قتلت القوات العراقية أربعة على الاقل يوم الجمعة خلال اشتباكات في مدينة الفلوجة مع محتجين سنة في تصعيد للاضطرابات ضد رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي. وقال شاهد من رويترز في الموقع ان القوات فتحت النار في باديء الامر في الهواء لتفريق المحتجين لكن في وقت لاحق أطلق بعض الجنود النار على المحتجين الذين اقتربوا من عرباتهم العسكرية وأضرموا النار في احداها. وكانت هذه أعنف أعمال عنف منذ ان نزل الاف المحتجين السنة الى الشوارع في اواخر ديسمبر كانون الاول للاحتجاج على ما يعتبرونه تهميشا للاقلية السنية في العراق مما صعد مخاوف من انزلاق العراق الى صراع طائفي أوسع نطاقا. وتعقد أعمال العنف التي وقعت الجمعة من جهود المالكي لانهاء الاحتجاجات حيث تتفاوت المطالب من تعديل قوانين الارهاب التي يرى الكثير من السنة انها تستهدفهم الى مطالب أكثر تشددا باستقالة المالكي. وقال مسؤولون انه بعد ان احتشد الالاف لصلاة الجمعة في الفلوجة وهي مدينة تقطنها غالبية سنية على بعد 50 كيلومترا شمالي العاصمة بغداد اندلعت الاشتباكات حين القى الجيش القبض على ثلاثة محتجين وحاول آخرون قطع طريق رئيسي. وقال مصدر في مستشفى لرويترز "الحصر النهائي يظهر ان لدينا ستة قتلى و52 جريحا." وذكر ان أربعة على الاقل ماتوا بطلق ناري لكن لم يتضح كيف مات الاثنان الاخران. وبثت قناة تلفزيونية محلية لقطات للمحتجين وهم يقتربون من العربات العسكرية ويلقون الحجارة وزجاجات مياه بينما حاولت قوات الجيش ابعادهم باطلاق النار في الهواء. لكن أظهرت لقطات جنديا واحدا على الاقل وهو يصوب سلاحه نحو المتظاهرين. وقال عزيز نزال وهو مصور أصيب في يده انه كان يريد ان يرى العربة المحترقة حين بدأ الجيش يبعد المتظاهرين وحين لم يفلح فتح الجنود النار على الناس. وبعد مرور عام على انسحاب آخر جندي أمريكي من العراق ما تزال التوترات الطائفية تقف عند حد بعد ان عاش كثيرون أوج الصراع الطائفي بين الشيعة والسنة الذي قتل فيه عشرات الالاف عامي 2006 و2007 بعد سنوات معدودة من الغزو الامريكي للعراق. ومنذ سقوط الرئيس العراقي الراحل صدام حسين قبل عشر سنوات يشعر عدد كبير من العراقيين السنة ان القيادة الشيعية الجديدة في البلاد تهمشهم ويرون ان المالكي يستحوذ على السلطات على حساب الاقلية السنية. واندلعت الاحتجاجات اواخر ديسمبر حين اعتقلت السلطات العراقية الحرس الخاص لوزير المالية السني لتهم متعلقة بالارهاب في خطوة يرى كثيرون من السنة ان دوافعها سياسية. ويقول مسؤولون انها ببساطة مسألة قضائية. وتركزت الاضطرابات في محافظة الانبار وهي محافظة صحراوية شاسعة تشكل ثلث اراضي العراق غالبية سكانها من السنة يعيشون في بلدات على طول نهر الفرات. وشهدت الفلوجة التي كانت معقلا لمعارك القاعدة ضد القوات الامريكية واحدة من أسوأ المعارك التي دارت في المناطق العمرانية خلال الحرب التي قادتها الولاياتالمتحدة. وخلال احتجاجات الجمعة التي شارك فيها الاف في الفلوجة رفع البعض علم العراق خلال حكم صدام وأيضا العلم الاسود لدولة العراق الاسلامية جناح القاعدة في العراق. وتشكل الاحتجاجات تحديا لحكومة المالكي الهشة المقسمة بين الشيعة والسنة والاكراد التي تعيش أزمة حول كيفية اقتسام السلطة منذ تشكيلها قبل عامين. وافرجت السلطات عن نحو 1000 محتجز في مسعى لنزع فتيل الاحتجاجات. ويدعو زعماء سنة معتدلون الى تعديل قانون مكافحة الارهاب وفرض قيود على الحملة التي تستهدف الاعضاء السابقين في حزب البعث في عهد صدام والافراج عن مزيد من السجناء السياسيين بموجب قانون للعفو. اما الزعماء الاسلاميون الاكثر تشددا ورجال دين فيطالبون باستقالة المالكي بل ويطالبون بمنطقة سنية تتمتع بحكم ذاتي في الانبار. من كمال نعمة