أنا أكبر من الوطن.... عندما يكون الوطن محصورا في فلان و علان و مقصورا على جهة أو قبيلة أو منطقة أو حزب فأنا أكبر من هذا القزم المسخ المسمى زورا بالوطن. عندما يكون الوطن لا يتسع إلا لصوت واحد و لون واحد و زعيم أوحد فأنا أكبر من هذا الوطن. عندما تكون المواطنة أن أجوع أنا لتشبع العصبة و أموت أنا لتحيا و أذل أنا لتعز و أشقى لتسعد و أحرم لتعطى ثم يسمى كل هذا الخليط من القهر و الذل و الظلم و الهوان(وطناً)! فأنا أكبر من هذا الوطن. عندما يكون الوطن منصبا للنهب و جاها للسلب فأنا أكبر من هذا الوطن. عندما يكون صنم كل قوم بحجم الوطن فيتلاشى حينها الوطن محجما مقزما فأصغر أولادي أكبر من هذا العفن. أنا أكبر من وطن يريد تعاستي لتسعد قلة قليلة مهانة ذليلة مناهجهم كليلة و قلوبهم عليلة و ليس إلى صلاحهم حيلة. أنا أكبر من وطن يريد دمي و أنا مغلوب ليتغذى به مصاصو دماء الشعوب. أنا أكبر من وطن يطلب مني أبنائي للتضحية و أبناؤهم متخمون من التسلية. أنا أكبر من وطن أذوق فيه مرارة الفقر و الجوع و الحرمان مقابل أن يشكوا قلة فيهم ألف علة من شدة التخمة من الغثيان. أنا أكبر من هذا الوطن الذي تفصلونه على مقاسكم و نكون بسمه تحت مداسكم. أنا أكبر من هذا الوثن الذي أنتم سدنته و كهنته و غيركم له قربان تنقر جثته الغربان. أيها التافهون الذين في غيكم سادرون لقد حولتم الأوطان إلى أوثان و صرتم أنتم الكهنة و الحجاب و فتحتم إلى عبادة البشر و الارتزاق ألف باب. أنا كافر بهذا الوثن فماذا أنتم فاعلون أيها الكهنة المارقون و السدنة السادرون: قد كان لي وطنٌ أبكي لنكبته**و اليوم لا وطن عندي و لا سكنُ و لا أرى في بلادٍ كنت أسكنها**إلا حثالة ناس قاءها الزمنُ إلا من رحم الله و قليل ما هم. روح النص: اصعد فموطنك المرجّى مخفرٌ متعدد اللهجات و الأزياءِ للشرطة الخصيان أو للشرطة الثوار أو للشرطة الأدباءِ أهل الكروش القابضين على القروش من العروش لقتل كل فدائي الهاربين من الخنادق و البنادق للفنادق في حِمَى العملاءِ القافزين من اليسار إلى اليمين إلى اليسار كقفزة الحرباءِ المعلنين من القصور قصورَنا و اللاقطين عطيَّة اللقطاءِ من لم يمت بالسيف مات بطلقةٍ من عاش فينا عيشة الشرفاءِ