أصبحت الكهرباء هي الشغل الشاغل للمواطنين داخل عدن فبعد انتهاء الأحداث التي حصلت في عدن وعودة ساعات الانقطاع جعل الجميع يعتقد أن مشكلة الكهرباء ما زالت معقدة ولا توجد أي حلول جادة لها من مختلف الأطراف المسؤولة. لكن ما خفي كان أعظم فعودة الانقطاعات المتواصلة للكهرباء , رغم اختلاف الأسباب تارة بخروج المنظومة عن العمل وعطل في الأجهزة والمعدات وتارة أخرى بنفاذ كميات الديزل والمازوت من المحطات التي تتحول ساحة للقتال للمواطنين من أجل الحصول على كمية حتى ولو كانت بسيطة لتعبئة المواطير أو الانتظار ساعات طويلة لعودة التيار لتعبئة الشاحن لاستخدامه في حال عودة الكهرباء. ورغم التغييرات التي حصلت في ادارة مؤسسة الكهرباء لم يتم التوصل لحل ينهي أزمة الكهرباء التي كانت وما زالت تشكل هاجسا للمواطن ولا يعرف متى ستنتهي هذه المشكلة. محطات التوليد أصبحت تتلقى الضربات واحدة تلو الأخرى وتشهد تناقصا في عدد الميجا لتصل احيانا الى نقطة الصفر وتصبح ساعات بقاء الكهرباء أقل من 4 ساعات في اليوم الكامل. ناهيك عن الأخبار والتصريحات من قبل المسؤولين التي تتداولها مواقع التواصل الاجتماعي بنفاذ كامل المخزون وتوقع سيناريو انقطاعها عن المدينة تماما , ويبقى الحال على ما هو عليه وإن لم يكن للأسوأ لتعاد كرة الانقطاعات المستمرة للكهرباء حاليا في عدن. فما هي تداعيات مشكلة الكهرباء وإلى أين توصلت الأمور في هذا القطاع اليكم التقرير التالي... تقرير : دنيا حسين فرحان *عودة الانقطاعات بشكل متكرر يوميا واحتمالية بخروج نهائي للمحطة: من المعروف أن ساعات انطفاء الكهرباء تمتد لفترة طويلة بسبب أوضاع محطات البلاد الصعبة انعكست بدورها على قطاع الكهرباء فنفاذ كمية الديزل وعدم الإسراع في توفيره من قبل الجهات المعنية والاعطال المستمرة في مختلف المولدات والاجهزة في المحطات وشركة المصافي وأصبحت الكهرباء تنطفئ وبساعات طويلة وعادت الانطفاءات بشكل متكرر يوميا من في معظم المناطق والمديريات لتصل لأكثر من 3 ساعات وتعود بساعات أقل من الانطفاء. الإنذارات التي تطلقها وزارة الكهرباء والمؤسسة العامة وكل فروعها في محطات التوليد بقرب انتهاء كمية الديزل ونفادها تعني أن هناك احتمال كبير بخروج المحطة بشكل نهائي في أي لحظة وكثير من المسؤولين في قطاع الكهرباء يطلقون مناشدات للحكومة تطلب منهم التدخل لإنهاء كل ما يحصل أو يتدخلون لجلب كميات الديزل التي تتواجد حالياً في الميناء وتفريغها للمحطات لكن لا حياة لمن تنادي في ظل هذا الوضع الصعب والمعقد. اليوم جميع المواطنين يشتكون من انقطاع الكهرباء ومن تكرارها يوميا ويسمعون أخبار كثيرة عن خلل في المحطات وعن خروج محطة الحسوة وعن خروج الغلايات عن العمل ومنهم من لديه منازل لا تحوي مكيفات والكل يعرف بأن عدن من المحافظات التي ترتفع فيها درجة الحرارة فكيف سيكون حالهم مع استمرار مشكلة الكهرباء. *أزمة الوقود زادت الطيب بله: أزمة المشتقات النفطية تعد العاصفة التي تضرب المحطات الكهربائية والكهرباء هي الضحية دائما , ونتيجة نفاذ كمية الديزل والمازوت الذي يغذي المحطات ويعمل على بقاء الكهرباء أكبر وقت ممكن لوحظ خروج المنظومة الكهربائية أكثر من مرة عن العمل وتضاعف ساعات انقطاع التيار الكهربائي كاستعداد لتوقف هذه المحطات تماما في أي لحظة مالم تتوفر كميات الوقود الكافية لإعادتها للعمل من جديد. نسمع كثير من الأخبار بأن هناك كميات كبيرة من الديزل وصلت لميناء الزيت ولكنها لم تصل للمحطات ولا أحد يعرف ما هي الأسباب الحقيقية وراء ذلك هناك من يقول أن