لكل داء دواء يستطب به … إلا الحماقة أعيت من يداويها! هكذا قال المتنبي قديماً ويطبقها حاليا آل سعود حرفا حرفا، كما لو أن الشاعر المتنبي قد اختصهم بها وحدهم. دولة تكاد تكون عظمى، تمتلك كل مقومات القيادة والعظمة، لو أن فيها قيادة حكيمة رشيدة! دولة آل سعود تسلك سلوك البلاطجة والمحششين في تعاملها مع جيرانها والدول الإسلامية جميعها، فما من دولة سلمت من أذاها، وأعز جيرانها وأقوى أصدقائها ناله نصيب الأسد منها. تسلك الدولة السعودية سلوك الدولة المارقة، فتصرفها عدواني عجيب يبعث على الاستغراب والدهشة، تستقوي على الضعيف، وتبارز القوي وكأنها قوة معتبرة وهي هشة لا تستطيع حماية نفسها، إلى درجة أن بيتها يشب كوخ القش عود كبريت واحد كفيل أن يحيله رمادا. مارقة وهي لا تستطيع حماية نفسها، بل تطلب الحماية من الآخرين، ومع ذلك تتغطرس وتتبختر كالطاووس نافشة ريشها، والمدهش في الأمر أنها تدري ماتفعل ومع ذلك تواصل قطع الشجرة التي تجلس عليها وهي شجرة العالم الإسلامي. سياساتها تذكرني بسلوك طفل شب عن طوق الطفولة واكتشف قدراته وشخصيته المنفصلة "أنا"، فهو يمارس سلوكيات ابتزازية نحو والديه، ويعارض كل شيء، بل ويكسر كل ما يصادفه. ارتدادات سياساتها العدوانية الابتزازية بدأت تصيبها في ضربات قاتلة ابتدأ بقطر ثم الكويت وعمان، مرورا باليمن وليبيا وتركيا، ومن قبلها العراق وسوريا ولبنان. هيبتها واقتصادها يترنح بشدة، فيما أعداؤها يتكاثرون في محيطها حتى صارت فعليا محاصرة بالأخطار من كل الإتجاهات. صواريخ كروز، طائرات درون تنهال عليها من أجوائها، سفن نفطها لا تستطيع الإبحار والقادم أفظع وأبشع ما لم تتدارك إصلاح سياساتها الحمقى بأسرع وقت ممكن. ولا ننس دعوات الشعوب المظلومة المقهورة عليها، فهي سهام الليل التي لا تخطيء المثل اليمني يقول: يستاهل البرد من ضيع دفاه!