في لحظة فارقة من التاريخ مليئة بغبار صفراء مؤذية للوعي الإنساني وحاملة مختلف إشكال الزيف والاكاذيب والتآمر نبت سرطان دولة الكيان الصهيوني وتمدد ليلتهم الأرض وينشر الدمار والترويع وتهجير الآمنين بناء على ادعاءات غيبية زائفة ومذاك ولأكثر من مائة عام لازال هذا الكيان المسخ يترنح ويتعرض لمقاومة مستمرة تهدد بزواله وسقوطه العاصف الوشيك . في الإثناء رسبت الدمى البلاستيكية المتملقة في تهيئة المناخ المناسب لتطبيع علاقات المحيط بهذا الكيان في ظل الرفض الشعبي العربي ولجملة من الأسباب المنطقية التي لاتبشر سوى بنهاية " حدوتة إسرائيل " الهزيلة . كيف يمكن التطبيع مع مجتمع تسري في عروقه ثقافة " غيتو " وعشق ازلي للعزلة والانطواء والخوف ولايستطيع اينما حل إفراده التعايش والاندماج ويعنون كشكول إمراضه النفسية وهروبه من الاختلاط بالآخرين تحت عناوين التفرد والاصطفاء وانه شعب الله المختار الذي فضلته السماء على العالمين .. حزمة من الحقائق الوجيهة كما ذكرنا سلفا التي تؤكد استحالة التطبيع والتعايش مع الكيان الصهيوني لان عملية كهذه ستكون ضد مصالح الشعب الفلسطيني والعرب ككل يأتي في طليعتها : حقائق بشرية : ان البعد الإنساني لجريمة اقامة كيان صهيوني على ارض فلسطين يتمظهر في عملية التهجير القسري لاصحاب الأرض فعملية السيطرة على فلسطين تمت على مرحلتين الأولى في العام 1948 والأخرى أنجزت مهامها في إعقاب نكسة 1967 وادت عملية التهجير الى تكديس ابناء الشعب الفلسطيني ملاك الارض في مخيمات شهدت اسوأ الماسي والبؤس والشقاء او تشريدهم في المنافي مما يعني ان الحلول السخيفة للقضية الفلسطينية تتجاهل بشكل سافر حقوق سكان مناطق يافا وعسقلان وحيفا والناصرة وعكا والجليل وغيرها وتجعل حق العودة في مهب رياح المصالح السياسية للدول . ان الارتباط العضوي والوجداني للإنسان الفلسطيني بأرضه يتجدد ويزداد قوة ومنعة لانه نتاج لاسباب فطرية وغريزية متجذرة وهذا ما اتاح ديمومة العلاقة والاشتياق للارض عبر اكثر من جيل وعلى النقيض من هذا جاء استجلاب سكان إسرائيل المزعومة من أصقاع العالم كغرباء لايربطهم بالتراب الذي يعيشون عليه سوى القوة الغاشمة والاستيطان واغتصاب الحقوق والدعم الدولي وفي طليعته الدعم الأميركي حقائق جغرافية : ان الكيان الصهيوني هو كيان غريب وطارئ على الجغرافيا العربية لاينتمي عقائديا او ثقافيا او اجتماعيا الى المنطقة التي زرع فيها وبالتالي هو خطر ماحق يهدد امن المنطقة ويتضرر منه الاقليم والعالم فليس هناك لغة تواصل يمكن ان تجلب الثقة والتآلف وفي هذا الإطار صنعت المخيلة الصهيونية الحلول الكوميدية سواء عبر الجدار العازل الذي لن يمنع - ان اجلا او عاجلا - النهاية الدراماتيكية الوشيكة او عبر التخطيط الهندسي للمستوطنات الجانح الى محو الارث العربي وطمس ثقافة فلسطين التي تنضح بعبق التاريخ حقائق تاريخية : تحاول الدويلة الصهيونية اثبات ملكيتها للأرض المغتصبة والمستولى عليها على حين غرة بيد انها عجزت ايجاد مايدعم أساطيرها الزائفة بل ان العكس هو مايحدث دائما فالحفريات المستمرة منذ عقود تؤكد ان السياق التاريخي لفلسطين لايشير بأي شكل من الإشكال بوجود رابط بين الصهاينة وبين فلسطين في موازاة الوجود العربي على هذه الأرض منذ القدم . يبدو ان صفقة القرن المزعومة ستكون "صفعة القرن " للكيان الصهيوني ودعاة التطبيع وستثير حفيظة الشعوب التي سوف تستيقظ لدفع الخطر الكبير بعد ان تعي ان مايحدث في المنطقة لم يكن ليحدث لولا الرغبة الدفين بتثبيت إقدام الكيان الغاصب على الخريطة وتوفير امنه الموهوم .