نبدأ استعراض الصحف البريطانية الصادرة يوم السبت من صحيفة فاينانشيال تايمز التي تطرقت في إحدى تقاريرها إلى الشأن الإسرائيلي الداخلي، مع اقتراب الانتخابات العامة المزمع إجراؤها يوم 22 يناير/ كانون الثاني الجاري. وتقول فاينانشيال تايمز إن صعود "النجم السياسي" نافتالي بينيت - زعيم حزب البيت اليهودي ذي التوجه اليميني - "يسلط الضوء على نزوح إسرائيل الطويل إلى اليمين". وتصف الصحيفة، في تقرير لجون ريد مراسلها في القدس، بينيت بأنه "النجم الأسرع صعودا" في الحياة السياسية الإسرائيلية. وتشير الصحيفة إلى أنه بينما ينتقد المجتمع الدولي بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء وزعيم حزب الليكود اليميني، بسبب خططه لتوسيع أنشطة الاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة، فإن بينيت يدعو بصراحة لضم المنطقة ج إلى إسرائيل. ويقول بينيت إن الفلسطينيين المقيمين في هذه المنطقة سيصبحون مواطنين إسرائيليين ويتلقى حزب بينيت دعما من أحزاب يمينية أخرى بينها أحزاب بالائتلاف الحاكم الذي يتزعمه الليكود، بحسب فينانشيال تايمز. وفي دليل على صعود الحزب، تقتبس فاينانشيال تايمز نتائج استطلاعات رأي حديثة تشير إلى أن البيت اليهودي سيحل ثالثا في الانتخابات بعد حزبي الليكود والعمل. وترى الصحيفة أن "صعود حزب البيت اليهودي يعكس تحولا ثابتا وطويل الأمد داخل المجتمع الإسرائيلي إلى اليمين وسط رؤى تزداد تشددا بشأن الأمن." وتقول الصحيفة "الإسرائيليون الليبراليون متخوفون من صعود الحزب في وقت يساور القلق كثيرين من أن عزلة بلادهم تزداد، وأن آفاق التوصل سلميا إلى حل الدولتين تتضاءل." مليونية باكستانية
وفي شأن آخر، تناولت صحيفتا الغارديان والاندبندنت دعوة عالم دين في باكستان لمظاهرات مليونية يوم الاثنين بالعاصمة إسلام آبادا للمطالبة بإصلاحات ديمقراطية قبل الانتخابات المزمع إجراؤها في فصل الربيع ومن شأن هذه الانتخابات إذا تم إجراؤها أن تكون أول انتقال ديمقراطي للسلطة. وقال عالم الدين طاهر القادري إنه يعتزم تحويل إسلام آباد إلى ميدان التحرير، الذي أصبح رمز الثورة المصرية، بحسب الغارديان. ونقلت الصحيفة عن القادري قوله "الموضوع ليس الذهاب ليوم واحد ثم التفرق. سنعتصم هناك حتى تلبى مطالبنا كي يتم ضمان انتخابات عادلة ونزيهة وحرة من كل الممارسات الفاسدة."
ويصر القادري عأن كل مطالبه يمكن تلبيتها بدون تأجيل موعد الانتخابات المقرر أن يتم الدعوة إليها بعد نهاية ولاية الحكومة الحالية خلال شهرين، بحسب الغارديان. وذكرت الصحيفة أن الحكومة، بقيادة حزب الشعب الباكستاني، أمضت أياما للتوصل إلى طرق مبتكرة لإحباط خطط القادري. أما صحيفة الاندبندنت فنقلت عن القادري قوله إنه يهدف إلى "التخلص من الديكتاتورية الانتخابية"، مضيفة أنه يصف نفسه بأنه "إصلاحي سياسي". ويقول القادري "أريد فقط وضع الديمقراطية الحقيقية على الطريق. من الكذب المحض القول بأني أريد عرقلة الديمقراطية." ومضى قائلا "لدينا برلمان من المختلسين والمتهربين من الضرائب ومجرمين آخرين. منتهكو القانون هؤلاء هم واضعو القوانين." وأردف "هذه الحكومة لم تستطع تحقيق أي شيء للشعب، لا قضاء على الإرهاب، لا شيء. الشعب منحهم فترتهم الكاملة في مواقعهم. يا لها من مزحة." وتقول الاندبندنت "كثيرون يتهمون القادري بأنه واجهة مخطط للجيش من أجل تأجيل الانتخابات إلى أجل غير مسمى، وتشكيل حكومة غير منتخبة من التكنوقراط يختارها جنرالات الجيش." وتضيف الصحيفة أن هؤلاء "يرون كذلك أنه مدعوم من الغرب الذي يتخذ صف الجيش الباكستاني واسع النفوذ لتسهيل الخروج المرتقب لقواته من أفغانستان." وتشير الاندبندنت إلى أن القادري يتبع الفكر الصوفي في الإسلام، وأنه يعارض الإرهاب والتفجيرات الانتحارية، وانتقل إلى كندا في عام 2006 قبل أن يعود الشهر الماضي إلى باكستان. "رجل أوقع أمّة"
وفي الشأن الداخلي البريطاني، كان ثمة موضوعان بمثابة العامل المشترك في تغطية الصحف الصادرة يوم السبت أولهما الكشف عن تقرير الشرطة الذي يوثّق الانتهاكات الجنسية التي ارتكبها جيمي سافيل المذيع والفنان الراحل الذي كان يعمل في هيئة الإذاعة البريطانية. وفي عناوينها جميعا، وصفت صحف الدايلي تليغراف والاندبندنت والغارديان والتايمز، سافيل بأنه "الرجل الذي أوقع أمّة"، وذلك اقتباسا عن تصريح لضابط الشرطة الذي قاد التحقيق. ثاني الموضوعات التي نالت اهتمام كافة الصحف البريطانية هو الكشف عن أول لوحة رسمية لكيت ميدلتون، دوقة كمبريدج، زوجة الأمير ويليام. تباينت آراء النقاد بشأن لوحة كيت ميدلتون وأبرزت الصحف الجدل الذي ثار بشأن اللوحة، التي تم الكشف عنها في المعرض الوطني للوحات بالعاصمة لندن ففي عنوانها عن الخبر، قالت الدايلي تليغراف "على الأقل زوجها معجب بلوحة الدوقة". واتبعت ذلك بعنوان فرعي: "يصف اللوحة بأنها جميلة بينما يراها بعض النقاد مروعة ومملة." وفي اتجاه مماثل، ذهبت صحيفة التايمز التي تساءلت في عنوانها "مدهشة ورائعة أم ميتة؟"، مضيفة في عنوان ثان "اللوحة تثير إعجاب الزوجين الملكيين لكن تقسّم النقاد." بدورها تقول الغارديان في عنوانها للخبر "كيت تقول إنها رائعة. والنقاد يعارضون."