شعب ترسخ إيماناً ووعياً وممارسة لثقافة الشهادة والاستعداد العالي للتضحية, ثقافة البقاء التي تحمي الأمة وتعتز بها وتصمد في رحابها, ثقافة العطاء التي هي سر الصمود الأسطوري لشعب الجنوب العربي الحر الأبي وانتصاراته في وجه آلة العدوان الحوثية الإيرانية, شعب ترجم على أرض الواقع ذلك الشموخ والإباء فكسر بإرادته وصموده عنجهية وغرور المليشيات الباغية. شعب تواق للحرية تعتق صموداً واستبسالاً وشموخاً على مدى خمسة أعوام متتالية في وجه إرهاب مليشاوي لم يشهد له العالم مثيل, شعب يعيش على وقع التضحية والفداء, على واقع الشهادة في سبيل الله وسنة رسوله وفداء للصحابة الكرام, شعب رسم تلك الخطوط منهجاً قرآنياً ثابتاً ومساراً إيمانياً ثورياً وتمسك بثبات بهذه المبادئ والقيم وجسدها على واقع العطاء والبذل والتسابق نحو ساحات وميادين الاستشهاد دفاعاً عن عقيدة أهل السنة والجماعة وعن الدين والوطن والعرض والإيمان والشرف وقيم ثورته الاكتوبرية المجيدة, شعب يحمل في وعيه الإيماني المجسد بواقع الفعل والممارسة ثقافة ومنهجية قوله سبحانه وتعالى (ياأيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ). شعب سطر في الميادين أروع ملاحم الاستبسال والانتصارات ومزج ذلك بالفداء والتضحية والشهادة في سبيل الله لمواجهة عدوان سلالي مليشاوي همجي مقيت دخل عامه الخامس وصد وكسر زحوفاته في كل النواحي والإتجاهات, شعب قدم لأجل حريته وتطهير اراضيه من تلك الفلول قوافل من الشهداء الابرار وأرتال من الجرحى الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وساروا على نهج الشهادة ذودا عن حياض الارض والعرض والدين, شعب تمسك بالعروة الوثقى التي لا انفصام لها, شعب يرفد بعطاء سخي يوميا جبهات المقاومة في كل الحدود لردع أذناب ايران ويزف ابنائه شهداء كل يوم وسط اعتزاز وافتخار من أهليهم وأمتهم في واقع عز لا نظير له في هذا العالم. تجارة إلهية رابحة عطاء قابله الله بعطاء, وتجارة رابحة ليست كباقي التجارات الموجودة على هذه الارض أو هذا الكون, هذه التجارة أصحابها رابحون في الدنيا والاخرة, وقد دعاء الله في كتابه العزيز المؤمنين إلى هذه التجارة التي ستنجيهم في الحياة الدنيا والاخرة , فقال تعالى: ﴿إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾. إنها دعوة للجهاد بأسلوب يبين حقيقته ويشير إلى نتيجته العظيمة فهي معاملة تجارية من أروع المعاملات طرفها الأول الله تعالى والطرف الثاني هم المؤمنون بالله واليوم الآخر والجائزة هي الجنة الخالدة, والثمن هو أنفس المؤمنين وأموالهم, ثم يشير ألله تعالى إلى نتيجة هذه المعاملة فيقول : “ذلك هو الفوز العظيم” كما أكد القرآن الكريم على فضل الشهداء ومكانتهم وأجرهم ونورهم يقول تعالى: ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾. منهج حياة ووعي إيماني يدرك شعب الجنوب اليوم بإيمانه وبواقعه الحي أن الجهاد في سبيل الله ضد هذه الشرذمة التي تدين بالولاء المطلق للفرس والمجوس يعتبرا منهج للحياة الأبدية الخالدة ومسار الى الحياة الكريمة والعزيزة التي أرادها الله لعباده أن يعيشوها وأن يحيوها في الدنيا قبل الآخرة كما يدركون أيضا بأن الجهاد في سبيل الله ومن اجل الارض والعرض يعد مسار إيماني تفضل الله به برحمته على عباده ليحظوا بالحياة الأرقى والأبدية في الآخرة ولذلك وصل ابناء شعب الجنوب الاحرار إلى مرحلة كبيرة من الوعي والنضج والإدراك بقيمة مثل هكذا مناسبة ربانية عظيمة واستغلوها كما ينبغي, شعب يحمل في وعيه الإيماني المجسد لعدالة قضيته ومظلوميته والمترجم بواقع الفعل والممارسة ثقافة ومنهجية قول الله تعالى (يأيها الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ). شعب عربي حر أصيل يؤكد بعطائه وبشهدائه وبمسارعته نحو ميادين الجهاد ومواقع الشرف والبطولة في سبيل الله بأن الشهادة في سبيل الله بحد ذاتها حياة فضلا عن كون عشاقها هم من يصنعون لشعوبهم وأمتهم الحياة الكريمة والاستقلال والحرية ويعبدون بدمائهم طريق الحياة الكريمة العزيزة والقويمة لعباد الله المتحققة بهدى الله وبوعد الله تحت رعايته وبمقتضى رحمته وعدله وفضله الواسع في الدنيا والآخرة.