كنت ممن يعتب على الإنتقالي حجم التواجد المؤتمري ضمن دوائره وصفوفه وقلتها صراحة أن أي تسامح مع أحزاب الإحتلال هو بمثابة خيانة لدماء الشهداء ، ولكن تبين لي مؤخراً أن الأنتقالي كيان الوطن الجنوبي كافة ، ليس كيان الحراك الجنوبي فقط بل هو كيان كل الجنوب ومن كان جنوبي مؤمنا بعدالة القضية الجنوبية فهو مرحب به في المجلس الأنتقالي بغض النظر عن ماضيه في الجنوب فالثورة الجنوبية تجب ما قبلها والوطن يفتح أذرعه لكل تائب من أبناءه. أنها الروح الوطنية العالية والإحساس بالمسؤولية تجاه هذا الشعب ، لقد أخذ الانتقالي درسه من الماضي ولا يريد إعادة تجربة 1968 في الجنوب وتصفية كل المختلفين معه وغير المقنعين بعد بمشروعه ، الإنتقالي يقول الجنوب يتسع لكل ابناءه ويشمل ذلك الإصلاحي والمؤتمري والناصري وكل التيارات ما دام نصرة القضية الجنوب هدف الجنوبي من أي خلفية سياسية أو جهوية كان ، من كان يريد العمل للجنوب فهو مرحب به ولا يشترط أن يكون انتقاليا فالإنتقالي ليس حزب حاكم أو مسيطر بل هو حارس أمين لمكتسبات النصر الجنوبي وهو من الشعب وإلى الشعب. إنه مشروع وطن ، لا تفرقة لا حزبية لامناطقية ولا قروية أو قبلية في صفوف الانتقالي ، إنه التصرف المستمد من قوله صلى الله عليه وسلم وهو يخاطب من حاربوه وتعرضوا له بشتى أنواع الأذى في مكة : اذهبوا فأنتم الطلقاء ! في عز قوة المسلمين وفي أشد ضعف المشركين وسيوف المسلمين مسلطة على رقابهم تنتظر أمر الحبيب بالإجهاز عليهم فيصدر العفو المحمدي عليهم ليكون سنة للمسلمين من بعد وهو العفو عند المقدرة . واليوم في الجنوب يطبق الإنتقالي هذا الدرس النبوي العظيم فيقول للجميع في الجنوب أن الجنوب للجميع دون إستثناء فمن أراد العودة لأحضان الوطن وترك أحزاب صنعاء ومأرب فأهلا به جندي في صفوف الوطن ، اليوم يكمل الجنوب نصره العسكري التأريخي بنصر سياسي مؤزر وها هو الإنتقالي اليوم في كل محافظة ومديرية وقرية في الجنوب وقادته اليوم يجوبون العالم لتثبيت ركائز العمل الدبلوماسي للوطن الجنوبي القادم.
أنها مرحلة حساسة في تاريخ الجنوب ، لا مكان للعواطف اليوم ولا مكان للمحاباة فمن كان في صف الجنوب فأهلا به ومن كان متمسك بأحزاب صنعاء والمشاريع التي تنتقص من تضحيات الشعب فلا عزاء له وسيلعنه التأريخ بوصفه خائن للجنوب ودماء شهدائه ، لم يضحي ألاف الشهداء الجنوبيين لأجل الهدف القاصر الذي ننظر به الآن وهو نصب المشانق للمؤتمر والإصلاح ، لنرفع النظارة الاشتراكية من أعيننا وننظر لحقيقة الأمر لقد ضحى هؤلاء الشهداء الأبرار للإنتصار للجنوب وإقامة دولته وهو هدف عظيم تسقط أمامه كل الحسابات الحزبية والسياسية الضيقة والمعيار اليوم هو الجنوب والقضية الجنوبية ، الجنوب يتسع للجميع دون إستثناء.