التوجه للنظام الاتحادي لسلطنات الجنوب ما قبل الاستقلال كان أحد أسباب السعي اليه التنوع الثقافي والاجتماعي لسلطنات الجنوب، القفز على هذه الحقيقة بعد الاستقلال خلق دولة واحدة شديدة المركزية لعب الجيش والأمن دورا حاسما في بسط نفوذ الدولة بالقوة على جميع المحافظات وهي الحالة ذاتها استمرت بعدالوحدة. واحد أسباب فشل المرحلة الأولى والثانية هو الاستخدام المفرط للقوة ومحاولة إلغاء الهويات المختلفة في المجتمع والتي ساعدت على حدوث الازمات المختلفة المتكرره وسقوط النظام الاشتراكي ونظام دولة الوحدة. ماالذي يمكن الاستفاده منه من دروس التاريخ؟ الجنوب واليمن.. كل منهما تتكون من هويات مختلفه.. السعي لتهميشها وإلغاء ها لم يخلق استقرارا دائما. انشاء دولة يحتاج مراعاة لهذا التنوع في الهويات والخصوصيات والحوار الشفاف للوصول إلى توافقات لشكل ونظام بناء الدولة. محاولات الترهيب بالموت او فرض السلطة بالقوة لن تدوم.. ولهذا تأتي مبادئ حقوق الإنسان لتعطي الآقليات حقها في تقرير المصير متى ما كان هناك تجاوز لحقوقها وظلم عليها. عقود من محاولات فرض السلطة بالقوة في تجاربنا السابقه لم تخلق حالة استقرار دائمه.
هل نريد الاستمرار في ذات الممارسات وإعادة انتاج تجارب الماضي؟
الاعتراف بمختلف الهويات وبناء جسر من الحوارات والتوافقآت مع الجميع وبناء نظام فدرالي عادل، اساس بناء قاعدة متينه لاستمرار السلام والاستقرار.. محاولة فرص امر الواقع بالقوة لن يؤدي إلا إلى أزمات مستمره.. واخيرا اللجوء لحق تقرير المصير. فحضرموت لديها حق تقرير المصير مثلها مثل بقية المحافظات في الشمال او الجنوب.
احترام التنوع.. العدالة.. التوافقات .. المشاركة الحقيقية.. جميعها عوامل لو توفرت لما كان هناك مبرر للبحث عن الحق الانساني.
وهي رسالة ارجو ان تستوعبها قيادة المجلس الانتقالي التي تسيطر عليه الخلفية العسكرية والامنية، وهي مفهومه وضرورة في المرحلة الأولى ولكنها وحدها فقط مستقبلا، لا تكفي لخلق استقرار دائم. كما يمكن توجيه الرسالة ذاتها للحوثيين ولحزب الإصلاح.. استخدام القوة والسيطرة العسكرية يخلق مكاسب آنية وليس استقرار دائم..