أربعة أعوام على الحرب تكفله بإنهاك وإضعاف ماتبقى من هامش الدولة الوطنية في اليمن..اليمن المثقل بكل عوامل الانهيار والإنزلاق الى أتون يمن مجهول الهوية والجغرافيا.. وأطراف الصراع المتحاربة في اليمن يبدو انها تعاهدت على إضافة أربعة أعوام أخرى الى رصيد الحرب التي لايريد لها منفذوها وصانعوها وشركاؤها الإقليميين والدوليين ان تنتهي..واليمن لم يعد يمنا واحدا وإن تمسكه جبهة الشرعية اليمنية بمخرجات الحوار الوطني ومشروع الدولة الاتحادية..! ولم يعد اليمن يمنا واحدا وإن حاول الحوثيين الالتفاف على كل معطيات وحيثيات الواقعية السياسية في الشمال والتي تقول ان الخارطة السياسية في المستقبل لايمكن ان ترسم بدون وجود الإصلاحيين والمؤتمرين كشركاء أصلاء وإن طال أمد الانقلاب الحوثي..وكذلك هو الحال في الجنوب وإن لم تتبلور قوة سياسية منظمة تجابه القوى السياسية الشمالية..غير ان الأتجاة العام للجنوبيين مهيأ للانفصال عن الشمال متى ماأنتهت الحرب وأتى السلام الذي ينتظره اليمنيون في الشمال قبل الجنوب..وإن كان الجنوب والجنوبيين مستبعدون الى ألان من المشاركة في صناعة السلام الذي لا يأتي..! وأهداف الحرب تتفاوت مابين أهداف عاجلة وأهداف مؤجلة وتتقاسم نتائجها المتوخاة كل الأطراف على أرض المعركة..وفي تقديري ان الحرب ستطول أكثر بحسب كل المؤشرات التي تتصاعد قدما نحو المزيد من الدمار والاقتتال بغية الحصول على مكاسب اكبر واكثر في ظل اتساع رقعة الأطماع والمصالح والتي ليس لها حدود يمكننا معها القول انها ستتوقف عندها ولو على المدى المنظور! ومؤخرا برزت على سطح الحرب المشتعلة الكثير من التطورات التي تؤكد احتدام حدة الصراع ولعل أهمها عملية استهداف الحوثيين للقوات الموالية للشرعية في قاعدة العند الحصينة.. وإن لم تتضح بعد أبعادها ولصالح من تأتي خاصة وإن توقيتها في تقديري لايصب في خانة ومصلحة الحوثيين وهم يقوضون ماتبقئ من التزامهم باتفاق استكهولم في الحديدة والتي باتت مسألة فشلة كليا مسألة وقت تنذر باستئناف رحى الحرب..! والشرعية اليمنية عالقة مابين سندان الانقلاب الحوثي ومطرقة "الثورة المضادة"التي تحاربها وتقوض من شرعيتها ووجودها..ولازالت تحاول البقاء وتراهن على اقتناص الممكن اقتناصة من تباينات ابوظبيوالرياض..وإن كانت الرياض هي الملاذ الأخير للشرعية التي تحارب الحوثيين ولاتعترف بأي طرف خارج عن سلطتها كاالمجلس الانتقالي الجنوبي وقوات الحزام الأمني والنخب الحضرمية والشبوانية الممولة إماراتيا وكقوات حراس الجمهورية الموالية هي الأخرى للإمارات والتي لم تعترف بالشرعية منذ انتهاء تحالفها مع الحوثيين..! وإمام هكذا مشهد معقد ومليء بالتناقضات في معكسر التحالف العربي والشرعية المتحالفة معه تتعزز قوة الحوثيين المستمدة من ضعف خصومة في الداخل الذي يسيطر علية التحالف العربي والشرعية والتي باتت تحارب الحوثيين تارة وتارة أخرى تحارب أطرافا تندرج في إطارها وترى ان خطرهم عليها اكبر من خطر الحوثيين..بيد ان فرص السلام تتضاءل إزاء هكذا واقع لايتفق مطلقا مع مايريدة اليمنيون لا في الجنوب ولا في الشمال من السلام المنتظر الذي لايأتي ويبدو انة لن يأتي!