كيف استطاع الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من إخماد النار من تحت الرماد بعد إجراء فحوصات طبية دورية في جنيف؟! وهل حقا سافر لهذا الغرض في خضم حراك سلمي متصاعد في بلاده الجزائر؟! اعتقدت الأنظمة المعادية للجزائر وإعلامها الهدام إنه خرج ولن يعود. غادر إلى غير رجعة هاربا من غليان يشهده شارع وطن المليون شهيد, أو يموت ومن بعده يحنط الوطن بأيادي الجماعات التي ترضع فكر التشدد والتعصب والخراب من دولة قطر كما حدث لليبيا وسوريا واليمن, فما الذي منع من أن تصبح الجزائر مثلهم؟! إنها ديمقراطية النظام في جمهورية الجزائر الديمقراطية الشعبية إلى جانب كونها دولة نفطية. فقد كانت ليبيا نفطية وسوريا نفطية والعراق نفطية لكن أنظمتهم لم تكن ديمقراطية, بل كانت ديكتاتورية شمولية اقصائية قمعية مثلهم مثل اليمن بنكهة التزمت والغطرسة والتجبر, لا تراعي مصالح شعوبها ومصالح الغير. فثارت شعوبهم بما يسمى الربيع العربي وضربت من الداخل بجماعة الإخوان المسلمين المعادية للتقدم والتطور ففرخت تنظيمات وحركات إرهابية مستغلة غياب التنظيم الثوري وإهمال التخطيط لضمان المصالح للشعوب وللدول الشقيقة والصديقة. بمعنى أن تلك الأنظمة كانت ثورجية متطرفة, الأمر الذي نشاهده الآن في النظام الإيراني القمعي الذي يفتك بأي حراك أو حركة إصلاحية مما يبشر بأنها ستلقى نفس مصير نظام القذافي وعلي عبدالله صالح وصدام, إلا في حال تجاوب مع مطالب الشعب ولبى مصالح الغرب وتخلى عن برنامجه النووي. فهذا نظام بشار وبتأثير روسي بدأ يتجاوب مع مطالب الشعب ويلبي مصالح الآخرين.
بوتفليقة أدرك أهمية الحفاظ على مصالح شعبه في التغيير والإصلاحات ويهتم بتوجيههم وإرشادهم ومساعدتهم في تحقيق أهدافهم, كما أدرك أهمية ضمان مصالح الغير في بلاده وعدم المساس بالعلاقات القائمة. حمل حقيبته في رحلة إلى أقرب مركز أوروبي وأممي ألا وهو جنيف لتمتين الصداقات وتوطيد العلاقات سواء في وجوده أم في وجود رئيس منتخب غيره ويجري التعاون المتبادل على جميع المستويات وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب. فالجزائريون يسمون احتجاجاتهم الشعبية بالحراك السلمي أسوة بالحراك السلمي الجنوبي, أخذوا من تجربتنا. حراكهم شعبي ويضم جميع الأحزاب والقوى السياسية ومع ذلك متفقون يلتفون حول رئيسهم الذي أعلن بصريح العبارة أنه معترف بهم ويتفهمهم, وعلينا أن نأخذ من تجاربهم في ذلك وفي بناء الوطن. وأدعو مكونات الحراك السلمي الجنوبي والقوى السياسية الجنوبية إلى الاصطفاف حول المجلس الانتقالي الجنوبي والرئيس عيدروس قاسم الزبيدي لا غير. والذي يدعون إلى غير ذلك إنما يخرجون عن الإجماع الجنوبي وأهدافهم, ولا يصح الاصطفاف حول أي رئيس يمني أو تحقيق مشاريع وأهداف يمنية.