إن هذه الجموع لم تخرج لكي تحصل على وعود مفتوحة وكلمات مبهمة في الوعود كانت من قبل سارية المفعول ولا داعي للخروج من أجلها، فكيف إذا كانت هذه الوعود بأشياء حقيرة وتافهة بتفاهته البيان نفسه ! بصفتي الشخصية أرفض وبشدة كل ما جاء به البيان جملة وتفصيلا واعتبره بيعة ومتاجرة بآلام وآمال الشعب الحضرمي الذي خرج في يوم الثاني والعشرين من سبتمبر.
وأقول بملئ صوتي إن هذه الحشود لم تخرج لكي تحافظ على كرسي أو منصب فلان أو علان بل خرجت لتطالب بحقوقها كاملة غير منقوصة ولا يحق لأي أحد كائناً من كان أن يتنازل عن حق هؤلاء.
وأقولها بكل أسف وصراحة إن السلطة المحلية ركبت الموجة واختطفت الوقفة الحضرمية وربما بتواطئ أو سذاجة أو حسن ظن من قبل اللجنة العليا للتصعيد ولجنة الوقفة.
لكن مالم يكن في الحسبان أن تتم المتاجرة بهذه الحشود وبإرادة الشعب في صفقة خاسرة و حقيرة ودنيئة كهذه ...
لا شك أن هذا شيء محتمل ومتوقع من قبل لكن ليس بهذا الشكل وهذه الصفقة فإن كنتم لابد بائعين فأحسنوا البيعة على الأقل.
وخلاصة الأمر بقي أمام اللجنة العليا للتصعيد فرصة واحدة فقط لاغير إما أن تواصل مشوارها التصعيدي وتنفذ ما وعدت به من الاعتصام أمام بترومسيلة حتى تتحقق كافة المطالب وبهذا ستكسب ثقة الشعب الحضرمي الذي توالت عليه الصفعات والبيعات والنكسات منذ زمن وإما أن تذهب إلى مزبلة التاريخ ولعنات الغلابة والمساكين ستلاحقهم كما لاحقت من قبلهم.
ختاماً للحقوق رب يحميها ويأتي بها رغم أنف الظالمين ولكل ظالم وخائن نهاية وخيمة وزوال قريب فالذي أزال من قبلكم ومكّنكم ليبتليكم ويبتلي بكم، يزيلكم ويأتي بغيركم و الثورات لا تموت ولا تنته بموت الثائرين ولا بغدر الغادرين الخائنين.