ياسر أحمد علي من مواليد قرية الخربة السعدي سبعة وأربعون عاماً من تحدي الإعاقة. ولد معاق فعوضه بديع السماوات والأرض بروح طيبة وإبتسامة صافية وأخلاق عالية حببته بالناس فعوضه حب الناس وعطفهم عليه عن الإعاقة الجسدية التي جعلته عاجز عن الحركة والسير. عاش محبوباً مرحاً ودوداً عفيفاً شريفاً مكافحاً باراً بوالديه فلم تمنعه الإعاقة من أن يغادر الوطن ويتجه إلى السعودية يبحث عن رزقه ويعيل أبويه العجزة فعوضهم مما كان أن يقدم لهما بجسده بأن يوفر لهم مصدر للرزق. ياسر تحدى الإعاقة ولم يستسلم لها مقعداً في بيته بل خرج يزحف ويحمله الناس يحادث يمازح يسعى فتتهافت عليه القلوب الرحيمه لما لاقت به من إصرار وروح خلاقة. ياسر السيد غادر يا قرية الخربة ويا جبل جار رُجلٌ بجسد طفل صوته جهوري وضحكته الجميلة وأخلاقه المحببة غادر دنيا العناء والإعاقة وترك فينا أثر معنى التحدي والعزيمة والإصرار ومثال الأخلاق وحسن المعاملة وبر الوالدين. أبكان أبيك وهو يؤذن لصلاة العصر بصوته الجهوري ولكن العبرات ودمعاته لم تتماسك فبكى وهو يؤذن ويدعو إلى صلاة فبكى جار وبكتك الخربة كيف لا يبكيك وأنت عوضته في عجزه بما يسد حاجته بكيناك يا ياسر وسنفتقدك ولكن أمر الله لا مرد له رحلت فصلى عليك الجميع الغفير ممن أحبوك وشيعوك في موكبٍ جنائزي مهيب . تعلمنا منك أن لا شيء يقف إمام الإصرار والعزيمة. سبحان من خلقك معاق وعوضك بروح طيبة وإرادة قوية وغرس فيك من الخصال ما حبب فيك خلقه. اللهم تغمده بواسع رحمتك وأسكنه فسيح جناتك وأغفر له وصبر والديه . محبك الإستاذ عبدالقادر زين بن جرادي