نحن نعاني ثقافة الازدراء في كل تفاصيل حياتنا، وعلى الأصعدة كافة ، فرغم اعتلاء الثقافة الدينية وجه المجتمع والتي تمثل القيم والأخلاق السامية وتأسس قبول الآخر وروح التعايش والمحبة والسلام؛ إلا أنها تظهر كقشرة و تغيب كجوهر في الممارسات الفعلية بين أفراده. إن الثقافة الأخلاقية لدينا تقتصر على التنظير والخطابات والأضواء وخاصة في هذه المسألة، لتخفت وتتلاشى مع أول صدام حقيقي مع الواقع، فنخلع زيف الكلمات الرنانة التي نتشدق بها لنبذ هذه الآفة، لنرتدي حقيقة عقدة الازدراء. نعاني ازدراء لَوْني يجعل للأبيض فضلاً على الأسود بخصائص بعيدة عن تعاليم ديننا وسمو إنسانيتنا، نعاني ازدراء نَسَبي وانتمائي من الكل ضد الكل، نعاني ازدراء مذهبي وثقافي بل وحتى في التخصصات والوظائف والأعمال أيضاً من الكل ضد الكل. لن تقوم لنا قائمة طالما لم نصل لقناعة أن كل منا يشكل خلية لاتقل ولاتزيد أهمية عن بقية الخلايا في جسد مجتمعنا وأمتنا خاصة، والإنسانية عامة.