في عصر السماوات المفتوحة عصر الثورات التقنية والعلمية المتوالية التي تعزز التواصل والاتصال الفردي والجماعي بين الشعوب وتجعل من العالم قرية صغيرة واحدة في عصر العولمة والانفتاح والتلاقح والتكامل بين العقول والقلوب ابتدع لنا نظام الفصل العنصري في فلسطين العربية المغتصبة جدار الفصل العنصري سيئ السمعة والصيت وعلى يد أحد أكبر الجزارين المتوحشين فيه وهو اريك شارون وبذلك استن سنة معاكسة لسير التاريخ وتوجهاته العامة والملفت اليوم هو تقليد ذلك العمل السيئ بدعوة رئيس أكبر وأقوى دولة في العالم إلى بناء جدار الفصل العنصري على الحدود الأمريكية مع المكسيك وهو الأمر الذي يجابه بمقاومة شديدة من داخل الكونجرس والشعب الأمريكي أما آخر هذه الجدران الذميمة فيتمثل بما تقوم به الدولة التركية برئاسة السيد رجب طيب أردوغان من بناء لجدار الفصل حول عفرين وعلى طول الحدود مع الجمهورية العربية السورية. وبالتأكيد وبكل وضوح فإن سياسة بناء الجدران الفاصلة على الحدود هي سياسة رجعية معادية لحركة التقدم الإنساني ومسار التطور الحضاري العابر للحدود وللقيم والمثل التي ترافق تلك الحركة وذلك المسار وسيكون مصيرها الفشل والأخفاق والذهاب في نهاية الأمر إلى مزبلة التاريخ. وبالمقابل تقدم جمهورية الصين الشعبية المثال الأرقى والأجمل المعاكس لسياسة الجدران العازلة من خلال مشروعها العالمي الأوسع والأكثر تشاركية بين الدول والشعوب وهو المشروع المسمى بالحزام والطريق الذي يأتي موائماَ ومتلائما مع حركة التاريخ ومستجيباَ لمتطلبات واستحقاقات المسار الحضاري التقدمي للبشرية وعبثاَ تذهب تهديدات النسر الأمريكي للشعوب وللدول من الأنخراط بمسار ونهج الحزام والطريق المظفر.