هناك أطراف معينة تحتكر الديزل في الميناء ولا تسمح له بالخروج وهناك من يقول بأن الجهات التي توعدت بدفع مبلغ الديزل لم توفي بوعدها للعيسي لذلك رفض أن يسلم الديزل و بين هذا وذاك تتداول أخبار بقرب نفاذ كمية الديزل الحالية في المحطات ولا يوجد أي بديل أو تعويض لها مما يعني أنها قد تصل للصفر وتتضاعف مشكلة إلا أن لا نجد الكهرباء. وما زالت أزمة الديزل هي المتحكم الأول بالكهرباء وبالمحطات وتشغيلها بشكل منتظم ويومي ويتمنى المواطنين أن تتوفر كميات الديزل فور حاجة المحطات لها وأن تتمكن وزارة النفط والحكومة من التخفيف على كاهل المواطنين وعجز المحطات وتوفر كل السبل من أجل الحفاظ على خدمة الكهرباء لأنها من تعد من أساسيات العيش السوي للمواطنين داخل أي دولة. زيادة الضغط على المحطات والجهات المعنية توضح يقول الناطق الرسمي بوزارة الكهرباء محمد المسبحي : مشكلتنا الكبرى هي الضغط على المحطات وذلك بسبب الربط العشوائي الذي يقوم به المواطنون والذي يتضاعف يوم عن الآخر ولا توجد أي حملات جادة للحد من هذه الظاهرة , ولا ننسى العجز والمديونية لوزارة الكهرباء والتي تتطلب دفع المواطنين لفواتير الكهرباء كل شهر في موعدها وهذا يضاعف حجم المشكلة. حالية مشكلتنا هي الديزل يكاد ينفذ من المحطات لذلك نتبع سياسة التقشف من أجل الحفاظ على ما تبقى وهذا يفسر زيادة ساعات الانطفاء حتى لا يتم استخدام كل مخزون الديزل وتخرج المحطة عن العمل بشكل تام. هناك كمية وقود إسعافية تبلغ 18 ألف من الديزل تتواجد على منطقة قريبة من ميناء الزيت وعلى وشك وضعها في الميناء تتبع تجار ولكن هناك مشكلة أخرى بأنهم يردون دفع مقابل لها كيش وهذا يعقد الموضوع لأننا نحتاج جهة تدفع المبلغ حتى يتم السماح لها بالمرور والتفريغ للمحطات وإسعاف ما تبقى. ناشدنا مختلف الجهات في الحكومة والمجلس الانتقالي والتحالف من أجل التدخل وعمل حل لما يحدث ونحن الآن ننتظر منهم التجاوب معنا من أجل وصول الديزل للمحطات لأنها على وشك التوقف وستصبح عدن لا كهرباء إذا استمر الوضع هكذا. *تساؤلات من قبل المواطنين ومناشدات للجهات المعنية: هناك عدد من الأسئلة التي يطرحها المواطنون على أنفسهم وفي أي مكان يذهبون إليه لماذا تعود في كل مرة ساعات الإنطفاء ؟؟ ولما لا يتم إحضار الديزل بشكل مستمر وتغذية المحطات به؟؟ ولماذا لا توجد حلول نهائيا لكهرباء عدن التي تعد عاصمة البلاد ولإصلاح الخلل ومعرفة موقع الفساد والتخلص منه؟؟. مناشدات الأهالي كثيرة خاصة في هذه الفترات بسبب الحر الشديد التي تشهده المدينة وحالات الاختناق أو الضغط الذي يعاني منها كبار السن والمرضى والأطفال هناك من يوجه رسائل للجهات المعنية بالكتابة أو الفيديوهات التي تظهر حال المواطنين المأساوي ولكن لا جدوى منها. أصبح الناس لا يعرفون لمن توجه مناشداتهم ومن هي الجهة التي ستنصفهم بعد كل ما حل بهم في الفترة الماضية , فإلى متى ستظل معاناة المواطنين بسبب الكهرباء ومتى ستكون النهاية؟؟. *عدن مدينة الأنوار تعيش اليوم حالة يرثى لها من تردي خدمة الكهرباء وتدهور حاصل في القطاع بشكل عام لتجد نفسها تنطفئ يوما تلو الآخر دون معرفة الأسباب الحقيقة أو على الأقل مبررات لكل ما يحدث على مرأى المسؤولين في الحكومة التي استقرت في عدن دون أن تحقق أي تحقق أي تحسن يذكر في هذه الخدمة. ويظل المواطنون مترقبون لعودة التيار الكهربائي لإشباع احتياجاته التي أصبح الحصول عليها صعبا تزامنا مع الانقطاعات المتكررة للكهرباء آملين لإنقاذ ما تبقى قبل أن تزداد الامور تعقيدا وتصبح عدن بلا كهرباء.