*عبدالمنعم بارويس الى امي عدن ، ( واسمحي لي بان اناديك ب امي انا سنغافورة ربما لاتعرفيني وربما لم تكوني قد سمعتي باسمي من قبل ، فانا كنت نكرة زمان عزك يا امي ، لقد كنت انا رضيعة لاتتمكن من الحبو ايام شبابك وعنفوانك يا امي ، لقد كنت مجهولة وانت علم يا امي ( ياعدن ) . امي كيف احوالك ؟؟ !! ، وايش اخبارك ؟؟ !! ايش اخبار رصيف ميناء السواح في التواهي ؟؟ !! ، وايش اخبار رصيف ميناء الشحن في المعلا دكة ؟؟ !! ، وايش اخبار رصيف ميناء الحاويات في كالتكس ؟؟ !! ، وايش اخبار رصيف ميناء الزيت في عدن الصغرى ( البريقة ) ؟؟ !! . انا يا امي متشوقة لسماع اخبار هذه الارصفة العالمية في عدن !! امي عدن هل لاتزالين علم ام انك اصحبت نكرة ؟؟ !! امي ( عدن ) اسمحي لي ان احدثك عن نفسي ، فانا كما سبق وقلت لك اسمي سنغفورة اقع في اقصى الشرق من بلاد الملايو ( شرق اسيا ) . بلادنا لاتوجد فيها ثروات باطنية لانفطية ولامعدنية ، عدا بعض المزروعات البسيطة . في الستينيات من القرن الماضي ذهب وفد من بلادنا الى مصر للحصول على بعض مقاعد للدراسة في ارض الكنانة وتفاجيء الوفد بان الرئيس جمال عبدالناصر لايعرف عنا شيئا ، وقال للوفد السنغافوري حددوا لي موقع بلادكم على الخارطة ، وفدنا لم يلوم عبدالناصر لاننا حينها كنا نكرة ، لا احد يعرفنا ، وكانت البطالة متفشية بين اوساطنا . وبعد ذلك اكرمنا ربنا بانسان ، صحيح انه لايصلي ولايصوم ولكنه مخلص لوطنه ، فالجنة والنار ليست بيدية ، وانما بيد المولى عز جل هو من يدخلنا برحمته الى فسيح جناته . فلا الانسان المصلي سيدخلنا الجنة ، ولا الانسان غير المصلي سيدخلنا النار . هذا الانسان اول ما استلم مقاليد الامور في البلاد بكى حتى سالت دموعه على خديه وديان ، وكان امامه خياران ، الخيار الاول ان يكون فاسد وثري وتكون اسرته من الاسر الثرية ، واما الخيار الثاني ان يكون نقي ونظيف وكادح وينهض ببلده وشعبة ، ولقد ترك الخيار الاول وتخطاه الى الخيار الثاني مع مايرافقه من شظف الحياة . المهم يا امي ان هذا الانسان عمل على نكران ذاته وعمل بالاخلاص من اجل وطنه سنغفورة ، لقد كانت اقصى امنياتنا في يوم من الايام ان نصل الى نصف او حتى ربع ماوصلت اليه عدن . ثم تولت الامور بعده امراءة مسلمة من اصول حضرمية ، ولقد كانت مثل سابقها مخلصة لوطنها وشعبها ، واول ما استلمت مقاليد الامور اجتمعت بالحكومة وقالت انا اسمي حليمة يعقوب آمة من عباد الله اخشى الله واخافه ، ومن يريد ان يعمل معي لصالح الشعب السنغافوري فانا اخته ، همي رفع مستوى المعيشة لمواطني بلدي سنغافورة ولايعنيني غيرها . امي ( عدن ) ، لقد ارتفع دخل سنغفورة ب اثنين ( 2 ) ترليون دولار ، ووصل الى 5 ترليون دولار فائض ، ومتوسط الدخل السنوي للفرد في سنغفورة وصل الى اكثر من 85 الف دولار امريكي ، واصبح جواز السفر السنغفوري اغلى جواز في العالم ، واصبحت نسبة البطالة اقل من 1% ، وانجزنا مايقارب من 10 آلاف مشروع عملاق ، واصبحت نسبة الفساد تقترب من الصفر كان ذلك التقدم والازدهار بفضل الله ثم بفضل ذلك الرجل وتلك المرأة وبفضل شباب وشعب سنغفورة بمختلف توجهاتكم الدينية والفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية ، اذ عملوا كخلية نحل ، وعزفوا سمفونية متناغمة لايشوبها نشاز او فساد امي لقد استفدنا من موقع بلادنا وميناءنا ، فاصبح خامس مرفأ في العالم من ناحية النشاط التجاري وأصبح بفضل جهودنا هو الدجاجة التي تبيض لنا ذهبا ، وهو نفطنا وبترولنا وثروتنا . كما أننا أصبحنا رابع اهم مركز مالي في العالم امي ( عدن ) لديكم خبرة كبيرة وكثيرة في ادارة الموانئ ، ارجو ان تتكرموا وترسلوا لنا بعضا من خبراءكم في مجال المواني لكي نستفيد من خبراتهم في تطوير ميناءنا اكثر واكثر .. وانا يا امي في انتظار ردكم على احر من الجمر !!! *مترجم وكاتب صحفي جامعة عدن