يستغرب البعض ما سر اهتمام روسيا المفاجئ بعدن بعدما غادرتها عام 1990 وما الذي يدفع الولاياتالمتحدة للاهتمام بذلك الموقع الاستراتيجي الفريد وكذلك ذلك الاهتمام البريطاني وسعيها للعودة لمستعمراتها السابقة وحتى الألمان مهتمين ولعلنا نستذكر ما قاله ذات يوم سفير المانيا "العين على عدن " اضافة الى اهتمام غير عادي من الصينبعدن وما السر وراء الاهتمام الذي لا نعلمه بهذا الموقع الاستراتيجي الفريد ، لا تفسير لذلك الا لو عرفنا من هي هونغ كونغ احد اكبر اقتصادياتِ العالم الذي يصل ناتجه الاجمالي لما يقارب 414 مليار دولار احد اهم المكاسب التي أضيفت للاقتصاد الصيني بعد استعادتها من المستعمر البريطاني عام 1997 واحد اهم الأسباب التي جعلت من المارد الصيني ثاني اكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة وكيف تسعى الصين اليوم بكل قوة لضم تايوان ذات الناتج الاجمالي الذي يصل 566 مليار للسيادة الوطنية الصينية الذي بكل تأكيد ستجعل من الصين اكبر اقتصاد في العالم على وجه المعمورة متفوقة على الاقتصاد الامريكي بل الاقتصاد الاوروبي وحتى لو عرفنا كم هو ناتج سنغافورة الصغيرة جدا الذي يقارب ال 311 مليار جاعل سكان جزيرة سنغافورة من اعلى شعوب العالم دخلا ورفاهية من خلال استثمار موقعها الاستراتيجي ، بل حتى دبي افضل نموذج اقتصادي وتجاري في المنطقة تحقق 106مليار سنويا . كل هذا جعل العيون تتجه لموقع استراتيجي اهم من تلك الجزر والمدن فتح عيون روسيا وأمريكا و تركيا وألمانيا وايران والصين وحتى بريطانيا على عدن الذي يقول قائل ان ابناء عدن لم يقدروا النعمة التي هم عليها ولم يفهموا انه من خلال استثمار الموقع ستتحقق طفرة ونمو اقتصادي ضخم يفوق ما تحقق في تلك الجزر ، ليتحركوا اليوم بما لديهم من مال يريدوا استثماره في عدن ليعود عليهم مرة اخرى ، فالعين على عدن قالها صراحة السفير الألماني ذات يوم وهو لم يقلها استعباطا وعن عدم دراية بل عن معرفة توجهات حكومته التي دخلت في منافسة قوية مع اقطاب دولية لانتزاع موطئ قدم في عدن ومواقع استراتيجية ذات بعد اقتصادي في العالم ، فالاقتصاد هو عنوان قوة الكبار وكل ما كان الاقتصاد قوي ومتين كانت الدولة وحكومتها ومواطنيها كذلك . فألمانيا تدرك خطر التقدم والغزو الصيني وسيطرته على مجمل التجارة العالمية وتواجده الذي يتوسع باتجاه مناطق عديدة في العالم من خلال الاستثمارات الضخمة وهو ما يحصل في القارة الافريقية التي خصصت الحكومة الصينية اكثر من ستين مليار دولار لدعم مشاريع البنية التحتية في القارة الافريقية خصوصا بالأخص في اثيوبيا والسودان وأوغندا وتنزانيا ..الخ فكان مما لابد على المانيا التحرك ايضا لأخذ موطئ قدم في عدن ، وكذلك تركيا التي تجد نفسها صاحبة الحق التاريخي الأقدم ( الامبراطورية العثمانية ) في عدن واليمن عموما ونجاحها الاقتصادي الباهر الذي جعل من تركيا احد اكبر عشرين اقتصاد في العالم تدرك اهمية التحرك والبسط وايجاد موطئ قدم لها خارج الحدود التركية ان ارادت استعادة بعض أمجادها الغابرة من خلال الاقتصاد والمنافسة العالمية . اما بريطانيا فهي حتى وقت قريب صاحبة الامتياز الحصري في عدن فكل المنشآت الاقتصادية والعمرانية الموجودة حتى اليوم هي من صنع بريطانيا العظمى التي بعد خروجها من الاتحاد الأوربي قد تخسر كثيرا من حجمها الاقتصادي ولابد من الخروج من قوقعتها وموقعها في اوروبا الذي سيؤثر على حجمها الاقتصادي وتراجعها المستمر من ثالث اكبر اقتصادي في العالم الى الخامس و ربما السادس عالميا وخصوصا بعد فقدانها العديد من مستعمراتها الغنية كهونغ كونغ ، اصبح مما لابد من العودة من خلال الاستثمار في عدن البكر التي لم يستطع اَهلها وسكانها طيلة خمسة عقود من التحرير والاستقلال القيام بما يحقق الغاية التنموية وتحقيق الطفرة الاقتصادية والرفاهية لسكانها ، حتى روسيا كانت تحلم بالمياه الدافئة وهو ما دفعها لاستخدام القوة العسكرية في سوريا وكان لها ذلك الا انها تجد منافسة دولية من الولاياتالمتحدة المتواجدة في جزء من سوريا وكذلك تركيا وإسرائيل أخذت جزء وايران تسيطر على اجزاء . اما الصين حاولت وتحاول منذ سنوات الدخول لعدن من خلال اقامة بعض المشاريع التنموية في الكهرباء والطرق والتعليم الفني الا ان كل المحاولات لم تحقق نتائجها المرجوة ولم تستطع العمل وانجاز شيء وما تزال تحاول على استحياء عَل وعسى ان تتحرك في قادم الايام . الكل يبحث عن مصلحته الخاصة ولا شيء غير ذلك ، الا ابناء البلد من المسؤولين لا يريدوا ان يفهموا انهم يعيشوا على ارض خصبة وكنز قد يحقق كل سبل العيش الكريم والتنمية الحقيقية و الحياة الرغيدة والرفاهية لسكانها وللبلد .