الحديث كان قبل عدة سنوات ، بعد تسليم علي محسن الأحمر صنعاء للحوثيين وهروبه منها ، من ضمن ماقاله أحد القادة الجنوبيين الذين استقطبهم علي محسن الأحمر للعمل عنده في الفرقة الأولى مدرع من بعد العام 94م ، هو قوله : إنه كانت تأتي إلى مقر الفرقة الأولى مدرع بصنعاء أرتال من السيارات (الشاص) عليها رجال مسلحون وبلباس مدني و كادت تكون بشكل شبه يومي ، ثم يغادرون مكان الفرقة مباشرة بعد لقائهم بعلي محسن الاحمر وقضاء حوائجهم منه ، ولا أحد يعلم من هم ولماذا ياتون وماذا يريدون ، فقط كان التعريف بهم إنهم مشائخ قبائل دون الإجبار في التحقق من شخصياتهم . السؤال هنا ؛ لماذا جماعات القاعدة وداعش في اليمن لم تكن تستهدف مصالح قادة ومسؤولي الشمال المسيطرون على السلطة ، التي كانت تتواجد في الجنوب ، وهل هم من تشكيلة القوم الذين كانوا يأتون إلى الفرقة الأولى مدرع باسم إنهم مشائخ القبائل ؟ . نعرف تماما كيف أن النظام السياسي في صنعاء قد استغل ذريعة القاعدة وداعش لإظهار أنه يحاربها صوريا ، وحقيقته إنه قد كان بها يحافظ على مصالحه في الجنوب من خلال زعزعت استقرار وأمن الجنوبيين ، وبما إن الجنوب وبشكله العام يعتبر بالنسبة لقادة نظام صنعاء هو (البزبوز الأوسع والقوي ) الذي يدر عليهم مليارات الدولارات ، قد رأينا كيف كانوا يحافظون على هذا البزبوز الجنوبي بكافة وسائل الحرب الخبيثة في ضرب وتفكيك الجنوبيين عند شعورهم بأي حراك أو افاقة أو وحدة شعبية جنوبية كانت تقترب من تهديد مصالحهم في الجنوب ، كالقوة العسكرية والسياسية والإعلامية ، وبث التحريض والمناطقية بين أبناء الجنوب الواحد ، وممارسة التقطعات ، ومنها أيضا سلاح الجماعات الإرهابية ( القاعدة وداعش) . فهم وحتى تستمر البزابيز الجنوبية بالضخ إلى خزائنهم ، للحفاظ على بزبوز عدن كان سلاحهم أنصار الشريعة في أبين ، وللحفاظ على بزابيز شبوةوحضرموت كان سلاحهم مجاميع القاعدة وداعش . بعد العام 2015م ، في عدن كانت تفجيرات ومفخخات القاعدة وداعش التي كانت تستهدف قادة الجنوب وقوات الحزام الأمني ، في حضرموت تم تسليم المكلا للقاعدة وداعش ، إلا إن قوات الحزام والنخبة استطاعت طردهما من عدنوالمكلا ، في شبوة قد رأينا كيف خرجت جماعات القاعدة وداعش تحارب وبعنفوان إلى جانب مليشيات الإصلاح ، ومازالت إلى اليوم وهي تعبث بحياة وممتلكات الأبرياء من أبناء شبوة ولكن دون أن تمس أو تضر بأي من أماكن ومواقع البزابيز . اليوم والمحافظ البحسني وشعب حضرموت يغلقون بزبوز حضرموت ، لمنع تهديداتهم وحنى يستمر ضخ البزبوز لخزينته ، هل سيدفع علي محسن الأحمر بقواته ومليشياته وجماعاته باسم وذريعة القاعدة وداعش أم باسم الجيش الوطني او إنه سيرضخ هذه المرة للمطالب الحضرمية الجنوبية ؟