لم نستطع فهم مايدور في مخيلة الصحفي منصور بلعيدي لكثرت غرائبه التي تجعل المتابع له غير قادر على تحديد قناعاته بوضوح . فنجده مرةٌ شديد الدفاع عن الاصلاح لدرجة اننا نظنه قد أصبح الامين العام بل تجاوزه. ومرةٌ اخرى نجده يوجه نقداً لاذعاً لقيادات الاصلاح كما فعل مع اثنين من وزرائه حين طالب بإقالتهما فوراً. وتارةٌ نجده ينتقد الانتقالي بشدة ، ومانلبث ان نراه يشيد ببعض انشطة الانتقالي ومنها توزيعه للأدوية على مستشفى زنجبار .. ثم نراه مدافعاً صلباً عن التحالف والرئيس هادي .. وفجأة يتحول إلى ناقد لاذع لتصرفاتهما في اليمن... وكأن الرجل لايقر له قرار ولايستطيع متابعية ان يحددوا له موقفا، ثابتا، مما يدور في واقع الحياة. هذه التقلبات الدراماتيكة اضطرتني ان أسأله ذات يوم : لما كل هذه التقلبات الفجائية في تناولاتك الصحفية؟! فيجيب بلا تردد او تأن او تفكير وكأن الاجابة جاهزة على طرف لسانه قائلاً : مبدأي في الصحافة : قل للمحسن احسنت وقل للمسيئ أسأت. ويستوي عندي القريب والغريب في نقد الاخطاء والسلبيات ... ولاحصانة عندي لمخطئ. والحقيقة انني لا استطيع ان اثبت تجنيه علئ من يذمهم او تزلفه لمن يمدحهم ، لانه فعلاً ينقد الاخطاء كماهي دون تجريح ولايخشى لومة لائم ومع ايٍ كان غير عابئ بردات الفعل من المنقودين . حتى يخيل إلينا انه يسبح ضد التيار ويستعدي الجميع ضده ولايترك له خط رجعة مع أحد حتئ مع الاصلاح الذي ينتمي له... وآخر غرائبيته انه قدم استقالته من رئاسة دائرة الاعلام في اصلاح ابين وربما من الاصلاح ايضاً من يدري .!! ولم تتضح اسباب الاستقالة بعد ولم يفصح هو عنها ، ولكن يبدو ان الاصلاح قد ضاق به ذرعاً بكثرة انتقاداته له وللتحالف العربي وباساليب مزعجة لهم وهم ضمن ذلك التحالف مما يؤثر علئ مصالحهم السياسية فيه. وهكذا يظل الصحفي بلعيدي متفرداً في تناولاته الصحفية ينتقد الاخطاء بقوة غير هياباً من عواقب نقده الذي لايسلم منه احداً ممن ينتقدهم مهما علا شأنهم في الحياة .