كتب / صادق الرتيبي مع إشراقه كل صباح جديد بل قبل أن تلوح شمس الصباح ، يغادر مئات الطلاب منازلهم نحو المدرسة التي تبعد عن منازلهم ما يزيد عن ثلاثة كيلوا متر ،ينطلق مئات الطلاب مشيا على الأقدام وسط برد الشتاء القارص التي تلفح وجوههم ،يحدث هذا في المسيمير م/لحج ،فقرى سقامي وتربية والحجوف وحبيل القوبي وعسق وعسالمة جميع أطفال تلك القرى مضطرون للذهاب إلى المدرسة في إحدى المناطق المجاورة ،مع غياب مدرسة للتعليم الأساسي في منطقتهم . رغم أجسامهم التي لا تقوى على تحمل تعب السفر البعيد للوصول إلى المدرسة البعيدة أيضا إلا أنهم ملزمون لمواصلة التعليم ،أنهم فلذات الأكباد بين ضرورة مواصلة التعليم وبعد المسافة التي أرهقت أجسامهم التي لا تتحمل التعب والإرهاق الشديدين ،البعض من الطلاب وتحت ترغيب وترهيب الأهل يتمكنوا من مواصلة التعليم ،منهم من يغادر مقاعد الدراسة لعل بعد المدرسة ورداءة التعليم هما السببان الرئيسيان في المغادرة ،الأمر الذي يفاقم من ظاهرة التسرب من التعليم والارتحال إلى أعمال أخرى لمساعدة الأهل فمعضم الأسر التي توجد لديها أطفال يكونوا أدوات إنتاج داخل الأسرة عن طريق إشغالهم بمهام مختلفة تساعد من تحسين الوضع المعيشي للأسرة كبديل مناسب يراه الأهالي عن الالتحاق بركب التعليم . وتبقى حاجة الطلاب الملحة في توفير مدرسة للتعليم الأساسي لتحوي على الأقل الطلاب الصغار الذين لم يكن بوسعهم تحمل مشقة الذهاب إلى المدرسة البعيدة ،حلم يراود أهالي منطقة سقامي والقرى المجاورة لها كون تلك المنطقة أبناؤها الوحيدون الواقعون تحت الم المعاناة . فهمي وعبد الرحيم أخوين يدرسان في الصف الثالث ألابتدائي،في مدرسة ألعلفي ربما ما يزيد يدعن ساعة أو الساعتين من الزمن قد تكفي لكي يصلا إلى المدرسة بعد تعب شديد بمعية طلاب كثر من أمثالهما ينالون التعب والإرهاق على السوية،لكن من المؤسف بعد إن يقطعا مسافة ليست بالهينة لا يجدا تعليما بحجم الجهد المبذول للوصول إلى المدرسة سواء الشيء اليسير فيكونا قد تحملا مشقة السفر والحرمان من التعليم معا . فضل محسن علي والد التلميذين يقول : ل"لعدن الغد" همي الوحيد هو إن تكون في منطقتنا مدرسة للتعليم الأساسي فالمنطقة في حاجة ملحة للغاية لتلك المدرسة ،وناشد فضل محسن علي الجهات المعنية على مستوى المديرية والمحافظة إلى النظر لحاجة المنطقة وعلى رأسها توفير مدرسة للتعليم الأساسي ،يضيف فضل "لعدن الغد" بالقول :ابني الكبير بلال هرب من المدرسة والسبب غياب مدرسة في منطقتنا فقررت بأن ألحقته لرعي الأغنام بدلا من التعليم ،ولذا فاتا أعقد الأمل الكبير على ولدي الأخيرين لمواصلة التعليم . منطقة سقامي يوجد بها مدرسة مكون من ثلاثة فصول قديمة العهد ،هي الآن بدون أبواب و نوافذ حالها في وضع يرثى له مكتب التربية والتعليم كان من الأحرى فيه الاهتمام بتلك المدرسة أقل ما يمكن توفير معلمين للتدريس فيها الصفوف الأولية هذا ما يأمل إلية المواطن في تلك المنطقة . كل أبناء تلك المناطق يقبلون على التعليم بكل لهفة وشوق ،ففي الصباح تلاحظ أعدادهم بكثرة وهم يتجهون صوب المدرسة تلك الأعداد لم تكن فقط محصور على الأطفال بل تجاوز الأمر ذلك فا لفتيات هن بدورهن تحديهن الرغبة للالتحاق في ركب التعليم رغم جملة الصعوبات التي تواجهه الحركة التعليمية داخل منطقة سقامي والمديرية ككل . أخيرا ليس مستبعدا بأن يكون هناك معلمين مغفرين على حساب مدرسة سقامي ،هم من مناطق أخرى لكنهم محسوبين على مدرسة "بلاط الشهداء"والمنطقة محرومة من التعليم أساسا. فإلى متى ستستمر الحال على ما هي علية الآن ؟سؤال يتحمل مكتب التربية والتعليم في المديرية والمحافظة الإجابة علية .