اللي ما يشوف من الغربال اكيد اعمى .. وغربال دولة الشرعية في اليمن برئاسة عبدربه هادي مفتوح على الاخر لا يخفي فضيحة ولا يسد وجها او صورة .. هزائم عسكرية في كل مكان.. وخذلان متعمد لأي مقاومة قبلية او شعبية في عموم محافظات الشمال مع ان دول التحالف كانت تعول على المقاومة الشعبية والقبلية من الداخل بعد ان عجز جيش المقدشي وعلي محسن الاحمر هزيمة الانقلابين في شمال اليمن ..ولعل سقوط صرواح بتلك السهولة المخزية وخذلان جبهة حجور- مؤخر- كانت كافية لاهماد اي مقاومة قادمة او حتى مجرد التفكير بحمل السلاح ومواجهة مليشيات الحوثي الذي اثبتت قدرتها وتماسك جبهاتها بالسيطرة على شمال اليمن وشراء ولاء القبائل وضباط الجيش والحرس الجمهوري وجزء فاعل من ضباط ومسئولي الشرعية نفسها بكل تاكيد ..
بالاضافة لفساد تفوح رائحته في كل مكان .. وانهيارتام لاقتصاد البلاد بعد ان سيطر الفاسدون والمتنفذون على مؤسسات الحكومة الشرعية بما في ذلك البنك المركزي وشركة مصافي عدن وشركة النفط والمؤسسات الفاعلة الاخرى ..
.. والرئيس عبدربه هادي مايزال نائما في العسل يلهج ويعد ويتوعد (بالمرجعيات الثلاث ويتبعها حلم الاقاليم السته ) و ينتظر معجزة كبرى تحقق احلامه تلك وتطير به الى كرسي الرئاسة في القصر الجمهوري بصنعاء،، ولو انه و حكومته وضف جزء من المال والجهد والخبث والديمومة التي وضفوها ضد المجلس الانتقالي الجنوبي وضد شعب الجنوب طيلة الفترة الماضية لكانت المعادلة قد تغيرت بكل تاكيد.
الواقع يقول انه من الصعب بل من المستحيل هزيمة الحوثيين عسكريا وحسم الصراع معهم بالقوة لان التحالف استند على الشرعية (النائمة) التي ينخر جسدها حزب الاخوان المسلمين ويقود عساكرها رجل مثل علي محسن الاحمر او المقدشي فتستنزف دول التحالف دون تحقيق اي تقدم واي فائدة بعد مضى اربع سنوات من الحرب وبالتالي فالمفروض على دول التحالف البحث عن حليف جاد وصادق في حربه مع الحوثيين والارهابيين التي تدل كثير من الادلة والمعطيات ان مصدرهم مارب ومعسكرات الشرعية الاخرى ايضا .. والواقع يقول ان هناك استجابة اقليمية ودولية لمطالب شعب الجنوب الذي حسم امره وحقق نصره مبكرا باقصر وقت واقل تكلفة لا يمكن تجاهلها او القفز عليها فهي مسالة وقت لا غير وان الاعتراف بحق الجنوبيين بالاستقلال وتقرير مصيرهم وبالمجلس الانتقالي ممثلا لشعب الجنوب بات ماثلا للعيان لا ينكره احد بعد ان اصبح عيدروس الزبيدي رئيس المجلس وقادته الاخرين يستقبلون استقبال الفاتحين في الداخل والخارج .. وبين هذا وذاك تفقد دولة الشرعية برئاسة عبدربه هادي شرعيتها و مصداقيتها امام الشعب في الشمال والجنوب وامام دول الاقليم والعالم اجمع وبالتالي فان البساط يسحب من تحت هادي وحكومته ولعل خروجها من المعادلة بات مطلبا ملحا وجزء من الحل السياسي لإنهاء الحرب في اليمن. لقد اصبح بقاء هادي وحكومته مكلفا ومحرجا لدول التحالف التي لم يعد بمقدورها خوض المزيد من المغامرات مع هؤلاء اومن اجلهم.. وانهاء الحرب في اليمن اصبح مطلبا شعبيا واقليميا وعالميا لابد منه .. وبالتأكيد فان كل المؤشرات والشواهد تؤكد ان هادي وحكومته سيحمل عصاه ويرحل فليس لوجودهم مكان ولا احقية تذكر فقد اضاعوا فرصا لا يمكن تعويضها ابدا واضاعوا وطنا وشعبا كان الاجدر بهم ان يضحوا من اجله كما ضحى ابناء البسطاء الاوفياء ..