلال العيسي، فكل صغيرة وكبيرة تأتي من الشيخ غسان العيسي، والذي يتواصل مباشرة مع رجل البر والإحسان الشيخ أحمد العيسي حفظه الله تعالى، فيقوم شباب المؤسسة بترجمتها إلى واقع جميل يبث الفرح والسرور في وجوه الناس البسطاء، والغريب أن كل تلك الأعمال الخيرية تتم بدون أن يلزمهم احدا بذلك، بل هي طبيعة النفوس التي تربت على الكرم وفعل الخير، وقد كان للمؤسس الأول المرحوم الشيخ صالح العيسي رحمه الله الفضل بعد الله سبحانه وتعالى في غرس تلك الفضائل في هذه الأسرة الطيبة التي ورثت المجد والكرم وحب الخير كابراً عن كابر. وعن نفسي فأنا أيضاً ليس ملزماً بتوضيح ذلك الخير الغير معروف للناس، ولكني رأيت أن الحق والخير يجب أن ينشر ويعرفه الناس، فنعرف لأهل الخير والمعروف مكانتهم ومنزلتهم، ونشجع على نشر هذه الأعمال الخيرية حتى ينتشر الخير والتكافل والرحمة بين الناس.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.