من بين الشيم الأصيلة للشعوب تمثل وقفات التصالح والتسامح وما تشمله من نشر لروح التفاهم والمحبة والإخاء قيم أصيلة لدى الشعوب التي تتوق لتعزيز نسيجها الاجتماعي وتعزيز عرى التفاهم لتصحيح مساراتها بدافع تجاوز عثرات الماضي وتهيئة للانطلاق إلى مستقبل مشرق يتماهى مع ماضيها التليد. وفي هذا السياق تدارك أبناء الجنوب ضرورة إعادة ترسيخ مبدأ التصالح والتسامح لتجاوز المحن التي أفرزتها الفتن الناتجة عن كيد المندسين الدخلاء على النسيج الاجتماعي الأصيل لشعب الجنوب خلال العقود السابقة ونفتت سمومها لتفتيت عرى المجتمع عبر تغذية الصراعات الفئوية للقوى التي انفردت بالسيطرة على ارض الجنوب. أدى مسلسل المؤامرات إلى مئالات كارثية على الجنوب أرضا وشعبا نتج عنها إضعاف عرى الأخوة وتشتيت الجهود وتعدد الو لاءات حتى أوصلتنا الانتكاسات المتتالية لتلك الفتن المدبرة إلى حالة الاستسلام إلى ما فرض علينا قسرا في حالة من حالات الهروب إلى الأمام وقبول وضعية الاحتواء والإقصاء والتهميش التي نعاني منها جميعا . ومن المفارقات المدهشة أن هناك من فقد حيائه ورشده ويلح على إذكاء نار الفتن ( عيان بيان ) بين أبناء الجنوب من خلال الترويج الخبيث والدس الحاقد ، واستدعاء ذكريات الثارات الجاهلية بين المناطق والأفراد لبث روح الفرقة بين أبناء الجنوب الذين توحدت مطالبهم باستعادة سيادة دولتهم وتجسيد متانة اللحمة الوطنية في ذلك الحشد المليوني المهيب في ذكرى الاستقلال ( الأول ) الموافق للثلاثين من نوفمبر 2012، وبذلك اثبت جماهير شعب الجنوب الواعية على ارض الواقع أنها لن تستدرج إلى مربع التفرقة والتشرذم مهما كاد الكائدون الذين استمرؤوا لعبة التفريق بين الأخوة أصحاب المصير الواحد فقد انفضحت أساليبهم وانكشفت ألاعيبهم التي مارسوها ( بأثر رجعي ). فمن يدعو إلى عدم التسامح لا يمكن أن يصدق في ادعائه انه وحدوي !!! ومثل هذه المواقف لأبناء الجنوب تشكل دليل راسخ على إن أبناء الجنوب قد تجاوزا عهد الفتن والدس والوقيعة وغيرها من الأدوات الرخيصة التي تتقمص طوية أصحاب النفوس الخبيثة ومن والاهم من ممتهني سياسة الدس والوقيعة ، ويسخروها لتمديد فترة التسلط والتسيد على أبناء الجنوب الأحرار ؛ ما أدى إلى إحداث صدمة لدى "المتسلطين " والمراقبين في الداخل والخارج وتغيرت نظرتهم وخطابهم مع القضية الجنوبية . وهذه دعوة لكل الجنوبيين لتأكيد موقفهم الوطني الراقي من خلال المشاركة في المسيرات المليونية التي ستشكل البنيان المرصوص التي ستنهار على جدرانه تلك المؤامرات والدسائس تجسيدا لمبدأ التصالح والتسامح التي يدعو لها ديننا الحنيف. وأخيرا.... سقطت المؤامرة وارتفعت راية انتصار الشعب.